قال الرئيس الجديد لبعثة الجامعة العربية في بغداد هاني خلاف ان "اولويات المرحلة المقبلة ستتركز على تعزيز مشروع المصالحة وإيجاد ارضية مشتركة من التفاهم بين جميع الاطراف"حتى التي"تدعي المقاومة المسلحة او التي تؤمن بمنهجية الحوار والتحول السياسي". واشاد بتحول مواقف الافرقاء السياسيين وايمانهم بضرورة انجاح المصالحة الوطنية، كما دعا الى"حوار عربي - ايراني يتناول الملفات المشتركة وبينها الملف العراقي من اجل دعمه وانجاح العملية السياسية فيه"كما اعرب عن امله بأن"لا يتضمن الاتفاق الامني العراقي - الاميركي ما يعرض الامن القومي العربي للخطر والاخلال بالتوازنات الاقليمية في المنطقة". وقال خلاف ل"الحياة"إنني"أزور العراق الآن في مهمة تفقدية تستغرق اسبوعاً سألتقي خلالها بالمسؤولين للاطلاع والتعرف على الموقف السياسي والوضع الامني واعود بعدها الى القاهرة واجتمع مع الامانة العامة للجامعة لتحديد الاستراتيجيات وخطوط العمل التي ستباشرها البعثة في بغداد مقبلاً". واضاف:"من اولوياتنا الانفتاح على جميع الفصائل والشرائح والقوى العراقية وكل من يؤمن بالحوار ولا نعتقد بأن هناك طرفاً الآن لا يؤمن بالتحول والتوافق السياسي وحتى الجماعات المسلحة فهي تحمل السلاح في يد وتفاوض باليد الاخرى، واعلم ان هناك قنوات اتصال معلنة وغير معلنة مع هذه الجماعات، ومهمتنا الاساسية ايجاد ارضية مشتركة من التفاهم تكون وسطاً لالتقاء الفرقاء". واقر خلاف بوجود تحول كبير في المشهد السياسي وقال ان"سياسية الاقصاء والتهميش التي كانت موجودة في الاعوام السابقة اختفت، وهناك تقارب سياسي واضح وكبير وهذا ما لاحظناه من خلال لقاءاتنا مع القادة العراقيين ونرصد هذا التقارب وسنعمل على تشجيعه من خلال مؤتمرات المصالحة وغيرها من الوسائل". وعن الانفتاح العربي على العراق اكد خلاف ان الدول العربية المهمة"ستتفهم معنى رسالة تسمية سفير جديد للبعثة العربية بالتزامن مع ارسال سفراء عرب آخرين الى بغداد"لافتا الى ان هذه الرسالة تعني"ان الاسباب والاعتبارات السياسية التي كانت تحول دون اعادة العلاقات مع بغداد اخذت بالتلاشي، ولمسنا على سبيل المثال من خلال تصريحات السيد عمار الحكيم اثناء زيارته الى مصر وسورية تطوراً في موقف المجلس الاعلى ورغبة في فتح جسور من التعاون والانفتاح على الدول العربية"، وتوقع افتتاح مزيد من السفارات العربية في بغداد مستقبلاً ونفى ان يكون التحرك العربي الاخير تجاه العراق جاء نتيجة الضغوط الاميركية. وقال:"لا توجد ضغوط الا ان المسؤولين الاميركيين كانوا يحضون باستمرار القيادات العربية على التعاون مع الحكومة العراقية ومساندتها". وزاد:"كما سجلنا تحسناً في سياسات دول الجوار الاقليمي للعراق من قبل تركيا وايران وهناك تقارب تركي - عربي جيد ودور ايجابي لتركيا التي تحد شمال العراق. الا انه اقر بدور ايراني كبير و"هو اقوى من اي تواجد عربي في العراق"ودعا الى"ان يكون الحضور الايراني مرصود جيداً وتحت رقابة السلطات العراقية وشدد على ضرورة بدء حوار عراقي - ايراني وايراني - عربي من اجل التعاون في الملفات المشتركة وفي المحافل الدولية كافة، وهذا الامر من شأنه إزالة الهواجس والمخاوف المتبادلة بين هذه الاطراف". وتحدث خلاف ايضا عن الاتفاق الامني العراقي - الاميركي طويل الامد الذي من المقرر ابرامه السنة الجارية وقال:"لم نطلع على طبيعة الاتفاق بعد وان الجامعة العربية تأمل بأن لا يؤثر الاتفاق في مجمل التوازنات الاقليمية او على المصالح العربية والامن القومي العربي بانشاء قواعد عسكرية دائمة، ومن مبدأ الأخوّة فبإمكان الحكومة العراقية اطلاع الجامعة على فقرات تهم الأمن في المنطقة قبل اقرار الاتفاق". واخيرا طالب هاني خلاف ب"اعطاء البعثة العربية في بغداد فرصتها الكاملة كي تحقق كل الاهداف والطموحات التي جاءت من اجلها وان تساهم كل الاطراف العراقية في تحقيق هذه الاهداف".