أعلن عزيز الله لودين رئيس اللجنة الانتخابية الافغانية تأجيل الانتخابات الرئاسية الثانية في تاريخ البلاد والتي كان تقرر تنظيمها ربيع السنة الحالية، الى 20 آب اغسطس المقبل, في إجراء متوقع في ظل اتساع تمرد حركة"طالبان"وزيادة اعمال العنف، على رغم انتشار 70 الف جندي اجنبي. وأوضح لودين ان مسائل فنية ولوجستية وأمنية جعلت اجراء الانتخابات امراً غير ممكن، وقال إن"الموعد الجديد الذي سيسبق بأيام حلول شهر رمضان المبارك حدد بعد استشارة قوات الامن الافغانية والدولية. وأشار الناطق باسم الاممالمتحدة في افغانستان ادريان ادواردز الى ان تأجيل الانتخابات"ضرورة"، آملاً بأن"يتفق المجتمع الدولي على اعتماد التاريخ الجديد". ويبدو الرئيس الافغاني الحالي حميد كارزاي الاوفر حظاً لكسب الانتخابات بعدما حصل الاثنين على تأييد البيت الابيض، على رغم تلقيه اخيراً انتقادات كثيرة من مقربين للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي وضع الحرب على افغانستان ضمن اولويات ولايته، وأبدى عزمه على ارسال حوالى 30 الف جندي اميركي لتعزيز القوات الدولية في البلاد. ونال كارازي 55 في المئة من الاصوات في التصويت الشعبي الاول الذي اجري نهاية عام 2004، لكنه واجه انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي في الشهور الاخيرة. وأفادت صحيفة"نيويورك تايمز"الاربعاء بأن"ادارة اوباما ستعتمد اسلوباً اكثر صرامة تجاهه, باعتباره عقبة في وجه اعادة إعمار البلاد بسبب تفشي الفساد داخل السلطة والذي لم ينجح في إيقافه، وانعدام الامن في ظل تواصل الهجمات والاشتباكات شبه اليومية بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية والدولية". وعلى هامش دافوس الاقتصادي في سويسرا، ايد وزير الدفاع الافغاني محمد رحيم ورداك تخطيط الولاياتالمتحدة لإرسال قوات اضافية الى بلاده للمساعدة على ارساء الامن حتى يصبح الجيش الافغاني مستعداً لتولي هذه المهمة. وشدد على ضرورة وجود قوات دولية في افغانستان حالياً، لكن"الحل النهائي يجب ان يكون افغانياً عبر مواصلة بناء الجيش الوطني وتدريبه في شكل جيد". لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير صرح في المنتدى ذاته بأن فرنسا لا تنوي زيادة عدد قواتها في افغانستان، على رغم توقع ممارسة واشنطن ضغوطاً في هذا المجال. وقال:"رفعنا عدد جنودنا اخيراً، ولا نية لدينا لارسال جنود اضافيين حالياً, كما ان ذلك لم يطلب منا". وينتشر حوالى 2800 جندي فرنسي في افغانستان، علماً ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرر العام الماضي ارسال تعزيزات ضمت 700 جندي الى افغانستان. وفي المانيا، نشرت صحيفة"دير شبيغل"رسالة وجهها القائد الاعلى للحلف الاطلسي الجنرال الاميركي جون كرادوك دعا فيها الى القضاء على تجار الافيون في افغانستان، حتى في حال عدم إثبات مشاركتهم في التمرد. وكشفت"دي شبيغل"ان كرادوك دعا الحلف الاطلسي الى مطاردة"تجار المخدرات ومنشآتهم", واستعمال جنود الحلف صلاحية استخدام العنف الشديد وصولاً الى القتل. وكتب كرادوك في رسالة وجهها الى الجنرال الالماني ايغون رامس وقائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال دافيد ماكيرنان:"لم يعد ضرورياً توفير معلومات عسكرية، او إثبات ان كل مروّج او منشأة مخدرات في افغانستان تنطبق عليها مواصفات الهدف العسكري". وأوردت"دي شبيغل"ان الجنرالين رفضا هذه الاوامر، معتبرين"انها تخالف القانون الدولي وقواعد عمليات الحلف". وأعلن الحلف الاطلسي ان قواته قتلت حوالى مئة مدني في عمليات نفذتها ضد المتمردين العام الماضي، علماً ان سقوط مدنيين قلص التأييد الشعبي لكارزاي والقوات الاجنبية، وتسببت ايضاً في خلاف بين كارزاي وحلفائه الغربيين بعد أكثر من سبع سنوات من اطاحة قوات قادتها الولاياتالمتحدة نظام"طالبان". وتفيد تقارير اصدرتها جماعة افغانية لحقوق الانسان استناداً الي تقديرات للامم المتحدة بأن حوالى 700 مدني قتلوا في عمليات للقوات الحكومية والاجنبية خلال الشهور ال12 الماضية. وكان"الناتو"اعلن اخيراً انه شدد قواعد الاشتباك في افغانستان من اجل تقليص عدد الضحايا المدنيين، معتبراً القرار"ضرورة انسانية للحفاظ على تأييد الافغان للقوات الدولية". نشر في العدد: 16737 ت.م: 30-01-2009 ص: 16 ط: الرياض