تسلمت القوات العراقية أمس من القوات المتعددة الجنسية المسؤولية في معسكر "أشرف" في محافظة ديالى 57 كلم شمال شرقي بغداد، وهو المقر الرئيسي لقوات منظمة"مجاهدين خلق"المعارضة للنظام الايراني. وأعلنت الحكومة انها أمهلت المنظمة التي تتهمها بأعمال"ارهابية ضد الشعب العراقي"ستة اشهر لمغادرة البلاد، فيما نفت القوات الأميركية ان تكون قد سلمت المعسكر للعراقيين، واكدت انها لم تحدد موعداً لمغادرة المنظمة. واعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري، أن"الجيش العراقي تسلم الاحد أمس المسؤولية الأمنية في معسكر أشرف"، وقال إن"مسؤولية الجيش تتمثل بتوفير الحماية للمعسكر فقط، وستقوم القطعات العسكرية العراقية بحمايته وتنظيم عملية الدخول والخروج منه". واضاف ان"الوزارة لا تتدخل في الجوانب السياسية التي تتعلق بوجود المعسكر او وجود المنظمة، فهذا الامر متروك للسياسيين وللسلطة التشريعية، وعمل وزارة الدفاع يقتصر على توفير الحماية فقط". وكان مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف، أكد أول من أمس في تصريح صحافي أن الحكومة أمهلت منظمة"مجاهدين خلق"ستة اشهر لمغادرة العراق، وأبلغتها ذلك رسمياً. لكن المستشار الإعلامي للقوات المتعددة الجنسية في العراق عبداللطيف ريان نفى تسليم معسكر"أشرف"للقوات العراقية. وقال ان"قوات التحالف لم تحدد لغاية الآن الموعد النهائي لتسليم المسؤولية الأمنية فيه إلى القوات العراقية". واضاف:"اننا على علم بالبيان الرسمي الذي أصدرته الحكومة العراقية ولدينا تأكيدات من الجانب العراقي أن نزلاء المعسكر سيتم التعامل معهم بشكل إنساني، وبما يتوافق مع القوانين العراقية والدولية". واشار الى ان"القوات الأميركية تواصل التنسيق مع القيادات الأمنية العراقية، لنقل المسؤولية الأمنية في المعسكر بشكل تدرجي الى قوات الامن العراقية". من جهته رحب القيادي في كتلة"الائتلاف"الحاكم الشيخ جلال الدين الصغير بقرار الحكومة طرد منظمة"مجاهدين خلق"ودعا القوات الاميركية الى"احترام سيادة العراق وعدم توفير الحماية لهذه المنظمة"، وقال ل"الحياة"ان"قرار الحكومة حازم ونهائي ولا يمكن التراجع عنه مطلقاً، وسيتم طرد مجاهدين خلق بعد ستة أشهر"، مشيراً في الوقت ذاته الى ان"ملفات قضائية تنتظر عناصر المنظمة الايرانية، وهناك شكاوى ضدها حتى من عائلات كندية وألمانية، وهناك مذكرات إلقاء قبض بحق عدد من عناصرها". واضاف ان"منظمة مجاهدين خلق متورطة بدماء العراقيين، وعبثت بأمن العراق، لذا فإن محاسبتها على جرائمها يجب ان تتم عبر الوسائل القانونية لكن الأولوية الآن لقرار طردها". إلا ان رئيس"الجبهة العربية للحوار الوطني"صالح المطلك، انتقد بشدة خطوة تسليم الملف الأمني في معسكر"أشرف"للقوات العراقية، مشيراً إلى احتمال أن"تكون إيران ضالعة في الأمر". وقال إن"هذه الخطوة تمثل خسارة كبيرة للعراق وانتصاراً للنظام الإيراني الذي يريد التخلص من المنظمة". وزاد ان"هذه الخطوة ناجمة عن صفقة بين العراقوالولاياتالمتحدةوإيران". وتعد منظمة"مجاهدين خلق"أبرز الجهات المعارضة للنظام الاسلامي في ايران، تأسست عام 1965 لإسقاط نظام الشاه وأدرجتها الولاياتالمتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية عام 2001 إلا أنها أعادت النظر بذلك. وكانت الحكومة العراقية اتخذت في 18 حزيران يونيو الماضي قراراً بمنع التعامل مع منظمة"مجاهدين خلق"التي تضم 3500 فرد، واعتبرت من يتعامل معها مشمولاً بأحكام قانون مكافحة الارهاب، وتتم احالته على القضاء.