شهدت السوق في السنوات القليلة الماضية أنواعاً وألواناً شتى من الزبدة التي يطلق عليها المارغرين، وغالبية الناس اتجهت نحو اعتماد هذا النوع من الزبدة، خصوصاً من قبل أولئك الذين يعانون من خلل في الصورة الدموية لشحوم الدم على اعتبار أنها خالية من الكوليسترول. ان هذا التحول لمصلحة زبدة المارغرين لا غبار عليه من حيث المبدأ، ولكن وقبل اتخاذ مثل هكذا قرار لا بد من أخذ بعض النقاط في الاعتبار، لئلا نقع في سوء الاختيار وما يترتب عنه تدهور على صعيد الصحة عموماً والصحة القلبية الوعائية حصراً. المعروف ان هناك أربعة أنواع من الأحماض الدهنية التي تتألف منها المواد الدسمة: - وحيدة عدم الإشباع. - كثيرة عدم الإشباع. - المشبعة. - المهدرجة التي تسمى أيضاً الأحماض ترانس. ان الأحماض المهدرجة توجد في كميات شحيحة للغاية في بعض الأغذية الطبيعية مثل الحليب ومشتقاته واللحوم، في المقابل قد نصادفها بتراكيز عالية في زبدة المارغرين المصنوعة أساساً من زيوت نباتية سائلة تم تحويلها الى كتلة صلبة، الأمر الذي جعل قوامها أصلب وطعمها أفضل، وكلما زادت زبدة المارغرين قساوة حوت على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المهدرجة. ان المارغرين التي تحتوي على الأحماض الدهنية المهدرجة ضارة تماماً كزميلتها الأحماض الدهنية المشبعة، فهي تزيد خطر التعرض للأمراض القلبية الوعائية من خلال آليتين: الأولى، هي زيادة مستوى الكوليسترول في الدم وما يترتب عن ذلك من تصلبات وتضيقات وانسدادات في الشرايين. الثانية تعمل على خفض الكوليسترول الجيد الذي يشكل عامل حماية للقلب والأوعية الدموية. لقد أوضحت الأبحاث السريرية ان الشخص الذي يأكل يومياً اكثر من 2 في المئة من مجمل الطاقة اليومية في شكل أحماض دهنية مهدرجة انما يلحق أشد الخطر بجهازه القلبي الدوراني. من هنا وحتى لا نجلب لأنفسنا ما قد يضرنا من ناحية المارغرين يتوجب: 1- يجب اختيار زبدة المارغرين الخالية من الأحماض الدهنية المهدرجة من خلال قراءة الملصق الموجود على العلبة. 2- ان بعض أنواع زبدة المارغرين يحتوي على شحوم حيوانية قد تضر بالذين يملكون عوامل خطر لذا وجب الحذر منها. 3- ان المارغرين المعنونة في انها تخفض الكوليسترول هي منتجات مدعومة بمادة الستيرول أو الستانول، صالحة فقط للأشخاص الذين يشكون من فرط الكوليسترول في الدم لأن المادتين المذكورتين لهما فعل الدواء. أيضاً فإن مثل هذه الزبدة لا تناسب أبداً الحوامل والمرضعات والمراهقين. الى جانب هذا وذاك لا بد من الإكثار من أكل الخضار والفواكه مع المارغرين المضادة للكوليسترول لتعويض نقص بعض الفيتامينات مثل بيتا - كاروتين. 4- قد يبالغ بعضهم في تناول زبدة المارغرين باعتبار أنها فقيرة بالطاقة، وهذا الاعتقاد خاطئ من أساسه، فالمارغرين غنية بالسعرات الحرارية، والرقم الذي نجده في مئة غرام منها ليس بعيداً جداً عن ذلك الذي نجده في كمية مماثلة من الزبدة الحيوانية. أخيراً، لا بد من لفت الأنظار الى الأطعمة الجاهزة وأنصاف الجاهزة لأنها قد تخفي سراً في طياتها نسبة لا بأس بها من الأحماض الدهنية المهدرجة.