منذ إطلالتها الأولى على الشاشة الصغيرة استطاعت فيفيان أنطونيوس أن تحجز لنفسها مكاناً بين بطلات الأعمال الدرامية اللبنانية، فتنقّلت بين مختلف الأدوار الكوميدية والجدّية. حالياً نشاهدها في مسلسل"ورود ممزقة"الذي تعرضه"المؤسسة اللبنانية للإرسال"على القناة الأرضية خلال شهر رمضان، من كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف. وعن دورها في هذا المسلسل تقول انطونيوس:"ألعب دور لين، وهو دورٌ ليس كبيراً جداً خصوصاً إذا قيس بالأدوار السابقة التي أدّيتها وكانت أدوار بطولة مطلقة، ولكن حين قرأت النص لم أنظر إلى حجم الدور بل ركّزت على ما يحتويه من مواقف درامية تحتاج إلى التمثيل". وتضيف أنّها تلعب شخصية امرأة معنّفة جسدياً للمرّة الأولى،"وهذا ما استفزّني ودفعني إلى المشاركة في العمل". وتؤكد أن دوراً آخر أكبر حجماً عُرِض عليها ولكنّها فضّلت دورها الحالي،"إذ لا يهمّني مجرّد الظهور وعرض الأزياء". أمّا عن المسلسل في شكلٍ عام، فتقول أنطونيوس:"أرى أنّه ناجح جداً، وهذه المرّة الأولى التي يحصد فيها مسلسل لبناني يُعرَض خلال شهر رمضان هذه النسبة العالية من المشاهدين إذ اعتدنا أن تطغى المسلسلات المصرية والسورية". وتنفي أن يكون"ورود ممزقة"فاز"بالتزكية"كونه العمل الدرامي اللبناني الوحيد الناطق باللهجة اللبنانية الذي يُعرَض على الشاشات المحلية، وتشير إلى أنّ المشاهدين كانوا سيتابعون أعمالاً أخرى لو لم يكن هذا المسلسل ناجحاً، وتؤكّد أنّ"ورود ممزّقة"يشدّ المشاهدين لأنّه جميل وليس لأنّه لبناني". وترى أنّ محطة"أل بي سي"راهنت على المسلسل،"والدليل أنّها قررت عرضه خلال شهر رمضان إذ رأت فيه المقوّمات الكافية لتنافس من خلاله أهمّ الأعمال العربية"، وتضيف:"أعتقد أنّ"ورود ممزقة"في لبنان هو في المرتبة الأولى بنسبة المشاهدين خلال وقت عرضه، أيّ عند التاسعة مساء بتوقيت بيروت". ويضمّ المسلسل عدداً كبيراً من الوجوه المعروفة في عالم التمثيل وخطوطاً كثيرة من القصص، وتفصح فيفيان أنطونيوس أنّها كانت متخوّفة من هذه النقطة إذ كانت تشعر بأنّ ذلك قد يظلم قصّة على حساب أخرى:"لقد كنت أقول للمخرج إيلي معلوف إنّ قصّة لين تصلح لأنّ تكون مسلسلاً وحدها، وكنت أخاف أن يضيع الناس في زحمة المسارات المتنوعة في المسلسل، لكنّني اكتشفت أن الجمهور يحبّ ذلك، ويفضّل وجود وجوه كثيرة معروفة في العمل، وتشدّه الأحداث المتشعّبة والمتعدّدة"، وتضيف:"باختصار، بعد هذا المسلسل تغيّرت نظرتي إلى الأمور، وتبدّلت رؤيتي لأسباب نجاح عملٍ ما". قبل بداية شهر رمضان، كان المشاهدون يتابعون أنطونيوس في مسلسل"محلولة"على شاشة"المستقبل"، وعن هذا العمل تقول:"أولاً أنا أحبّ نصّ الكاتبة كلوديا مرشليان جداً، ومنذ علمت بمشاركة وسام صباغ وجناح فاخوري وصلاح تيزاني أحببت"الطبخة"قبل أن أعرف ما هو المضمون". وبحسب رأيها، إنّ مسلسل"محلولة"هو أوّل"سيتكوم"للعائلة كلها ومشاهدوه ينتمون إلى مختلف الأعمار،"فنصّه مهذّب وطريف ولا يخدش مسامع أحد". وتستوقفنا عبارة"أوّل سيتكوم للعائلة"فنسأل فيفيان ماذا عن مسلسل"عبدو وعبدو"الذي شاركت فيه أيضاً مع جورج خبّاز؟ فتؤكّد أنّ نصّ خباز"مهذّب وطريف وموجّه للعائلة كلّها"، وتشرح أنّها تعني بتلك العبارة أنّه يشدّ العائلة كلّها"لأنّ شخصياته تعكس صورة العائلة اللبنانية في شكلٍ دقيق، خصوصاً صورة الجد والحفيد والجارة التي تعتبر نفسها مسؤولة عن بيت جارتها كما عن بيتها". وتتابع:"هذا المسلسل يشبهنا، فحتّى شخصية سيما التي ألعبها في هذا العمل تشبهني إلى حدّ بعيد، فكما أنّها ضائعة بين اختيار التمثيل وبين البقاء مع عائلتها، كذلك أشعر أنا في عدد من المواقف التي عليّ فيها التنسيق بين عملي وعائلتي". وفي سياق الحديث عن التنسيق بين العمل والعائلة، نطرح عليها السؤال حول خيارها في الوقت الحالي بين هذين الأمرين، خصوصاً أنّها رزقت قبل قرابة ثلاثة أسابيع فتاة، فتسارع إلى الإجابة:"الآن أنا في إجازة"، وتوضح:"لقد صوّرت"محلولة"و"ورود ممزقة"وأنا حامل، واستمّررت في التمثيل حتّى بلغت الشهر السابع من حَملي، فأحسست بالتعب الشديد وبالإرهاق بسبب الجهد الذي قمتُ به لتصوير مسلسلين في الوقت ذاته، لذلك أجد نفسي في هذه المرحلة، بعدما صار عندي ثلاثة أطفال، في حاجةٍ إلى أن أكون أمّاً وسيدة منزل، ولا شيء غير ذلك!". وعن إمكان عدم مشاركتها في الجزء الثاني من"محلولة"، تقول انّ تصويره لن يكون قبل الصيف المقبل حتّى يكون جاد صبّاغ، إبن وسام صبّاغ، قد أنهى سنته الدراسية المقبلة،"ومن الآن حتّى الصيف المقبل أكون قد أخذت الإجازة التي أحتاج إليها". بداية ظهور فيفيان أنطونيوس على الشاشة كانت مع الكاتب مروان نجّار، ولكنّها ما لبثت أن بدأت تظهر في أعمال من كتابة أشخاص مختلفين وهو أمر قلّما نراه في لبنان إذ تعمل كلّ مجموعة من الممثلين مع كاتبٍ معيّن أو مخرج محدّد، وعن سبب ذلك تقول انطونيوس:"حين توقّف مروان نجّار عن تقديم العروض لي، أحسست بأنّه يجب البدء بالانفتاح على الآخرين". وتتابع إنّ العمل الأخير المشترك بينهما كان في الفيلم السينمائي"أحبّيني"الذي لاقى نجاحاً باهراً ولكنّها أحسّت بعده بأنّ مروان نجار ابتعد فابتعدت بدورها. ولو أنّ نجّار استّمر في تقديم العروض لها هل كانت ستبقى معه؟ تجيب:"طبعاً، فأنا أفضّل العمل معه لأنّني إبنة مكتبه ولأنّني اعتدت نصّه، وحين أرى اليوم الممثلات اللواتي يلعبن أدواراً معه أحزن لأنني أشعر بأنّ بعضهنّ يسيء إلى النصّ الذي يحتاج إلى ديناميكية معينة في أدائه وإلاّ بدا سخيفاً". وتلفت هذه الغيرة من انطونيوس على أعمال مروان نجّار، خصوصاً أنّه هو أيضاً يصرّح بحزنه على الأدوار التي تُسنَد إليها والتي لا تستطيع إظهار مقدراتها الحقيقية في التمثيل، وتجيب على ذلك باختصار:"ولِمَ لا يعرض عليّ أدواراً من كتابته؟!"، وتختتم بالقول:"أعتقد أنّه هو خسر كما خسرت أنا، فالطريقة التي يكتب فيها والعصب الذي يملأ نصّه يناسب طريقة أدائي، ولكن للأسف، لم نعد نعمل معاً". فيفيان أنطونيوس التي لعبت أدواراً على المسرح وفي التلفزيون وفي السينما، تفضّل أن تظهر في السينما أكثر، معللة السبب بالقول:"ربما تكون أنانية الممثل، فهو يحب أن يشاهد نفسه على الشاشة الكبيرة".