قدم رئيس بعثة الجامعة العربية الجديد الى العراق السفير هاني خلاف أمس تقريراً الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول مهمته وزيارته الاستطلاعية التي قام بها للعراق مؤخرا وامتدت لمدة خمسة أيام والتي تحمل انطباعاته الأولية وملامح المشهد السياسي والأمني الذي استطاع أن يجمعها استناداً إلى قراءات سابقة ومطالعات وأيضا من واقع المشاهدات الميدانية. وقال خلاف في تصريحات للصحافيين عقب لقائه عمرو موسى أمس:إن التقريرتضمن تصورات لدور الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة في العراق، واصفا انطباعه المبدئي حول زيارته للعراق بأنه إيجابي حول وجود فرص عديدة ومجالات وإمكانيات لتحرك عربي في الفترة القادمة رغم كل الصعوبات والتحديات المفهومة، مؤكدا على أن الدول العربية سوف تكون مساندة تامة سواء في مواقفها الدبلوماسية أو مواقفها الثنائية بينها وبين العراق. وردا على سؤال حول خطة تحرك للجامعة العربية للدفع بجهود المصالحة في العراق، قال خلاف: نحن في هذه المرحلة لا نستطيع الحديث عن خطة محددة للتحرك ولكن اعتبار المصالحة الوطنية العراقية أحد أولويات العمل للجامعة العربية في العراق هو مطلوب وفي نفس الوقت بدء تهيئة الاجواء لمثل هذه المصالحة استنادا إلى ما هو قائم من مشروعات جارية بالفعل وما سبق للجامعة العربية اتخاذه في مؤتمرات ولقاءات سابقة . وقال: إنه سيكون من المهم أيضا التعرف خلال الفترة الأولى من استلامي العمل في بغداد على بعض الجوانب التفصيلية الخاصة بالتغير الذي حدث في بعض مواقف بعض الاطراف السياسية والقوى السياسية الداخلية". ولفت الى أن المشهد السياسي الحالي في العراق قد تغير بعض الشيء في بعض ملامحه من حيث التخالفات السياسية والانشقاقات والكتل السياسية وإعادة رسم خرائط جديدة واصطفافات جديدة وبالتالي يكون من الوجاهة والكياسة دراسة هذا العنصر دراسة متأنية والتعرف على مدى التطور في مواقف الاطراف المختلفة سواء كانت تحالفات قديمة أو تجمعات جديدة. وأضاف: إن هناك ملحوظة مهمة جدا أبلغتها للأمين العام للجامعة العربية وهي أن هناك تطورا ملحوظا في مواقف مختلف الأطراف السياسية تجاه قضايا محددة وسوف نرصد بالتدقيق مساحة هذا التغير والتطور وكيف يؤدي إلى مناخ جديد للمصالحة الوطنية وكيف يمكن أن يفسد المصالحة الوطنية أيضا لأن هناك تغيرات لدى بعض الاطراف في مواقفها ذات اتجاهات أكثر تباعدا عما كان في السابق وهناك اتجاهات أعظم وأكثر عددا تقترب إلى التلاقي في منطقة وسطى. وردا على سؤال عما إذا كان الإقبال العربي فرصة لتعزيز التوازن الاقليمي والدولي في الساحة العراقية، أعرب السفير هاني خلاف عن أمله في أن يتحقق هذا، مشيرا الى أن كل الاطراف في الجامعة العربية والعراق يرغبون بهذا، ومعربا عن اعتقاده بأن الظروف يمكن أن تتطور إلى تحقيق مثل هذا التوازن عندما تشارك الدول العربية مشاركة مكثفة. وحول طبيعة المرتكزات التي يمكن من خلالها تفعيل الدور العربي في العراق، قال السفير هاني خلاف: إن هذه المرتكزات تضمن مرتكزات سياسية وتنموية واقتصادية وإنسانية وتنسيق عمل مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى الموجودة في العراق والمهتمة بالعراق، منبها الى أن القطاع الاقتصادي والتنموي كان غائبا لفترة معينة في عمل الدول العربية وأرجو أن نتمكن خلال المرحلة المقبلة من تفعيله وتحريكه سواء كان في مجال الديون العراقية أو مسألة المشروعات الاستثمارية والتنمية والاعمار أو تنسيق المساعدات الفنية التي يمكن أن تقدمها الدول العربية للمؤسسات العراقية المتخصصة في مجالات معينة مثل الطاقة وتدريب الكوادر الشرطية والطبية وغيرها من المجالات. وردا على سؤال حول التحرك العربي مع مختلف الأطراف غير الحكومة العراقية، قال السفير: إن التحرك في الجامعة العربية ليس فقط مع الحكومة العراقية والمؤسسات العراقية وإنما مع كل من يهتم بالعراق وله ضلع فيه بمعنى أننا نقصد إمكانية الاتصال واستطلاع المواقف الامريكية والإيرانية والتركية ودول جوار العراق جميعها ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وردا على سؤال حول رفض بعض القوى السياسية على الساحة العراقية لدور الجامعة العربية، قال خلاف: إن المقابلات التي قام بها خلال فترة زيارته إلى العراق لم يشهد أي نوع من أي طرف يرفض أو يتحفظ إو يشكك في أي دور للجامعة العربية خلال الفترة القادمة، مضيفا: بالعكس الأطراف التي كان لها رؤية انتقادية كانوا يركزون انتقادهم على تغيب كثير من الدول العربية عن العراق حتى اللحظة الراهنة مع الترحيب في الوقت نفسه بقيام الجامعة العربية بدور في توسيع دائرة التمثيل الدبلوماسي العربي وتعويض الغياب العربي نسبيا". وتابع: بالتالي حتى الآن لا أرى أي جهة أو طرف رفض أو تشكك أو تحفظ على وجود الجامعة العربية ومن المهم أيضا أن أشير إلى أنه تلقى عددا من الرسائل من مؤسسات وشخصيات عراقية كثيرة تبارك تحرك الجامعة العربية بتعيين رئيس لبعثتها في بغداد وكانت تعكس مختلف الأطياف العراقية.