انطلق المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في دنفر كولورادو أمس، تحت شعار استعادة وحدة الحزب، بعدما اعلنت المرشحة السابقة هيلاري كلينتون انها ستدعو المندوبين المؤيدين لها الى التصويت لمصلحة باراك اوباما. واعلان هيلاري كلينتون أول من أمس قرارها هذا، يخول سناتور ايلينويز ان يبدأ شهرين من الحملة الانتخابية متسلحاً بحزب موحد رسمياً، بعد انتخابات تمهيدية طويلة شهدت منافسة حادة. وفي قاعة ضخمة تتسع لأربعين ألف شخص في بيبسي سنتر، ألقت زوجة المرشح ميشيل أوباما كلمة, تلتها كلمتا شخصيتين تاريخيتين للحزب, الرئيس السابق جيمي كارتر وتيد كينيدي. وفي كلمتها، تحدثت ميشيل أوباما، نائبة رئيس مستشفى شيكاغو الجامعي والمعروفة بأنها لعبت دوراً أساسياً في حملة زوجها، عن الجانب الانساني للمرشح الديموقراطي. ويواجه أوباما، الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أفريقي- أميركي علامات استفهام، وهو يعد للخطاب الذي يلقيه بعد غد، في اليوم الختامي للمؤتمر، ويعلن فيه قبوله ترشيح الحزب، ممهداً المسرح لحملة من المنتظر ان تكون صعبة ضد ماكين بطل حرب فيتنام الذي يكمل عامه الثاني والسبعين الأسبوع المقبل. وحدد بيل بيرتون المتحدث باسم أوباما هدفين للمؤتمر العام للحزب الديموقراطي. وقال:"نود ان نتأكد من ان الناس تعرف تماماً من هو السناتور أوباما، والى أين يريد أن يأخذ البلاد، وثانياً ان الناخب يعرف خياراته في هذه الانتخابات، بين باراك أوباما الذي يريد ان يغير في شكل جذري الطريقة التي تدار بها الأمور في واشنطن، وبين جون ماكين وهو في شكل أو آخر ما عاصرناه خلال السنوات الثماني الماضية". وسبقت مؤتمر دنفر تظاهرات مناهضة لأوباما، بعضها جاء من معسكر الجمهوريين أو اليمين الديني أو مجموعات معارضة للإجهاض، أو اليسار المتطرف الذي يأخذ عليه مواقفه المعتدلة جداً في حرب العراق. ولم تسجل أي حوادث. وفيما ينتظر ان يعلن ماكين خياره لمرشحه لمنصب نائب الرئيس اظهر استطلاع آخر أجرته"يو اس ايه توداي"ومعهد غالوب أمس، ان أوباما يتقدم عليه بفارق أربع نقاط فقط 47 في المئة مقابل 43 في المئة تمهيداً للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. في غضون ذلك، حطم مجهولون زجاج نوافذ مكتب للحملة الانتخابية للمرشح الديموقراطي في مينيسوتا. وأفادت الشرطة بأنه تم استدعاءها الى مكتب الحملة الانتخابية لأوباما في سانت بول بعد الواحدة من فجر الأحد. ووجدت الشرطة قطع زجاج متناثرة أمام المكتب، إضافة الى تشويه واجهة المبنى بالطلاء. وإذا كان أوباما 47 سنة ضمن منذ حزيران يونيو الحصول على غالبية أصوات المندوبين الديموقراطيين البالغ عددهم 4200 اللازمة لحصوله على ترشيح الحزب الديموقراطي، فإن موقف أنصار كلينتون التي سيظهر اسمها على بطاقات الاقتراع في المؤتمر, كان ليلقي بعض الظلال على فوزه. وأعلن مسؤول ديموقراطي ان هيلاري كلينتون ستدعو المندوبين المؤيدين لها في المؤتمر الى التصويت لمصلحة أوباما، وتوقع حدوث ذلك في اختتام لقاء مع المندوبين المناصرين لها. وحاول فريق المرشح الجمهوري جون ماكين تأجيج الانقسامات في الصف الديموقراطي، عبر دفاعه عن هيلاري كلينتون، بعدما فضل أوباما عليها جوزف بايدن، الخبير في السياسة الخارجية، ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس. واعتبر رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني في حديث لشبكة"ايه بي سي"ان السناتور أوباما"عبر اختياره بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس، أكد ضعفه بدلاً من قوته". وقال ان"الخيار الأفضل كان بالتأكيد هيلاري كلينتون". وستلقي هيلاري كلينتون كلمة أمام المؤتمر مساء اليوم، فيما يلقي زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي وجه انتقادات لأوباما خلال الانتخابات التمهيدية، مساء غد، حين يجرى التصويت رسمياً على الترشيح. وقال بايدن 65 سنة الكاثوليكي الملتزم لمجلة"بيبل"إنه"يحمل سبّحة وردية في جيب سرواله، ووضع واحدة تحت وسادته خلال العملية الجراحية التي خضع لها في دماغه"في 1988. ولفت إلى انه نسي سبحته في المنزل في اليوم الذي قدمه أوباما الى أنصاره في سبرينغفيلد ايلينويز، شمال. وأضاف:"كنت أحملها معي, لكنني كنت ارتدي بذلة لونها ازرق فاتح، فقالت لي جيل زوجته:"ارتد بذلة داكنة اللون". فغيرت ملابسي ونسيت السبحة في جيبي". وعلى موقعه على الانترنت، نشرت صورة لبايدن خلال لقاء مع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وجون كينيدي الذي اغتيل في العام 1963 بعد ثلاثة أشهر من انتخابه، هو الرئيس الكاثوليكي الوحيد بين رؤساء الولاياتالمتحدة ال43.