الخسارة بهدفين التي مني بها المنتخب السعودي في مباراته الودية الثانية أمام فريق سامبدوريا الإيطالي كشفت للمدرب ناصر الجوهر عدداً من الملاحظات الفنية والتكتيكية التي وقع فيها اللاعبون، وتسببت في تغييب شخصية المنتخب الفنية وغياب الهوية له طوال شوطي المباراة، من دون أن تكون هناك ردة فعل إيجابية من اللاعبين عقب تسجيل الفريق الإيطالي لهدفه الأول أو حينما تم الزج بالعديد من البدلاء مع انطلاق الشوط الثاني. ضبابية التشكيل على رغم توصل المدرب ناصر الجوهر للتشكيل الأساسي بنسبة كبيرة إلا أن هناك "خللاً" يقع على مراكز عدة لم يكن العطاء مناسباً ومكملاً لبقية المراكز كما يحدث مع مركز الظهير الأيمن بوجود أسامة المولد غير القادر على التكيف في هذه المنطقة ومع التفاعل مع أدوارها المزدوجة دفاعياً وهجومياً، لذلك افتقد "الأخضر" لأحد مفاتيح الهجوم في جهة المنطقة اليمنى، إضافة لحال "التوهان" الذي سيطر على أداء لاعبي الوسط الأيمن عبده عطيف والأيسر محمد الشلهوب وتداخل الأدوار بينهما وهو ما أدى لتعطيل بناء الهجمة بشكلها الصحيح، وافتقار المهاجمين فيصل السلطان وسعد الحارثي للمساندة القريبة من أحد لاعبي الوسط المهاجم، سواء عطيف أم الشلهوب اللذين يمتلكان دقة التمرير ويجيدان ارسال الكرات للمهاجمين في المناطق القريبة لمرمى الفريق المنافس. العمق المفتوح وما ينطبق على غياب التناغم والانسجام ما بين عبده عطيف ومحمد الشلهوب وعجزهما الواضح في تبادل دور صناعة اللعب أو تكامل دورهما الهجومي، أخفق أيضاً محورا الارتكاز خالد عزيز واحمد عطيف في إغلاق منطقتهما المهمة والحساسة أمام سرعة ومهارة لاعبي سامبدوريا، لذلك كان من الطبيعي أن ينكشف قلبا الدفاع رضا تكر واسامة هوساوي في عدد من الكرات ويتم التسديد المباشر على مرمى منصور النجعي وليد عبدالله طوال دقائق المباراة، هذه المؤشرات أعطت ناصر الجوهر دليلاً كبيراً أن درجة التفاهم ما بين عزيز وعطيف لم تصل لمرحلة مثالية يتم الاعتماد عليها في المباريات المقبلة بغض النظر عن إمكاناتها الفنية والفردية الجيدة. اختبار الضغط للمرة الثانية وخلال أربعة أشواط يقع اللاعب السعودي تحت عملية الضغط القوي سواء في منطقة الثلث الأول أم الثلث الثاني، وتعتبر عملية الضغط أحد أهم مكاسب لاعبي المنتخب من تلك المباراتين أمام منتخب البارغواي أو الفريق الإيطالي، خصوصاً أن تصرف اللاعب السعودي وبحثه عن مخرج من هذا "الحرج" جعله يتحسن كثيراً في التعامل مع هذه الوضعية وأصبح قادراً على إيجاد حلول له كي يتجنب تسليم الكرة لمهاجم الفريق المقابل، كما كان يحدث في بعض كرات الضغط العالي. قلق الكرات العرضية ما زال التعامل من مدافعي المنتخب مع الكرات العرضية المرسولة للمنطقة القريبة من المرمى بشكل متحرك أو ثابت تبعث "القلق" جراء الضعف الرقابي وسوء التمركز في المكان المناسب لإبطال مفعولها على المرمى، وهذه النقطة لم تكن وليدة اليوم، لذلك كشفت هاتان التجربتان حاجة مدافعي المنتخب وللاعبي الارتكاز مزيداً من التدريبات التكتيكية والتكنيكية التي ستساعد كثيراً على رفع درجة الانسجام والتفاهم ما بينهم، وستسهم أيضاً في التقليل من الخطورة التي تحدث لمرمى "الأخضر" مع هذه الكرات. "النفسية" كرت مهم للجوهر ذهب مدرب منتخبنا ناصر الجوهر لاستخدام كرت الروح النفسية وتقديمه للاعبين أثناء مباراة سامبدوريا، خصوصاً وهو يلمس عجزهم عن مجاراة منافسهم وعجزهم عن تعديل النتيجة، لذلك جاءت التبديلات المفاجئة كأحد الأوراق التي يستخدمها الجوهر لمحاولة انتزاع حمل وهموم المباراة من لاعبيه الأساسيين، محاولاً إيهامهم أن هذه المباراة تعتبر تجريبية يريد من خلالها مشاهدة العديد من اللاعبين حينما زج بعبدالملك الخيبري وعبدالرحمن القحطاني واحمد الموسى وماجد هزازي وماجد المرشدي ووليد عبدالله، بالذات أن هذه التبديلات لم تكن ذات فائدة على المستوى التكتيكي أو الجماعي للمنتخب، بل كانت كرتاً مهماً في يد الجوهر يريد تحقيق هدف وربما يصيب أو يخيب فيه.