أعلن في موسكو أمس، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركية هيلاري كلينتون سيلتقيان في واشنطن في السابع من الشهر المقبل. وينتظر أن يكون ملف تجديد معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية على رأس سلم الأولويات خلال اللقاء. وقال مدير دائرة أميركا الشمالية في الخارجية الروسية إيغور نيفيروف إن ملف إعداد الإتفاقية الجديدة من أجل توقيعها في صيغتها النهائية قبل حلول نهاية العام الحالي سيكون محور البحث الرئيس ، خصوصا أن موسكووواشنطن أطلقتا العمل على مستوى الخبراء لإعداد مشروع الوثيقة الجديدة منذ لقاء الوزيرين السابق في الشهر الماضي. ومعلوم أن مدة معاهدة «ستارت « لتقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية تنتهي في الشهر الأخير من العام الحالي. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما إقترح تقليصاً حاداً في ترسانة البلدين من الأسلحة النووية، ورحبت موسكو بالإقتراح لكنها إشترطت لتطبيقه أن يتم إعداد المعاهدة الجديدة بشكل جيد على أن تكون بنودها ملزمة للطرفين وأن تتضمن تقليصاً للرؤوس النووية ولناقلات السلاح النووي مثل الطائرات والغواصات . وكرر رئيس الأركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف هذه الشروط أمس، بعدما تحدث عن استعداد بلاده لتقليص ترسانتها النووية في حال أخذت مطالبها في الإعتبار. وتمهيداً للقاء الوزيرين المقبل، تبدأ اليوم، في روما الجولة الأولى من المشاورات الروسية - الأميركية على مستوى الخبراء . ويطرح الجانبان في هذه الجولة رؤيتهما للصياغة الجديدة للممعاهدة من أجل إقرارها لاحقاً على مستوى الوزراء، قبل مناقشتها خلال القمة الروسية - الأميركية المنتظرة في تموز (يوليو)، في موسكو. وقال نيفيروف إن موسكو «تعول على التوصل إلى اتفاق على الأبعاد الأساسية للوثيقة الجديدة» قبل زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى روسيا. في هذه الأثناء مهدت كلينتون للقاء نظيرها الروسي بالتأكيد على أن العلاقات مع موسكو تدخل ضمن أبرز أولويات السياسة الخارجية لواشنطن . وفي كلمة ألقتها في اجتماع للجنة السياسة الخارجية في مجلس النواب الأميركي أول من أمس، قالت إن إقامة علاقات بناءة مع روسيا تدخل ضمن أولويات سياسة بلادها التي «تسعى إلى بناء شراكة فعالة مع القوى الإقليمية الرئيسة، ونقيم علاقات بناءة من جديد مع الأمم الكبرى، التي تعود لها الكلمة الفاصلة في المستقبل، مثل الصين وروسيا والهند». وأكدت كلينتون أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع حل قضايا القرن الحادي والعشرين الأساسية، مثل مكافحة الأنظمة الدكتاتورية، والإرهاب، والفقر، والأزمة الاقتصادية العالمية، بمفردها. واضافت: «نحن لا نستطيع أن نفعل شيئاً لوحدنا ولكن في المقابل لا يمكن عمل أي شيء من دون قيادة الولاياتالمتحدة». على صعيد آخر ينتظر أن يكون ملف نزع التسلح والأمن في أوروبا على رأس جدول أعمال مجلس «روسيا – الأطلسي» المقرر في 19 أيار (مايو) المقبل. لكن المناورات العسكرية التي ينوي الحلف إجراءها في جورحيا بعد أسبوعين، باتت تهدد اللقاء المنتظر بعدما لوحت موسكو باحتمال قطع إتصالاتها مع الأطلسي في حال أصر على إجراء المناورات على رغم المعارضة الروسية.