دخل المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين الايام السبعة الاخيرة من حملتهما الانتخابية التاريخية الثلاثاء، حيث تحدى اوباما الامطار والبرد القارس في بنسيلفانيا ودعا انصاره الى تحقيق النصر. وفيما الغى ماكين ظهوره في الولاية بسبب البرد، وجه اوباما التحية الى اكثر من تسعة آلاف من انصاره الذين احتشدوا في تجمع خارجي رغم الامطار الغزيرة والرياح العاتية. وقال سيناتور ايلينوي ( 47عاما) الذي يسعى الى ان يكون اول رئيس اسود في تاريخ الولاياتالمتحدة "هذا تجمع مذهل في مثل هذا الطقس". واضاف وسط صيحات الابتهاج "اذا رأينا هذا النوع من الوفاء في يوم الانتخابات، فلا يمكن الا ان نحدث التغيير في اميركا". من ناحيته، واصل ماكين ( 72عاما) حملته في تجمع انتخابي داخلي وبرفقته مرشحته لمنصب نائب الرئيس حاكمة الاسكا سارة بالين التي تتعرض لانتقادات حادة، في مدينة هيرشي عاصمة الشوكولاته الاميركية في ولاية بنسيلفانيا الديمقراطية تقليدياً. ويسعى سيناتور اريزونا الى اشعال المخاوف من "الاشتراكية" باستناده الى مقابلة اذاعية مع اوباما العام 2001بدا فيها وكأنه يتحسر على فشل حركة الحقوق المدنية في الستينات من القرن الماضي والتي تهدف الى تحقيق مساواة مالية بشكل اكبر. وقال "بعد اشهر من الخطابات البليغة خلال الحملة، علمنا اخيرا ما هو هدف السيناتور اوباما الاقتصادي: انه توزيع الثروة". الا ان اوباما وجه انتقادات شديدة لماكين واتهمه بأنه يسعى الى مواصلة السياسات الاقتصادية التي طبقها الرئيس الاميركي جورج بوش، وحذر انصاره من التقاعس رغم تقدمه في استطلاعات الرأي. واكد ان ماكين "دعم اربعة من ميزانيات بوش الخمس التي نقلتنا من تحقيق فائض في عهد الرئيس بيل كلينتون الى اكبر عجز في التاريخ". واضاف ان "جون ماكين كان مؤيدا عندما قاد بوش اقتصادنا الى شفير الهاوية". وتجسد التحدي الذي يواجه ماكين باختياره في هذا الوقت المتأخر من الحملة الانتخابية بالتوجه الى نورث كارولينا الثلاثاء والتي لم تصوت لمرشح ديموقراطي منذ العام 1976الا انها اصبحت الآن ساحة معركة بين المرشحين. اما فيرجينيا التي يتوجه اليها اوباما بعد بنسيلفانيا، فتعد اكثر ولاء للجمهوريين حيث انها لم تصوت للمرشح الديموقراطي منذ العام 1964.الا ان اوباما يتقدم بفارق كبير على خصمه الجمهوري، ويأمل في ان تتحول استطلاعات الرأي الى نصر ساحق. ومن المقرر ان يتحدث المرشح الجمهوري امام تجمع انتخابي في فايتيفيل في نورث كارولاينا موطن قاعدة "فورت براغ" العسكرية المترامية الاطراف، حيث سيؤكد ماكين، الاسير السابق في حرب فيتنام، مجددا على ان اوباما لا يصلح ان يتولى قيادة الجيش. وصرح في هيرشي "انني احارب من اجل هذا البلد منذ ان كنت في السابعة عشرة من عمري، وانا مستعد لذلك".لكن التشاؤم بدأ ينتشر وسط قادة الحزب الجمهوري بينهم المرشح الرئاسي السابق مت رومني الذي اشار إلى "امكانية حقيقية لرئاسة اوباما".ويواجه ماكين صعوبة في مواجهة القوة المالية لاوباما الذي تخطاه بأضعاف في حجم الاعلانات.