افتقد المنتخب السعودي لأهم عوامل التفوق الميداني في مباراته أول من أمس مع منتخب سورية، وهو «الانسجام» ما بين لاعبيه، خصوصاً أن المنتخب لم يلعب مباراتين متتاليتين بالأسماء التي شاركت أمام سورية، لذلك عانى لاعبو «الأخضر» كثيراً خلال شوطي المباراة من العشوائية في تحركات اللاعبين حتى إن المنتخب لم يستطع بناء هجمة تكتيكية واحدة طوال المباراة، ولم يجد الحلول المهارية في فك التكتل الدفاعي الذي كان يطبقه منافسهم بكل براعة، ووقع اللاعبون أيضاً في التمرير الخاطئ في وسط الميدان، وهو ما استغله السوريون في بناء هجمات مرتدة رجحت كفتهم في هدفين يحملان نفس السيناريو على الدفاع السعودي، ونجح لاعبو منتخب سورية في تطبيق التوصيات الفنية التي تعتمد على إغلاق المناطق الدفاعية بأكبر عدد، ومن ثم الانتشار السريع متى ما حصلوا على الكرة، لذلك لم يُلحظ على المنتخب أي تأثر نتيجة هدف التعديل السعودي، لثقتهم في إمكاناتهم ورغباتهم، أو في ضعف الأداء لدى منافسهم الفريق السعودي. تبديلات من دون فاعلية ضعف الأداء الجماعي لدى لاعبي السعودية لم يحرك ساكناً مع التبديلات الثلاثة التي لجأ إليها بيسيرو مع الشوط الثاني، فإخراج الشمراني ومناف وعبده عطيف، وإشراك نايف هزازي وتيسير الجاسم ونواف العابد كان من دون مردود فني يذكر، لعوامل التفوق الفني المنصبة في مصلحة المنتخب السوري الذي أجاد لاعبوه التعامل مع الكرات العرضية التي أصبحت الحل الوحيد أمام المنتخب السعودي في الوصول بأسرع طريق للمرمى السوري. القتالية «سلاح» أحمر الروح القتالية من لاعبي سورية خلال شوطي المباراة ألغت أي فوارق فنية بين المنتخبين، إضافة إلى تطبيق منهجية تكتيكية رسمها مدرب منتخبهم، ساعدهم في ذلك حال «التوهان» التي أصابت لاعبي «الأخضر» نتيجة غياب الانسجام عن صفوف المنتخب السعودي جراء التبديلات الكبيرة التي اعتمد عليها بيسسيرو في المباريات الودية التي سبقت المشاركة في كأس آسيا، ولم تكن الروح القتالية و«الحماسة» حاضرة في لاعبي «الأخضر» كما جرت العادة، لذلك «عجزوا» عن العودة إلى تعديل نتيجة المباراة، وظلوا ينتهجون الأسلوب العشوائي والفردي غير المجدي في فك التكتل والقوة الدفاعية للمنتخب السوري. غاب الخداع فغابت المساحة في الوقت الذي كان على لاعبي المنتخب السعودي سحب منافسهم لمنطقة الوسط ولمناطقهم الدفاعية، ومن ثم مفاجأته بالانتشار السريع في كرات مرتدة لربما تساعدهم في الوصول إلى مرمى المنتخب السوري، سواء من أطراف الملعب عن طريق شهيل الأكثر نشاطاً أو في انطلاق ناصر الشمراني، إلا أن لاعبي المنتخب لم يبحثوا عن حلول داخل ميدان المباراة، واستسلموا لرغبات السوريين في إرسال الكرات العرضية التي كان للبنية الجسمانية وللكثافة العددية دور في إبطالها بصورة جيدة، بل إنهم استفادوا منها في بناء هجمات مرتدة أثمرت عن تحقيق الفوز.