تتميز غالبية الأعمال التي شارك بها وسام صبّاغ بطابع كوميدي ظريف، حتّى صار اسمه مرادفاً للمرح. أعماله التلفزيونية الأخيرة كانت في معظمها تنتمي إلى الكوميديا، أو إلى ال"لايت كوميدي"، ومنها مسلسل"محلولة"الذي عُرِض على شاشة"المستقبل"قبل نحو عام وها هو يتحوّل حالياً إلى مسرحية. عن هذا التحول، يقول:"المسرحية من كتابة كلوديا مرشليان ومن إخراجي، ولن يشارك فيها جميع الممثلين الذين شاهدهم الجمهور على شاشة التلفزيون، إنما ستقتصر المشاركة على الممثل القدير صلاح تيزاني الذي أتعلّم منه الكثير، إضافة الى فيفيان أنطونيوس، جوزيف سعيد، ختام اللحام، جاد صبّاغ، رنا رفاعي وحسن المصري". ولا يجد صباغ أنّ التمثيل في مسرحية من إخراجه سيكون أمراً صعباً، خصوصاً أنّه اعتاد مثل هذه التجربة، ويقول:"في الجامعة حيث أعلّم أسست نادي المسرح منذ أعوام، وقدّمت في كلّ سنة مسرحية من إخراجي وأحياناً من تمثيلي أيضاً". ومن أعمال صباغ التي تعرض حالياً على الشاشة، نشاهد مسلسل"قول إنشالله"الذي يتألّف من ثلاثين حلقة، وتعرضه شاشة"المستقبل". عن هذا العمل يقول:"نحن نصوّر ونبثّ في الوقت ذاته، وهذه الطريقة مفيدة، إذ يستطيع الممثل أن يشاهد نفسه ويصحح أخطاءه، كما أنّ النص يبقى"طازجاً"ومواكباً لكلّ جديد يطرأ". ويضيف أنّ هذه الطريقة صعبة وتحتاج إلى فريق عملٍ جيّد، بدءاً بالنص والإخراج وصولاً إلى الممثلين والتقنيين"، نافياً أن تكون خطرة فيؤثّر الضغط ووجوب العمل بسرعة في النوعية:"نحن نسبق البثّ بخمس حلقات، أي ما يعادل الخمسة أسابيع، إذاً لدينا ما يكفي من الوقت، وهذا يساعدنا على تعديل بعض التفاصيل". كان وسام صبّاغ شارك في مسلسل"مش ظابطة"، وفي"محلولة"، قبل أن يظهر في مسلسل"قول انشالله"، وكلها من كتابة كلوديا مرشليان، وعلى رغم أنّ بعضهم يرى أن تلك الأعمال تنتمي إلى النَفَس ذاته، يعتبر صبّاغ أنّ كلّ عمل مختلف تماماً عن الآخر،"ففي"محلولة"كان اللعب على الأجيال الثلاثة: الجد، الإبن، الحفيد، كما عالج مشكلة انفصال الزوج عن الزوجة وعن كيفية تربية الولد في ظلّ هذه الأوضاع. أمّا في"قول إنشالله"، فنجد الصراع بين العلم والجهل، بين علم النفس الذي يؤمن به بعضهم ويخاف منه آخرون، وبين التبصير والدجل والكذب على الناس". ويتابع:"حتّى على صعيد تركيبة الشخصية، هناك اختلاف كبير من حيث المضمون ومن حيث الشكل". وقد تعمّد أن يخسر بعض الكيلوغرامات من وزنه ويغيّر تسريحة شعره كي يبتعد قدر الإمكان عن صورته السابقة. ولكن لدى الإشارة إلى الشبه بين شخصيته في المسلسل الحالي وشخصية المحامي في"مش ظابطة"، يوافق صبّاغ مؤكّداً أن الشبه يطاول الجوّ العام فقط، خصوصاً أنّه تعمّد أن يلعب شخصية نور الحالية بطريقة مختلفة عن شخصية المحامي، فأضاف وغيّر تفاصيل كثيرة. أمّا عن درجة اعتماده على نفسه لتحديد الصيغة النهائية للشخصية التي يلعبها، فيقول:"الشخصية هي طبخة تعدّها الكاتبة كلوديا مرشليان بالتنسيق مع المخرج جورج خليل وشركة الإنتاج"نيو لوك برودكشن"، إضافة إلى كلّ ممثل، وما دام الأمر كذلك، فالأكيد أنّ كلّ شخصية ستكون مميّزة ومختلفة عن سواها". ويوضح أنّ شركة الإنتاج تلعب دوراً بارزاً في تحديد الصيغة النهائية للعمل، فإذا بخلت على العمل أتت النتيجة ضعيفة، أمّا إذا سخت فالنتيجة ستكون جيّدة"كما هي الحال في الأعمال التي تنتجها"نيو لوك برودكشن"التي نحتاج إلى مثلها كي نتمكّن من منافسة الأعمال العربية". ويعتبر صبّاغ أنّ مسلسل"محلولة"شرّع الأبواب أمام الأعمال الدرامية على شاشة"المستقبل"بعد غياب طويل لها، فعُرِض مسلسل"مجنون ليلى"ثمّ سلسلة"مفقودين"لمروان نجّار، وهناك الكثير من الأعمال التي تُحضَّر أيضاً. ويوضح صباح انه حين يشاهد الحلقة الأولى من مسلسلٍ من تمثيله يكون متوتراً،"فإحساس الظهور على الهواء أمام آلاف المشاهدين ليس سهلاً وفيه الكثير من المسؤولية". ويستبعد أن يستطيع أحد الوصول إلى مرحلةٍ لا يشعر فيها بالخوف، فيكون أكيداً من نتيجة عمله مئة في المئة،"فأحياناً يقوم الممثل بما عليه، ولكن التوفيق يأتي من الله، فيمكن أن يحصل سوء تفاهم على فكرة أو كلمة معيّنة قد يطيح العمل بأكمله... كلّ ذلك يحسب له الممثل حساباً". ويروي انه في بداية مسيرته كان يسمع من الأصدقاء نقداً حول عدم ظرافته على الشاشة على رغم أنّهم يرونه ظريفاً في الحياة الواقعية، ويشرح:"المشكلة كانت أنّني درست التمثيل المسرحي، وكنت أؤدي الأدوار على الشاشة بالطريقة ذاتها التي ألعب فيها دوراً مسرحياً، ولم يكن أحد يقول لي كيف يجب عليّ أن أتصرف، إذ كانوا يتلهون بالمشاهير، الى ان تعلّمت من أخطائي". اليوم كيف يرى وسام نفسه، ظريفاً أم ثقيل الظل؟ يجيب:"أجد أنّني خفيف الظلّ خصوصاً أنّني صرت أعرف بعد عشرة أعوام أين نقاط قوتي وما هي مفاتيحي فأستعين بها كلها لأقدّم الأفضل". ويشير صباغ الى انه يتابع على قدر ما يسمح له الوقت، الأعمال الكوميدية في لبنان، ويعتبر أن"عندنا طاقات كثيرة ولكن المشكلة تكمن في الإنتاج، إذ لم تتحول هذه المهنة الى صناعة، بخلاف ما حصل في سورية ومصر مثلاً". أمّا سبب ذلك فيعود بحسب رأيه إلى عدم الاستقرار الذي نمرّ فيه في لبنان، ويقول:"يجب ألا ننسى أن الثقافة انطلقت من عندنا وكذلك الصورة... ويجب ألا نشكك في أنفسنا، فنحن شعب مثقّف وزكي ومناضل، ويجب أن نشكر الله لأنّنا نقدّم الأعمال على رغم كلّ شيء". نشر في العدد: 16695 ت.م: 19-12-2008 ص: 26 ط: الرياض