البرازق نوع من المعجنات المشهورة في بلاد الشام، وهي تصنع من خلطة من المواد المغذية. وأولى هذه المواد الطحين الذي يعتبر غذاء في غاية الأهمية، خصوصاً إذا كان مصدره القمح الكامل غير المقشور، ففي هذه الحال يحتوي الطحين على نسبة عالية من السكاكر المعقدة البطيئة الامتصاص المفيدة في تنظيم مستوى السكر في الدم لأنها تذهب بتؤدة من الأمعاء الى مجرى الدم من دون أن تثير مطبات فيه. عدا هذا، فإن هذه السكاكر المعقدة تسمح بتأخير شبح الجوع. والى جانب هذا وذاك يمتاز الطحين الكامل باحتوائه على طائفة من المعادن والفيتامينات المهمة جداً للجسم. أيضاً نجد في الطحين الكامل كمية مهمة من الألياف التي تساعد في تسهيل عبور الفضلات البرازية. أما إذا حل الطحين الأبيض مكان الأسمر فعندها يفقد البرازق كمية معتبرة من المعادن والفيتامينات والألياف، وهذا ما يجعله أقل منفعة على الصعيد الصحي. أما في شأن المادة الثانية التي تدخل في رحاب البرازق فهي السمنة الزبدة وهذه معروف عنها انها غنية بالطاقة. والسمنة قد تكون حيوانية المنشأ غنية بالأحماض الدهنية المشبعة المتهمة بأنها وراء إثارة الأزمات القلبية والدماغية بسبب رفعها مستوى الكوليستيرول في الدم، لذا يجب على الذين يملكون استعداداً للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية أن يأخذوا حذرهم منها. أما إذا استبدلت السمنة الحيوانية بالمارغرين، فهنا يمكن القول إنها أنفع للصحة لغناها بالأحماض الدهنية الكثيرة عدم الإشباع التي تسحب الكوليستيرول السيئ نحو الأسفل، وهنا أيضاً يجب الانتباه الى محتوى المارغرين من الأحماض الدهنية، فإذا كانت هذه مهدرجة، فمن الضروري النهي عنها لأن ضررها أشبه بذاك الذي نجده في الأحماض الدهنية المشبعة. المادة الرئيسة الثالثة التي تدخل في البرازق هي السكر الذي لا يمكن الاستغناء عنه لأنه غذاء مهم وضروري لكل خلايا الجسم خصوصاً الدماغ. والمادة الرابعة هي التي تغطي سطح البرازق، أي السمسم، وغني عن التعريف ما لهذا الأخير من مزايا صحية وغذائية مهمة للغاية، فهو يحتوي على زيت دسم يعتبر الأهم بين الزيوت النباتية كونه يقترب في مواصفاته من تلك الموجودة في زيت الزيتون، خصوصاً غناه بالأحماض الدهنية الوحيدة عدم الإشباع المفيدة جداً، فيخفض مستوى الكوليستيرول السيئ في الدم، وبالتالي يحمي القلب والأوعية الدموية من التضيقات والانسدادات. وهناك أبحاث حديثة بينت أن تناول زيت السمسم يومياً من جانب المصابين بارتفاع في ضغط الدم يعينهم على خفضه. وتكمن أهمية زيت السمسم في انه يحتوي على حامضين دهنيين أساسيين لا يصنعهما الجسم وهما حامض اللينولينيك وحامض ألفا - لينوليئيك. والى جانب الزيت يحتوي السمسم على مجموعة من الفيتامينات والمركبات الفلافونيدية والمعادن. كما تحتوي بذور السمسم على نسبة لا بأس بها من المواد البروتينية العالية الجودة التي تتمتع بغناها بحامضين مهمين لصحة الخلايا هما تريبتوفان وميزيونين.