على رغم أن عمرها الفني لا يتجاوز 15 سنة، حققت فرقة "ريفر دانس" الإرلندية الراقصة، نجاحاً دولياً ملحوظاً، إذ طافت في كثير من عواصم العالم. ولمع نجم الفرقة خارجياً عندما عرضت فنونها على هامش مهرجان"يوروفيش"الدولي للأغنية الذي استضافته إرلندا عام 1994. وعلى مسرح"غايتي"وسط العاصمة دبلن، تقدم الفرقة عروضاً غنائية راقصة مذهلة بصرياً، مملوءة بالإثارة والحيوية، وساهمت الإضاءة في اضافة رونق خاص على العروض في تفاعلها مع ألوان الملابس الزاهية والمبهجة والحركات السريعة لعشرات الراقصين على المسرح. وما يغني عروض الفرقة دمجها الرقص الإرلندي التقليدي الذي يعتمد أساساً على حركة الأرجل، مع روح الفلامنكو بإيقاعاته وخطواته ووقع الأرجل اللاهثة. لم تعد عناصر الفرقة من حملة الجنسية الإرلندية فقط، انما تخطتها الى الاسبانية والأميركية والبريطانية والروسية. ولا تكون ملابس الفرقة هي الإرلندية التقليدية بالمعنى الصحيح، لأنها كثيرة وثقيلة وتعوق حركة الراقصين السريعة، بل رمزاً للملابس الأصلية. وإلى جانب الموسيقى الإرلندية العتيقة وآلاتها القديمة المعروفة مثل"ايلين بايب"والطبول الكبيرة وغيرها مزجت معها آلات حديثة منها الأورغ والدرامز. تتخلل العروض فقرات موسيقية وغنائية مرتبطة بأحداث ومشاهد، فالعرض عبارة عن مشاهد لكل منها قصة ومعنى منفردان، وعنوان مختلف. ومن عناوين المشاهد الثلاثة عشر:"صرخة قلب"،"شريط حول الشمس"،"الحرية"،"عاصفة البرق"،"رقصة النهر"و"افتحوا الأبواب". وفي نهاية العرض الذي يستغرق نحو ساعتين، يشدو البارايتون الأسمر مايكل صاموئيل أغنية قصيرة:"نحن نوع واحد، نحن إنسان واحد الآن، أصواتنا تندمج وموسيقانا عالم كبير يشعرنا بأن كل مكان هو وطننا، فنحن معاً أقوياء". هذه الفرقة التي حاولت أميركا شراءها غير مرة، يقف وراء نجاحها الملحن بيل ويلان والمنتجة مويا دورتي والمخرج جون ماكولغان، وحتى رئيسة إرلندا ماري ماك اليزي تشجع الفرقة بكتابتها كلمة في مقدمة النشرة الخاصة بالفرقة التي تباع للجمهور، تؤكد فيها أنها خير سفير للثقافة الإرلندية في العالم.