مغادرة بالمطارات ورد الكلام يجفُّ سريعاً حمام عيونٍ يحط على شرفات وجوه يخاطب سِفْرَ عذوبتها في التياعٍ مرير،ش أنامل ثلج تذوب بدفء كفوفٍ تشدُّ عليها أمانٍ أخيرة، بعض حقائب حزنٍ من الجلد تبدو مهيأة للتقيؤ بعد سماع النداء الأخير، أيادٍ تلوّح للدمع أن يتساقط من شجر باذخٍ في الضلوع، قلوب تغادر أجساد أحبابها في مقاعد مائلةٍ للرحيل رحيقٌ من القبلات يسافر في وجنةٍ قد أتمت رباط حزام الأمان الى خصرها، نهر فوضى يمجُّ غصون هتافات سابحةٍ في بياض ضمائرها أو يبدد آخر وقتٍ لمعنى العناق السريع على ضفةٍ تنثني ولأن المسافات آخذة في تلاشي عيون تتوق انعتاقاً الى مثلها كم تظل ورود الكلام مجففةً فوق أرض المدرَّج في خيبة تعارف دونما تعب وقفا لابتهال غمامة عشقٍ تظلل عينيهما في انهمارٍ أمام محل الزهور القريب تقول له: ليس لي رقم كي تهاتفني كلما جفَّ في فيض روحك نبض كلامي أو لمعت صورتي فضةً في يديك.. يقول: سأصغي لشلال عينيك حين يضوع بجدول قلبي سأسمعه نغماً يتهافت فيَّ رذاذاً يوزّعني في جهات تطل عليك وأنت تنامين في قبلةٍ من حرائر عالقةٍ في دمي من زجاجٍ سميك بواجهة لمحل الزهور القريب يطيل البنفسج تحديقه في اخضرار عيونهما حيث للتو من قُبلة قد أفاقا قبيل انسكاب الشفاه الشفيف لقاع قصيّ بقلبيهما البنفسج لولا الزجاج لمدّ لكفيهما.. غُصنه ميادين هنالك صمت يطوق شرق المدينة، عند المساء.. وحين تعيد الشوارع أقدام أصحابها من مواعيد بائسة في الشمال تظل مؤجلة بالميادين أنقاضَ عطر غرام تجوس الممرات في خيبة.. أو تمهد لليل معنى التساؤل في شفة تضطرب سوط رصيفٌ ينام الى صبية دثروه بحرقة أجسادهم من صقيع المساء.. ولاذوا لأحلامهم حين شدوا اليهم غبار ثيابهم في انكسار سحيق.. وناموا.. برغم انسحاب جلودهم من رهان البقاء ودون اكتراثٍ لكومة أبدانهم في حريق العراء على عجلٍ تنحني لليمين وعند محاذاة أحداقهم تبصق العربات ببركة ماء - تجمع قرب الرصيف - السبات الذي أودع النجمات بقاعٍ حليمٍ بأرواحهم، مشهد فوضوي يطيل التماع التعاسة في نهر أعينهم كلما لامس الحلم حض أمان لهم... وأرادوا بخيبتهم بسط ذيل عباءته حولهم.. تنحني العربات على عجل باتجاه اليمين.. وتلفي بحضرتهم ظل سوط كفيف يُسمى العذاب.. لُعاب اللواتي استندن لأعمدة النور آخر هذا الممر نساء يعشن الهوى في اشتهاءٍ ذبيح وينشدن في وقتهن غياباً يواري عذابات أرواحن الرهيفة حين استبدَّ الزمان بأقمارها في خزائنه حيث يهزمن في رجل يتلوى بجمر أسرَّتهنّ رجالاً تخلوا وفروا بوردة أحلامهن بعيداً لذلك يعددن فخاً مهيباً لمن يعبرون بعرض حرير بضاعة أجسادهن ودلق هديل من الكلمات المثيرة في دربهم.. حيث قد يسقط البعض في بؤس أزهارهن... إذا ما استجاب لسيل لعاب تسرَّب من دون علمٍ الى قدميه * شاعر سعودي.