دان لبنان السياسي والحزبي الانفجار الذي هز طرابلس أمس، ومعها الاستقرار الذي ينعم به البلد، خصوصاً أن الجيش اللبناني كان مستهدفاً فيه، واختلطت الإدانة مع المفاجأة والخوف من مرحلة دموية جديدة، فيما تحفظ البعض عن توجيه أصابع الاتهام الى أي جهة في انتظار تقدم التحقيقات. ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اللبنانيين الى"المزيد من التضامن والوحدة والانتباه الى أن محاولة إرباك النظام العام وتهديد الأمن ستبقى على الدوام هدف المجرمين الإرهابيين"، ملاحظاً ان"توقيت هذه العملية الإرهابية وموعد زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى دمشق إنما يستهدف منع تصحيح العلاقة اللبنانية - السورية وتحريرها من كل ما يشوبها". كرامي: نوع جديد من الصراع وتوقف الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي عند"خطورة هذا الاعتداء الوحشي على أمن الوطن والذي يشكل للأسف فاتحة لنوعية جديدة من الصراعات الدموية تبدو فيها في شكل جلي الأصابع المشبوهة التي تعد العدة لانفجار أمني خطير يتكامل مع السياسات المشبوهة التي تطبق تجاه لبنان الكيان ومشروع الدولة والسلم الأهلي الذي بات في مهب الريح". واعتبر"أن استهداف المؤسسة العسكرية في هذا التوقيت وفي هذه الظروف يؤكد بما لا يقبل التأويل أن لبنان لم يخرج من دائرة الأخطار، وأن اللعبة الشيطانية لا تزال تراهن على ضرب بقايا هذا الوطن". الحص: لا حدود للإجرام ورأى الرئيس السابق للحكومة سليم الحص أن"ما هكذا يكافأ الجيش اللبناني الباسل على ما أدى ويؤدي من دور بناء وفاعل في هذه المرحلة التي يستهدف فيها أمن الوطن والمواطن". واعتبر ان"يد الإجرام لا تعرف حدوداً ونرجو أن يوفق التحقيق في وضع اليد على الجناة". ميقاتي: مخطط خطير ونبه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي من"وجود مخطط خطير يتجاوز مساعي المصالحات والتهدئة، ما يستدعي إجراءات أمنية صارمة وحازمة وعدم الاكتفاء بالمعالجات الآنية والتسويات الموقتة، وإعادة النظر في الإجراءات الأمنية والمعلوماتية المتخذة لكشف الفاعلين بسرعة وتطويق نار الفتنة، كما يقتضي من القيادات المعنية في المدينة رفع الغطاء عن كل مخل ومسيء، مهما كانت خلفياته وأسبابه". ودان الجريمة عدد من الوزراء، ورجح وزير الإعلام طارق متري بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن تكون وراء التفجير"رسائل لها علاقة بالتوقيت"، رفض المجازفة"باتهام أي جهة من الجهات أو بتفسير الدوافع الفعلية وراء هذه الجريمة الإرهابية". وعبر وزير المال محمد شطح"كإبن لمدينة طرابلس"عن غضبه من الانفجار، وقال:"أصبحت لدينا حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، ولا عذر لنا كأعضاء في الحكومة بألا نباشر في وضع استراتيجية أمنية داخلية واضحة المعالم". وشدد وزير العدل إبراهيم نجار على ضرورة الإسراع بالتحقيق تمهيداً لإنزال اشد العقوبات بالمجرمين، كاشفاً عن ان التحقيقات الأولية تشير الى ان بعض الشبهات تحوم حول شخص قد يكون ترك حقيبة المتفجرات في مكان الانفجار، في حين رأى وزير الدولة نسيب لحود"ان ثمة من يريد ان يشوش على الزيارة المهمة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الى دمشق"، داعياً"القوى السياسية الى رفع الغطاء كلياً عن اي جهة تمنع تمدد سلطة الدولة وقواها الشرعية الى حيث يمكن ان يلجأ المخربون والإرهابيون". وتوقف وزير الخارجية فوزي صلوخ عند استهداف"هذا العمل الإرهابي في شكل مباشر مؤسسة الجيش بما تعنيه من رمز للوحدة الوطنية"، واعتبر وزير الصناعة غازي زعيتر الحادث"مواصلة توجيه رسائل في إطار تخريب انطلاقة الدولة بمؤسساتها والتشويش على أجواء المصالحة وعودة العلاقات الطبيعية والأخوية بين لبنان وسورية". الحريري: استهداف للأمن القومي وأجرى رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري اتصالات هاتفية شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة فؤاد السنيورة، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي شدد معه على وجوب اعتبار جريمة طرابلس"جريمة ضد اتفاق الدوحة والجهود المبذولة لتعزيز الحوار الوطني اللبناني". كما اتصل بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي دان الجريمة. واتصل الحريري بوزراء الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود والعدل إبراهيم نجار، وقائد الجيش بالوكالة العميد شوقي المصري، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ونواب طرابلس: الوزير محمد الصفدي وسمير الجسر ومحمد كباره ومصباح الأحدب ومصطفى علوش، ورأى الحريري ان الجريمة"رسالة الى كل اللبنانيين من دون استثناء، بأنه ممنوع على بلدهم ان يرتاح". وتخوف من"هجمة تريد تطويع طرابلس وكسر شوكة أهلها". وأكد ان"الأوان آن لقرارات حكومية حاسمة تدرج هذه الجريمة في إطار سلسلة الجرائم التي تستهدف الأمن القومي، كسائر الجرائم التي هي موضع اهتمام المحكمة الدولية". واتصل الحريري بالرئيس بري، وأطلعه على مطالبته بإدراج الجريمة التي حصلت في طرابلس في إطار الجرائم التي رفعت الى المحكمة الدولية. ودعاه الى عقد اجتماع عاجل للجنة الدفاع والأمن النيابية لمناقشة الأوضاع الأمنية في طرابلس، والبحث في الإجراءات الآيلة الى تعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية. ودعا الحريري في تصريح"مجلس الوزراء الى عقد اجتماع طارئ واستثنائي يخصص لمدينة طرابلس"، وشدد على ان"ما حصل لا يجب ان يمر مروراً عادياً"، وخاطب أهالي المدينة قائلاً:"انني معكم ولن أترككم، وأقول للجيش: أنا وكل اللبنانيين معكم". عون: إهمال في مكافحة الإرهاب واعتبر رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون ان هذا"العمل الإجرامي نتيجة تراكم الإهمال في مكافحة الإرهاب والإرهابيين الذي نبهنا إليه منذ أمد، وقلنا: إنهم يتمددون ويجهزّون أنفسهم ليقوموا بمثل هذه الأعمال، وللأسف لم توجد وقاية كافية لقمع هذه الجماعات أو لمنع أعمالهم". وطالب"الحكومة الراهنة بأن تبدأ ببرنامج مكافحة للمسلحين"الفالتين"في القرى والشوارع"، مستبعداً ان يعرقل الانفجار زيارة رئيس الجمهورية سورية. واتهم"جهات إقليمية بأن لها مصلحة في إشعال النار في لبنان"، لأن"هناك الكثير ممن ليسوا راضين عن الحلول". جنبلاط وجعجع ووصف رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط الجريمة بپ"الاعتداء الخطير يفترض ان يدفع الحكومة الى إعطاء الجيش مطلق الصلاحيات لجمع السلاح من كل الأطراف"، وقال:"هذا الانفجار يؤكد ان أي دعم للتيارات الظلامية من أي جهة محلية أو خارجية يؤدي حتماً الى استنساخ التجربة العراقية في لبنان، ونحن بغنى عن مجالس الصحوة وغير الصحوة لأن الجيش هو الوحيد المولج ضبط الأمن وهذه المهمة تتطلب الدعم غير المشروط من كل القوى السياسية ما يجنب طرابلس ان تكون اوسيتيا جنوبية ثانية جديدة". وشدد جنبلاط على ان"لا أمن بالتراضي وان من الضروري الإقلاع عن مهاجمة الجيش او انتقاده لأي سبب كان لأنه يقوم بتضحيات كبرى في سبيل تكريس السلم الأهلي". ورفض رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع إعطاء قراءة سريعة للحدث، على رغم تعاطفه مع الأبرياء وأهالي الضحايا، وفضل"انتظار تقدم التحقيقات التي يمكن ان تعطي بعض الأدلة التي تمكننا من توجيه إصبع الاتهام باتجاه معين". نواب وأحزاب وفي المواقف النيابية، استنكار عام على مستوى نواب الشمال وشهد منزل عضو كتلة"المستقبل"النيابية سمير الجسر اجتماعاً ضّم النواب: مصطفى علوش ومحمد كبارة ومصباح الأحدب، طالبوا الحكومة بپ"الطلب الى مجلس الأمن إضافة هذه الجريمة الى سلسلة الجرائم التي يجب التحقيق بها من لجنة التحقيق الدولية كونها مرتبطة بمسلسل إجرامي ينال من أمن البلد". "حزب الله": حرص على الجيش واعتبر"حزب الله"أن هذه الجريمة"تستهدف المؤسسة العسكرية التي يجب الحرص عليها وعلى دورها بما تمثله من ضمان للسلم الأهلي والاستقرار"، ودعا في بيان"الأجهزة المختصة للعمل على كشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين". وربط الأمين القطري لحزب"البعث العربي الاشتراكي"في لبنان فايز شكر بين توقيت الانفجار وپ"الخطابات التحريضية في الأيام الماضية وزيارة رئيس الجمهورية لسورية". ونبه"الحزب الشيوعي اللبناني"الى"مخاطر التوتير السياسي والأمني بما يهدد السلم الأهلي". ورأى حزب الطاشناق ان الجريمة"تستهدف طرابلس والحكومة ومسيرة المصالحة والوحدة الداخلية وزيارة سليمان دمشق".