وإن وزعوكَ على كل ريحٍ تهب علينا وتحمل من طينكَ الآدميّ ومن لغةٍ تستظلُ بظلٍ تُمارس فيه البلابل عشقاً ويفقس من بيضها الزنبقيّ المغطى بعطرٍ له نكهةٌ لا تزولُ ستنبتُ فوق السماءِ وتحت البحارِ وفوق التلال وفي كل ركنٍ سيطلعُ هذا الصدى... وفي قلب من حملوك طويلاً ستهطل فلاَّ وأنت تسيلُ كأني هناكَ تقولُ: تأخرتَ عن وعدنا... وأنت تفتّشُ في راحتيّ وفي راحتيكَ يطيرُ الكلامُ الجميلُ سأصطاد هذا المساء غيوماً كلون البنفسج إن فرّ غيمٌ ثقيلٌ على البال أصنع من وعكة الريح غيماً يناسبُ كل الفصول لتصبح فصلاً جديداً وتبزغُ من ناظريك الفصولُ ولن أخبر الطين عنكَ ولا الماء لا النار تلمح ما يتلوّى ولن أفضحَ السرّ كيف استويتَ وكيف امتزجتَ وكيف اشتعلتَ وكيف تقاطرتَ من كل وردٍ نقيّ وكيف انكسرتَ على غصن زيتونةٍ كلما مال فيها الهِيامُ أتتكَ تميلُ وقالت جميلٌ خفيفٌ وعذبٌ وشمسٌ... وفيك الحديث يطولُ وحين افتقدكَ ما كنتُ أذكر شيئاً فراغٌ يعربد في العدميّ وينفخ في ذاكرتي شريط من اللازورد أكنتُ انتبهتُ الى مشهد في المنام! يقول سلامٌ على الراحلين الذين يمرون مثل الكرام وأهدي سلامي اليكَ فماذا تقولُ وماذا أقول أنا في مهبٍ من الضوء ينسج هذي الخلايا التي تستثير العظام كي تستعيد الصفات التي فتقتكَ يماماً وظلاً لظبي فصارت حماماً وكانت غزالاً فصارت خياماً وعادت اليك خيولٌ تصولُ وإن عدت فينا وما بيننا يستحمُ على فكرةٍ في أعالي الجبال تكسرَ صوت المسافةِ في مستهل الحديث تعودُ على جنحةٍ في الضمير فهل خبأَ البُعد صوت الحنين المدوّي وهل قرّبتنا اللغات ونحن نطشّرُ هذي الحروف نعيد الخرائط فوق الطريق ونلغي التشابه في كل شيءٍ هناكَ القبيح وفي دمعتيهِ ينام الجميلُ ولا بدّ من شرفةٍ للقصيد لكي يتنفّس طعم الرحيل يقولون بالغتَ في ضخّ هذا الوريد يقولون عنكَ بأنّكَ كنتَ تُسرحُ شعراً تنقّع في غبشة الوقت في آنيات لها زخرفات تكاد من السحر أن تستشف الخيال وتكتب ما فات من غزلٍ للفراش فهل كان هدهد عين الثريا ينام قريراً على كتفيك! ويصدح بالضوء حيناً وحين تكون سراجاً يزولُ محسن الزاهر - القطيف - بريد الكتروني