بعد فوزه بعدد المندوبين اللازم لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية مرشحاً عن الحزب الديموقراطي، أطلق السناتور باراك أوباما حملته للوصول الى البيت الأبيض، متبعاً مسارين: الأول مهاجمة الجمهوريين ومرشحهم جون ماكين، والثاني توحيد صفوف الديموقراطيين، واسترضاء أنصار السناتور هيلاري كلينتون التي أجمع المراقبون على أنها أصبحت تطمح الى منصب نائب الرئيس. راجع ص10 وبعد سباق ماراتوني قطع 54 مرحلة، آخرها في ساوث داكوتا حيث فازت كلينتون، ومونتانا التي صوتت لأوباما، حصد المرشح الأفريقي -الأميركي أصوات 2157 مندوباً في الحزب الديموقراطي فتخطى العدد المطلوب للفوز بترشيح الحزب 2118 مندوباً، فيما جمعت كلينتون أصوات 1926 مندوباً. وفي كلمة ألقاها في مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا، أشاد أوباما بكلينتون لكسبها استحسان ملايين الناخبين، وأشار إلى جهودها لبناء نظام صحي وطني يشمل جميع الأميركيين، وقال إنها"ستكون في قلب النصر الذي سيحققه الديموقراطيون للأمة الأميركية". وتطرق الى مخاوف من ان يكون السباق بينهما أحدث انقسامات بين ناخبي الحزب، وقال انه آن الأوان للديموقراطيين ليتحدوا من أجل إلحاق الهزيمة بالجمهوري ماكين الذي هاجمه قائلاً انه لا يختلف كثيراً عن الرئيس جورج بوش. وأشار إلى وعد سناتور أريزونا بالتمسك باستراتيجية بوش الحالية في العراق، وقال:"يجب ان نحرص على الخروج من العراق مثلما حرصنا على دخوله، ولكن يجب ان نبدأ بالرحيل، وآن الأوان ليضطلع العراقيون بمسؤولية مستقبلهم". وفي وقت أبدى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ثقته بأن الولاياتالمتحدة ستغير سياستها"أياً يكن الفائز في الانتخابات الرئاسية"، رد أوباما في خطاب ألقاه أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية - الاسرائيلية ايباك، معتبراً أن"إيران تشكل أكبر تهديد لإسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة". وأضاف:"هذا التهديد جدي وخطير وهدفي سيكون إزالته". واكد من جهة ثانية ان"القدس ستبقى عاصمة موحدة لاسرائيل ويجب ان تبقى"، معتبرا ان"امن اسرائيل مقدس وغير قابل للتفاوض". أما كلينتون فأكدت ان أوباما سيكون"صديقاً جيداً لإسرائيل"، في أول تأييد له كمرشح ديموقراطي في مواجهة ماكين. وفي خطاب لها في نيويورك، هنأت الأميركية الأولى سابقاً منافسها الديموقراطي وأنصاره ب"كل ما حققوه، لأن أوباما كان مصدر إلهام لملايين من الأميركيين، كما جعل كثيرين يستعيدون اهتمامهم بالسياسة". وقالت هيلاري إنها منفتحة على خوض السباق الانتخابي الى البيت الأبيض كنائبة لأوباما، وذلك في اتصالات هاتفية مع نواب ديموقراطيين. وهنأ بوش أوباما لفوزه بترشيح حزبه. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا برينو ان الرئيس بوش"يدرك من خبرته الشخصية أن عملية الترشيح للرئاسة صعبة وأن السناتور أوباما قطع شوطاً طويلاً كي يصير مرشح حزبه". وأشارت الى أن بوش لم يتصل شخصياً به لتهنئته. في موازاة ذلك، أعلن الرئيس السابق جيمي كارتر دعمه للسناتور الديموقراطي، وقال:"مناصرو أوباما يعرفون جيداً ان صوتي سينضم إليهم بعدما أغلقت صناديق الاقتراع". وأطلق ماكين حملته ضد أوباما، مهاجماً رصيده في السياستين الخارجية والداخلية، خصوصاً إعلانه استعداده للاجتماع بقيادات في إيران وسورية من دون شروط مسبقة. وقال ماكين ان"أوباما يمثل التغيير الخاطئ"، وأكد المرشح الجمهوري انه سيجلب"التغيير الصحيح للولايات المتحدة". ووصف ماكين السناتور عن أريزونا منافسه الديموقراطي بأنه"مثير للإعجاب للوهلة الأولى، لكنه لم يتمكن من تحدي حزبه ولم يعرض نفسه لانتقادات مناصريه، وأنا فعلت ذلك". ويتوقع أن يعقد أوباما وكلينتون اجتماعاً قريباً، لدرس الخيارات المحتملة. ويحتاج سناتور إيلينويز الى كلينتون، أو شخصية مماثلة لاستقطاب أصوات النساء، والقاعدة الريفية التي لم تبد استعداداً خلال الانتخابات التمهيدية للتصويت لمرشح أفريقي - أميركي. ومن الأسماء المطروحة لخوض السباق الى جانب أوباما، حاكمة ولاية كنساس كاثلين سيبليوس، وحاكم ولاية فيرجينيا تيم كاين.