سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
55 شهيداً في قصف 3 مدارس احتمى بهما مدنيون ... وطمر أكثر من 14 تحت ركام منزل جلهم أطفال . مجازر إسرائيلية متنقلة في غزة تلاحق المدنيين للضغط على "حماس"
وسّعت قوات الاحتلال الإسرائيلي دائرة عدوانها أمس في اليوم الحادي عشر من الحرب على قطاع غزة. ونفذت مجازر متنقلة لاحقت المسعفين والعيادات الميدانية، وقصفت مدرسة تابعة ل"أونروا"احتمى بها مدنيون فروا من منازلهم، فاستشهد 42 منهم وجُرح أكثر من 60 آخرين. وحاولت التقدم في عمق حي الزيتون جنوب مدينة غزة وإلى الشرق من مخيم جباليا، إلى جنوب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفي مخيمي النصيرات للاجئين جنوب غربي مدينة غزة والبريج جنوب شرقها، وفي المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع من دون جدوى. ودارت مواجهات عنيفة جداً تشبه حرب الشوارع بين قوات الاحتلال وآلاف المقاومين من مختلف الأجنحة العسكرية للفصائل، خصوصاً حركة"حماس"، ما أسفر عن استشهاد عشرات منهم فيما قتل ضابط إسرائيلي كبير من لواء"غولاني"وثلاثة جنود. ولوحظ أمس وليل الاثنين - الثلثاء أن قوات الاحتلال وسّعت دائرة استهداف منازل الفلسطينيين المدنيين بغية رفع عدد الشهداء منهم إلى أقصى حد ممكن لزيادة الضغط على"حماس"لتقديم تنازلات وطلب وقف للنار بشروط إسرائيلية، وهو الأمر الذي لا توجد أي مؤشرات على حدوثه الآن وفي المستقبل القريب بسبب الصمود الواضح لأهالي القطاع. واستهدفت الطائرات المقاتلة من طراز"اف 16"والمروحية من نوع"اباتشي"الأميركية الصنع، العشرات من منازل الفلسطينيين، فارتكبت"مجازر متنقلة"راح ضحية واحدة منها 17 مدنياً من عائلة واحدة. كما استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا"كانت تؤوي مئات الفلسطينيين الذين هجرتهم قوات الاحتلال من منازلهم في شمال القطاع، فأودت بحياة 42 منهم، في أكبر مذبحة جماعية منذ بدء العدوان، وعشرة في مدرسة أخرى معظمهم من النساء والأطفال. وفر هؤلاء من الموت الذي استهدفهم في منازلهم في بلدة بيت لاهيا، فلاحقهم الموت إلى مدرسة تابعة ل"أونروا"في مخيم جباليا، فمزق أجسادهم إرباً، الأمر الذي احتجت على حدوثه الوكالة الدولية، إحدى أكبر منظمات الأممالمتحدة التي وقفت عاجزة عن حماية المدنيين الفلسطينيين. وشهد نهار أمس وليل الاثنين - الثلثاء غارات عنيفة جداً شنتها طائرات"اف - 16"كان أعنفها الغارات المتزامنة على مقر الأجهزة الأمنية الرئيس في مدينة غزة"السرايا"، فيما واصلت المدفعية المتمركزة في عدد من المواقع على طول الحدود الشرقية للقطاع دك منازل الفلسطينيين بقسوة غير مسبوقة. وجاء القصف العنيف غير المسبوق بعد دقائق قليلة من تسرب أنباء عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين في اشتباكات دارت شرق مخيم جباليا ليلاً، قبل أن تعترف إسرائيل بمقتل ثلاثة منهم واصابة أكثر من 20 آخرين. وأطلقت فصائل المقاومة أمس عشرات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، ووصل صاروخ"غراد"إلى مدى قياسي جديد وسقط على بعد 45 كليومتراً في مدينة"جديرا"المدمرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي على بعد 10 كيلومترات إلى الشرق من مدينة أسدود. ولوحظ أيضاً أن طائرات الاحتلال المقاتلة ألقت آلاف المناشير على المناطق السكنية في مدينة غزة وشمال القطاع حضت فيها الفلسطينيين على"إخلاء مناطق سكناهم والتوجه إلى مراكز المدن"، ما يعني أن قوات الاحتلال تسعى بكل وسيلة ممكنة، إلى جانب المذابح الجماعية، إلى تهجير الفلسطينيين من أطراف المدن وحشرهم في مراكزها حتى تحكم الخناق وتزيد الضغط على الفلسطينيين، خصوصاً المقاومة. وإلى جانب المناشير، قال شهود ل"الحياة"إن الطائرات ألقت أيضاً مسحوقاً أبيض اللون غير معروف في سماء عدد من المناطق والأحياء السكنية في شمال القطاع. وفي مقابل إسقاط الصواريخ والقذائف والمناشير، أعلنت"كتائب القسام"الذراع العسكري لحركة"حماس"أنها تمكنت من اسقاط طائرة استطلاع من دون طيار. وقال شهود ل"الحياة"ليل الاثنين - الثلثاء، قبل أن تعلن"حماس"عن اسقاط الطائرة، إن اطفالاً صغاراً"فرحوا"بسقوطها وحولوها"لعبة"، في مخيم الشابورة للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة رفح أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر. واستهدفت طائرات الاحتلال ومدافعه القطاع الصحي الفلسطيني، فقصفت ليلاً مستشفى العودة في مخيم تل الزعتر وفي مخيم جباليا التابع للجان العمل الصحي. وفي هذه الأثناء، غادر القياديان في حركة"حماس"جمال أبو هاشم وأيمن طه ليلاً إلى القاهرة للانضمام إلى وفد الحركة من الخارج الذي يضم كلاً من عضوي المكتب السياسي للحركة عماد العلمي ومحمد نصر، عبر معبر الرفح البري لإجراء محادثات مع القيادة المصرية، علها تجد مخرجاً وحلاً للحرب على القطاع. ميدانياً، دارت مواجهات عنيفة جداً بين قوات الاحتلال ومقاتلين من فصائل المقاومة، خصوصاً من حركة"حماس"، ليل الاثنين - الثلثاء بعدما حاولت قوات الاحتلال التقدم إلى المناطق السكنية المكتظة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة وشمال القطاع وشرق مخيم جباليا. لكن رجال المقاومة منعوا تقدم هذه القوات ونصبوا لها كمائن ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين غير المتكافئين. فبعد ليلة شهدت معارك عنيفة، خصوصاً في أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة والزيتون جنوباً، تواصلت المواجهات صباح أمس في المناطق نفسها وفي مناطق سكنية شرق جباليا وجنوب بيت لاهيا في شمال القطاع وفي خان يونس والبريج ودير البلح جنوباً. وارتفعت حصيلة العدوان الدموي على القطاع غزة الى أكثر من 600 شهيد، وأكثر من 2800 جريح. وكان آخر الهجمات الاسرائيلية على مدرسة الفاخورة التابعة ل"اونروا"شمال مخيم جباليا. وفي غارة سابقة على منزل سكني في حي الشجاعية، سقط 17 فرداً من عائلة الداية. وقال مسعفون ومسؤولون في"اونروا"إن غارة جوية اسرائيلية استهدفت مدرسة تابعة للوكالة في مخيم الشاطئ أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، قبل أن يرتفع العدد الى عشرة، وهو مرشح للزيادة بسبب خطورة الاصابات. وقال الناطق باسم المفوض العام ل"اونروا"عدنان أبو حسنة من غزة إن ثلاثة شهداء سقطوا في القصف الذي استهدف مدرسة تابعة للوكالة في شارع النصر وسط مدينة غزة، مضيفاً أن مدرسة أخرى في منطقة الشوكة في شرق مدينة رفح تعرضت الى قصف مماثل من دون معرفة مصير من في داخلها من المدنيين. وأشار ابو حسنة إلى أن مئات الفلسطينيين لجأوا إلى المدرسة للاحتماء من القتال الضاري في شمال القطاع. وسقط عشرات الشهداء في غارات جوية وقصف مدفعي على شمال القطاع ومدن غزة ودير البلح، ومخيم البريج وخان يونس وغيرها من المناطق. وأعلنت"سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة"الجهاد الإسلامي"، تدمير ناقلة جند لقوات الاحتلال الإسرائيلي ليل الاثنين - الثلثاء شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عناصرها بين قتيل وجريح. وأعلنت"كتائب القسام"أنها استدرجت جنوداً اسرائيليين الى منزل مفخخ في جبل الكاشف شرق مخيم جباليا، ومن ثم فجرته بهم، موقعة العشرات منهم بين قتيل وجريح، لكن اسرائيل قالت إن جنودها أطلقوا النار على فلسطيني كان يحمل حزاماً ناسفاً وأدى انفجاره إلى إصابة جندي بشظايا العبوة التي كان يحملها. واعترفت اسرائيل بمقتل 3 جنود واصابة 23 آخرين. وبذلك ارتفع عدد الجنود الاسرائيليين القتلى إلى سبعة منذ بدء العدوان البري مساء السبت الماضي، واصيب 79 آخرون وفق مصدر رسمي اسرائيلي. ورغم استمرار الهجوم، أطلقت عشرات من الصواريخ صباح الثلثاء على جنوب إسرائيل وفقاً لمصادر إسرائيلية. وقال تقرير للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية نشرته صحيفة"معاريف"أمس إن"حماس"قادرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل لأسابيع عدة. وأعلنت القسام وسرايا القدس وألوية الناصر الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب الشهيد ابو علي مصطفى الذراع العسكرية للجبهة الشعبية وكتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديموقراطية وأجنحة مسلحة تابعة لحركة"فتح"وكتائب المجاهدين مسؤوليتها عن مجموعة من العمليات والاشتباكات العنيفة مع قوات الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاع. وقالت"سرايا القدس"إن اثنين"من مجاهدي وحدة الاستشهاديين فيها استشهدا بعد أن خاضا اشتباكات ضارية مع قوة اسرائيلية، خصوصاً على شاطئ بحر معسكر دير البلح وسط القطاع"فجر الثلثاء. وأشارت إلى أن"استشهادييها الأبطال تمكنوا من نصب كمين بحري متقدم للقوات الخاصة، وبعد دقائق من الاشتباكات العنيفة التي دارت، واستمرت نحو 15 دقيقة تدخل الطيران الحربي والزوارق البحرية الاسرائيلية وقصف الاستشهاديين بعدد كبير من القذائف التي أدت لتقطيع أجسادهم أشلاء". واشارت إلى أن"القصف استمر في المنطقة ساعات طويلة، ما أدى الى استشهاد عدد كبير من المدنيين في المنطقة المحيطة". وأكدت ان في جعبتها"العشرات من الاستشهاديين الجاهزين في كل مكان لإيلام العدو وقتل جنوده حيثما وجدوا". إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الهجوم البري الاسرائيلي على غزة دليلاً على فشل الاحتلال في فرض الاستسلام على أهالي قطاع غزة. وشبّه الحرب ضد غزة بأنها"حرب تعجز أمامها دول، لكن الشعب الفلسطيني أثبت صموده". وقال في بيان:"ما أظهرته غزة في هذه الحرب التي تسقط أمامها دول هو بمثابة معجزة إلهية وآية من آيات الله، فالحسابات البشرية تعجز عن تفسير هذه القدرة وهذا الصبر وهذا الثبات". وتساءل عن العرب والمسلمين"وأين هم مما يجري في غزة؟". واعتبر ان"التباطؤ الملحوظ في انعقاد مجلس الأمن الدولي يدل على ان أطرافاً دولية تسعى الى منح الاحتلال المزيد من الوقت لارتكاب المزيد من المجازر"، عاتباً على الأشقاء العرب"إحالة ما يجري على مجلس الأمن، وهم يعرفون مسبقاً انه محكوم بإرادة الكبار، وفي مقدمهم الإدارة الأميركية التي شرّعت القتل وسفك الدماء". من جهة أخرى، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية الدكتور عبدالمالك جابر انه إذا لم يدخل وقود الى قطاع غزة خلال 48 ساعة فإن شبكة الاتصالات ستتوقف عن العمل في القطاع. وقال إن"هناك جزءاً من محطات الشبكة يعمل على التيار الكهربائي، وتعطل بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة، فيما يعمل الجزء الآخر على مولدات تعمل بالوقود... ومخزون الشبكة من الوقود يكفي ليومين فقط وإذا لم تسمح اسرائيل بدخول الوقود الى غزة فإن الشبكة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة". وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس ثلاثة من قادة "حماس" هم النائب عبدالجابر فقهاء، والناطق باسم الحركة فرحات أسعد، ورئيس بلدية البيرة جمال الطويل. وأعلنت اعتقال مواطنة في مدينة الخليل وفي حوزتها سكين. وقالت مصادر فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل رندة أحمد الشحاتيت 25 عاماً من بلدة دورا جنوب الخليل، وهي تحمل سكيناً اثناء وجودها قرب النقطة العسكرية المقامة على مدخل الحرم الابراهيمي في المدينة. وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت في وقت سابق قرب الحرم الإبراهيمي أيضاً شاباً في الثامنة عشرة من عمره يدعى حازم الزير وفي حوزته سكين. نشر في العدد: 16714 ت.م: 07-01-2009 ص: 11 ط: الرياض