اتجهت غالبية الناس في السنين الأخيرة نحو اعتماد زبدة المارغرين كبديل عن الزبدة الحيوانية العادية، خصوصاً من جانب الذين يعانون خللاً في الصورة الدموية لشحوم الدم، وعلى رأسها الكوليسترول. ويمكن القول، من حيث المبدأ، أن لا غبار على هذا التحول لمصلحة زبدة المارغرين على حساب الزبدة الحيوانية، لكن بعضهم ذهب به الأمر الى حد المبالغة في تناول مزيد من زبدة المارغرين اعتقاداً منه بأنها صحية وفقيرة بالطاقة، وهذا الاعتقاد خاطئ من أساسه، فمئة غرام من المارغرين تعطي سعرات حرارية عالية تضاهي التي نجدها في الكمية نفسها من الزبدة العادية. المعروف أن هناك أربعة أنواع من الأحماض الدهنية، الأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع، والأحماض الدهنية عديمة عدم الإشباع، والأحماض الدهنية المشبعة، والأحماض الدهنية المهدرجة التي تسمى أيضاً الأحماض ترانس. ويجب الحذر من هذه الأخيرة لأنه يمكن أن نصادفها بتراكيز عالية في زبدة المارغرين، وفي هذه الحال فإن زبدة المارغرين تكون ضارة تماماً كزميلتها الزبدة الغنية بالأحماض الدهنية المشبعة فتزيد من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية من خلال آليتين: الأولى زيادة مستوى الكوليسترول الضار في الدم وما يترتب عنها من تصلبات وتضيقات وانسدادات في الشرايين. أما الآلية الثانية فهي انها تعمل على خفض الكوليسترول الجيد الذي يشكل عامل حماية للقلب والأوعية الدموية. لقد أوضحت البحوث السريرية أن الشخص الذي يأكل يومياً أكثر من 2 في المئة من مجمل الطاقة اليومية على شكل أحماض دهنية مهدرجة، إنما يلحق أشد الضرر بجهازه القلبي الدوراني. من هنا وحتى لا نجلب لأنفسنا ما قد يضرنا من ناحية المارغرين، فإنه يجب قراءة الملصق الموجود على العلبة لضمان خلوها من الأحماض المهدرجة.