قلب المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين المعادلة في وجه منافسه الديموقراطي باراك أوباما، المرشح الأفريقي- الاميركي الأول للقب"سيد البيت الابيض"، إذ اختار ماكين حاكمة ألاسكا ساره بالين لتكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس. ويحاول ماكين بذلك استقطاب الأصوات النسائية واستغلال الانقسامات داخل المعسكر الديموقراطي بين أنصار أوباما والمرشحة السابقة هيلاري كلينتون التي لا يستبعد ان يختار بعض مؤيديها التصويت لمصلحة الفريق الجمهوري. وجاء إعلان ماكين بعد ساعات على انتهاء المؤتمر الديموقراطي في دنفر، وبعد خطاب لأوباما تعهّد فيه"طيّ صفحة"سياسات الرئيس جورج بوش. راجع ص 7 وفاجأ السناتور الجمهوري الوسط السياسي والرأي العام، بإعلانه في مهرجان انتخابي في ولاية أوهايو صادف احتفاله بعيد ميلاده الثاني والسبعين، ااختيار بايلن 44 عاما مرشحة لمنصب نائبة للرئيس، على ان ينطلق الاثنان في جولة في الولايات الأميركية الحاسمة. وتعتبر بالين من الوجوه الجديدة والشابة في الوسط السياسي الأميركي، وهي انتخبت لحاكمية ولاية ألاسكا في العام 2006 ببرنامج انتخابي إصلاحي، وثائر على الفساد داخل حزبها. وستساعد خلفيتها الإصلاحية وتوجهاتها المحافظة، في ضخ دم جديد في حملة ماكين والحزب الجمهوري الذي يعاني تدهوراً في شعبيته بعد خسارته الغالبية في الكونغرس، ونتيجة لسياسات بوش. وستسعى بالين الى استقطاب أصوات القاعدة المحافظة في الحزب، مستفيدة من قيمها الاجتماعية ومعارضتها الإجهاض، ودفاعها عن حيازة السلاح كما تسعى الى استقطاب مستقلين أو ديموقراطيين محافظين، لا سيما أصوات النساء المستاءات من عدم اختيار أوباما، كلينتون نائبة للرئيس. لكن خيار ماكين قوبل بانتقادات، بسبب ضعف خبرة بالين في السياسة الخارجية، وشكوك في مدى جهوزيتها لقيادة البلاد في حال غياب الرئيس، أكبر مرشح رئاسي سناً في التاريخ الأميركي. واستغربت حملة أوباما خيار ماكين، ورأت أنه ينهي الجدل حيال عامل الخبرة وانتقادات الجمهوريين لأوباما في هذا الشأن. وليست لبالين مواقف واضحة في السياسة الخارجية، ما قد يؤثر سلباً على المناظرات الرئاسية أمام منافسها المخضرم في هذا المجال جوزيف بايدن. وكان الحزب الديموقراطي اختتم مؤتمره العام، بعد قبول أوباما ترشيح الحزب في خطاب قوي اللهجة، دعا فيه الأميركيين الى"طي صفحة"السياسات"الفاشلة"للرئيس بوش، وتعهد اعادة بناء التحالفات الدولية والتركيز على أفغانستان بدلاً من العراق في الحرب على الارهاب، وردع إيران عن طموحاتها النووية، فيما اعتبرت حملة ماكين الخطاب"خادعاً"وان السناتور الديموقراطي"ليس مهيئاً لأن يصبح رئيساً". وتعهّد أوباما في خطابه تحسين الوضع الاقتصادي، فيما اظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد"غالوب"أنه حقّق قفزة في التأييد الشعبي، نسبتها 6 في المئة نتيجة المؤتمر.