اجمع لبنان بقياداته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية على استنكار الانفجار الذي استهدف الجيش اللبناني في طرابلس أمس، وحرص البعض على مقاربة ما حصل بانفجار دمشق السبت الماضي. وشدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ان"مواجهة الإرهاب والتصدي له تكون بتوحيد الصفوف والإسراع في تحقيق المصالحات الوطنية"، لافتاً الى ان"الإرهاب الذي يضرب وخصوصاً في اتجاه العسكريين لن يلوي ذراعنا لا بل يزيدنا إصراراً على التصدي له ويدفعنا اكثر الى توحيد صفوفنا وإتمام المصالحات ومتابعة الحوار الصادق لوضع استراتيجية وطنية". كان سليمان تابع تطورات الأوضاع في طرابلس على أثر الانفجار، وتلقى تباعاً سلسلة من التقارير من المسؤولين المعنيين حول الجريمة. ونقل عنه الوزير نسيب لحود"سهره على الأمن في البلاد وإصراره على اتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي الى تعزيزه وتدعيم الاستقرار". وقال سليمان أمام وفد من هيئات اللجان والروابط الشعبية برئاسة الوزير السابق بشارة مرهج:"الخطر الصهيوني قائم وماثل أمامنا والخطر القريب منه هو الإرهاب الذي ضرب في طرابلس اليوم، وذلك كله يدعونا الى توحيد صفوفنا وأبسط الأمور في هذا المجال هي المصالحة"، وإذ لفت الى"ان المناخ العالمي هو مناخ حوار ومصالحات"، سأل:"على ماذا نحن مختلفون في بلد صغير المساحة والإرهاب يضرب بلدنا؟". وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري:"مرة جديدة يكون لبنان ضحية الإرهاب الذي ينغص عليه نعمة الاستقرار، ويحاول أن يتطاول على المصالحات والمصافحات والمصارحات وعلى الحوار الوطني وعودة لبنان للعب دوره العربي والدولي". وأضاف:"مرة جديدة، يكسب الإرهاب الوقت الذي نخسره ويتحرك في ذات المكان، مدينة طرابلس العظيمة الصابرة والصامدة والتي كانت دائماً خزان المقاومة. ومرة جديدة يكون جيشنا الباسل وأبناؤنا الجنود الأبطال بصفة خاصة، كما المدنيون اللبنانيون، هدفاً لهذا الإرهاب الذي يحاول الانتقام من قوة عناصر وحدتنا الوطنية". ودعا"مؤسسات الدولة ومختلف القوى السياسية الى اعتبار زيادة عديد الجيش وتسليحه أولوية وطنية"، مؤكداً"دعم القرارات والخطوات التي تتخذ لمجابهة هذا التحدي الوحشي الدموي، والى تعزيز التعاون مع الأطر العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة". السنيورة واستنكر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ما جرى، واستبعد أي رابط بين انفجاري طرابلسودمشق، ورأى انه"نوع من الاستنتاج أو تقدير من البعض". ورفض"استباق التحقيق، ولكل استهداف أسبابه". وعن اتهام الحركات الأصولية في دمشق، وعما إذا يمكن ان تكون وراء التفجير، قال:"ليس بالضرورة ولسنا في موقع ان نتمكن الآن من إعطاء أي موقف في هذا الشأن قبل جلاء الحقيقة وانتهاء التحقيق". واستنكر الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود الانفجار الإرهابي، وقال:"إن أيادي الغدر التي طاولت شبابنا في طرابلس اليوم هي نفسها التي طاولت بالأمس الأبرياء في دمشق، إذ ان الإرهاب المرتبط بأوساط أصولية بات يشكل خطراً على لبنان والمنطقة، وبات من الضروري تكاتف الجميع لمواجهته واستئصاله من مجتمعاتنا". وشدد الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي على ان استهداف الجيش هو"استهداف للسلم الأهلي"، وقال في بيان:"نرى في استهداف الجيش هذه المؤسسة الضامنة لوحدة البلاد، استهدافاً للسلم الأهلي في كل لبنان، ولكل المساعي والجهود التي تبذل في سبيل استقرار البلاد تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية تعيد تكوين السلطة"، داعياً كل الأجهزة الأمنية الى اليقظة وتكثيف جهودها بالتعاون مع كل اللبنانيين من أجل حفظ الأمن والاستقرار في لبنان. وأبرق كرامي في الوقت نفسه الى الرئيس السوري بشار الأسد مستنكراً انفجار دمشق ومعزياً بالضحايا، معتبراً ان الانفجار"الغادر الذي استهدف صمود سورية بوجه كل المؤامرات التي تسعى الى تمرير المخططات المشبوهة والتي تريد أن تنال من ممانعتها". واستنكر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في بيان"الانفجار الذي يندرج في سلسلة الأعمال التي تستهدف الجيش منذ أحداث مخيم نهر البارد في محاولة لضرب المؤسسة العسكرية التي تجسد الوحدة الوطنية الفعلية". ودعا الجيش"الى اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحصين نفسه". وأكد ان"لا استقرار في لبنان ما لم يكن هناك استقرار كامل في المنطقة العربية". وتفقد ميقاتي موقع الانفجار، ورأى"ان هناك أكثر من تفسير لهذا الانفجار من بينها ارتدادات ما حصل في مخيم نهر البارد". ودافع عن"إسلاميي طرابلس الذين هم قوى سياسية منفتحة على الحوار". الحريري وقال رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري:"التفجير هو اعتداء غادر على الاستقرار الأمني عموماً وعلى مدينة طرابلس خصوصاً، ورسالة موجهة الى الطرابلسيين وأهل الشمال الذين يجب ان يعبروا دائماً عن إرادة المصالحة الوطنية في مواجهة التحديات وآلة الإرهاب التخريبية وان يؤكدوا وقوفهم مع الدولة والجيش وسائر المؤسسات الأمنية لقطع الطريق على كل من يحاول التلاعب بأمن المدينة واستقرارها". وأضاف:"هذا التفجير الإرهابي الجديد الذي استهدف الجيش يدل على ان لبنان لا يزال معرضاً لأخطار من جهات لا تريد لهذا البلد ان يتمكن من إدارة شؤونه بنفسه وان ينعم بالأمن والاستقرار. من هنا نلاحظ ان كل أعمال التفجير تتركز على محاولة إضعاف دور السلطة اللبنانية واستهداف الجيش الذي يدفع ضريبة قاسية لمواجهة هذا المخطط الإرهابي". جنبلاط وقال رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة"الأنباء"الصادرة عن"الحزب التقدمي الاشتراكي"وينشر اليوم:"مرة جديدة يكون الشمال وأمنه على المحك وهو الذي تعرض لمحاولات إشعال الفتنة مرات عديدة في السابق. ومرة جديدة تكون المؤسسة العسكرية عرضة للإرهاب بعد أن قامت العام الفائت بانجاز جبار في نهر البارد. إن المستهدف من الانفجار الدور الوطني للجيش الذي يحمي السلم الأهلي والوحدة الوطنية ويسعى لتحصين الساحة الداخلية من المخاطر المحيطة بها من مختلف الاتجاهات". ودعا جنبلاط الى"تسخير كل الطاقات والموارد لتمكين الجيش والقوى الأمنية من القيام بواجباتها العسكرية والاستخبارية اللازمة، فالأمن الوطني فوق كل اعتبار ولا بد من تعزيز قدرات الجيش حتى ولو اضطر الأمر لشراء السلاح من أي مكان". ودعا الى"التعالي فوق الصغائر وتكريس مناخات المصالحة الوطنية لتأمين الغطاء اللازم لحماية الاستقرار". وقال جنبلاط:"أما بالنسبة الى انفجار دمشق، فبمعزل عن موقف الحزب من النظام السوري وطبيعة الخلاف السياسي معه، فهذا لا يلغي استنكار استهداف الأبرياء ورفض هذا النوع من الأعمال الإجرامية التي لا تقدم ولا تؤخر في مسألة إصلاح النظام". جعجع واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع ان"استهداف الجيش المتكرر إن دل على شيء إنما يدل على محاولة استهداف دوره المحوري في تثبيت الامن وقيام الدولة الفعلية في لبنان والتي لا يمكن أن تقوم من دون جيش قوي". ورأى ان"أفضل وسيلة لقطع الطريق على كل هذه المحاولات ومواجهة هذه المخططات هي في التفاف جميع اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم حول الدولة ومؤسساتها الشرعية". وناشد"وبإلحاح الأجهزة الأمنية والقضائية المعنية العمل بجد وبذل كل الجهود للتوصل الى كشف المجرمين وسوقهم الى المحاكمة". رجال دين ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الانفجار"بالعمل الإجرامي والإرهابي لزعزعة الأمن والاستقرار". وأكد"أن يد الإجرام مهما حاولت تفجير حقدها ستبقى وحدة اللبنانيين هي الرد الأقوى على مواجهة كل من يحاول العبث بأمن لبنان واللبنانيين". واستنكر بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، في بيان"العمل الإرهابي الآثم"، ورأى ان"لا خلاص للبنان من دون وحدة أبنائه وقوة جيشه لكي يكون نموذجاً للإسراع في الانتقال من حالة التشرذم الى حالة الانتماء الصحيح الى الوطن". وكان البطريرك لحام شجب"التفجير الإرهابي الذي حصل في دمشق"، رابطاً بين"مساعي الوفاق الهادفة الى ترسيخ السلام في المنطقة، وبين التفجيرات الإرهابية الهادفة الى إبقاء حال القلق واللااستقرار مسيطرة على الأجواء". باسيل وارسلان وسكرية وعبّر وزير الاتصالات جبران باسيل"عن بالغ الحزن على العسكريين والمدنيين الذين سقطوا"، وقال:"في الوقت الذي نسمع من يطالب بتسليح الجيش حتى من خلال السوق السوداء لتقويته وتقوية موقعه العسكري والأمني والمعنوي، شهدنا في قلب المجلس النيابي مد اليد معنوياً وسياسياً على الجيش وعلى العسكريين وكل المؤسسات الأمنية". ودان وزير الشباب والرياضة رئيس"الحزب الديموقراطي اللبناني"طلال ارسلان بشدة الانفجار الذي وقع في دمشق الذي"يحاول النيل من الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها لا سيما لبنان". وفي بيان آخر، استنكر انفجار طرابلس وقال:"هذه الجريمة لا تخدم إلا أعداء بلدنا وتضرب سلمه الأهلي، خصوصاً أنها تمس مؤسسة الجيش ضمانة الوطن وتتزامن مع أجواء المصالحات والحوار بين اللبنانيين واستعادة الوحدة الوطنية بين جميع أبنائه". واستنكر النائب اسماعيل سكرية كتلة"الوفاء للمقاومة" في بيان"جريمة التفجير في دمشق"، معتبراً ان"هناك من يسعى الى ضرب وزعزعة سياسة القيادة السورية الحكيمة، التي عكست مناخاً تصالحياً في لبنان، وهو ما تؤكده جريمة التفجير المستنكرة في طرابلس". ولفت الى ان"اليد المتحركة في هذه التفجيرات هي واحدة، والمطلوب المزيد من الحذر والتماسك". أحزاب وشملت الاستنكارات قيادات الشمال السياسية، أما على صعيد الأحزاب، فلفت الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى"تزامن هذا التفجير الآثم مع مثيله قبل يومين في دمشق"، ورأى"أن الأيدي نفسها تقف وراء هذا العمل وأن المستفيد الوحيد منه هو العدو الصهيوني وأدواته". ورأت القيادة القطرية لپ"حزب البعث العربي الاشتراكي"ان"مسلسل التفجيرات الإرهابية المتنقلة من دمشق الى بيروت، يؤكد مرة جديدة ان قوى الجريمة والإرهاب وبدعم وتغطية من أعداء الاستقرار والأمن في المنطقة ولبنان، تسعى للنيل من القوى التي تشكل تحدياً لمخططاتها ومشاريعها الإرهابية". ورأى الأمين العام لپ"الحزب الشيوعي اللبناني"خالد حدادة ان"إذا أخذنا في الاعتبار انفجار دمشق الإرهابي فإن الخيط الأسود يطاول منطقتنا بأسرها ويصل طرفه الى ما وراء البحار". ودانت"لجنة أهالي السجناء الإسلاميين"العمل المشبوه الإرهابي والجبان والذي يشي زمانه ومكانه بمدى الحقد الذي يكنه هؤلاء المجرمين للبنانيين عامة ولأهل طرابلس خصوصاً".