خاض المرشحان الديموقراطيان الى البيت الأبيض باراك اوباما وهيلاري كلينتون أمس، اثنتين من آخر معاركهما لنيل ترشيح حزبهما في السباق الرئاسي خلال الانتخابات التمهيدية التي تنظم في كنتاكي وسط - شرق واوريغون شمال - غرب. والانتخابات التمهيدية في كنتاكي واوريغون ليست مفتوحة إلا أمام الناخبين المسجلين كديموقراطيين. ويجري التنافس على أصوات 51 مندوباً تمنح بحسب النظام النسبي في كنتاكي و52 مندوباً في اوريغون. ويراهن اوباما على هذه الانتخابات لإحراز تقدم كبير لا يمكن لكلينتون ان تعادله لحسم معركة نيل ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية. وبحسب استطلاع نشرته أول من أمس جامعة سوفولك، تتقدم كلينتون بفارق 26 نقطة في كنتاكي 51 في المئة مقابل 25 في المئة لاوباما في حين ان سناتور ايلينويز يتقدم بفارق أربع نقاط فقط في اوريغون 45 في المئة مقابل 41 في المئة. ويأمل اوباما في ان يجتاز عتبة الغالبية المطلقة لأصوات المندوبين العاديين، عبر نتيجة هذه الانتخابات التمهيدية. وبحسب موقع"ريل كلير بوليتيكس"المستقل، فان سناتور ايلينويز يحظى حالياً بدعم 1610 مندوبين عاديين من اصل 3253 سيحضرون مؤتمر الحزب الديموقراطي في دنفر من 25 الى 28 آب أغسطس المقبل. لكن حتى مع حصوله على الغالبية المطلقة لأصوات المندوبين العاديين، فان اوباما لا يمكنه إعلان فوزه بترشيح الديموقراطيين. فهناك حوالى 800 من كبار المندوبين في الحزب الذين يحضرون المؤتمر وخلافاً للمندوبين العاديين، يحظون بحرية الخيار حتى اللحظة الأخيرة. وبحسب موقع"ريل كلير بوليتيكس"فان اوباما يحظى حاليا بدعم 302 من كبار المندوبين، مقابل 277 لكلينتون. وحذرت كلينتون أول من أمس أوباما من التسرع في الإعلان عن فوزه. ولا تزال السيدة الأميركية الأولى سابقاً تأمل في إقناع"كبار المندوبين"بأنها تشكل افضل فرصة للحزب الديموقراطي لهزم المرشح الجمهوري جون ماكين في تشرين الثاني نوفمبر. وينبغي الحصول على أصوات 2025 مندوباً للفوز بترشيح الحزب. على صعيد آخر، طالب المرشح اوباما خصومه الجمهوريين بأن يدعوا زوجته وشأنها، وذلك بعد بث شريط دعائي على موقع يوتيوب الإلكتروني يهاجمها. وأصبحت ميشال اوباما، زوجة المتسابق على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الى السباق نحو البيت الأبيض، هدفاً للحزب الجمهوري في تينيسي جنوب الذي أطلق الأسبوع الماضي شريطاً يهاجمها على موقع يوتيوب على الانترنت. وقال اوباما لشبكة"أي بي سي"التلفزيونية:"إذا كانوا يريدون جعل ميشال موضوعاً لحملتهم فأنا أنصحهم بتوخي الحذر لأنني أجد انه من غير المقبول مهاجمة زوجتي أو أسرتي". وأضاف:"على هؤلاء ان يدعوا زوجتي وشأنها". ماكين وفي هذه الأثناء واصل جون ماكين هجماته على اوباما وكأنه شبه أكيد بأنه سيتنافس معه في السباق الرئاسي في نهاية المطاف. وشدد ماكين انتقاداته لاوباما متهماً إياه بالتقليل من شأن التهديد الذي تشكله إيران. وفي خطاب ألقاه في شيكاغو معقل اوباما، اتهم سناتور اريزونا مرة جديدة باراك اوباما بعدم فهم"الوقائع الأساسية للعلاقات الدولية". وكان يشير الى خطاب اوباما خلال تجمع انتخابي قال فيه الأحد انه يجب عدم الخوف من الحوار مع إيران التي تشكل تهديداً"طفيفاً"خلافاً للصين في السبعينات من القرن الماضي أو الاتحاد السوفياتي في الثمانينات وقد خاضت الولاياتالمتحدة معهما حواراً على رغم الحرب الباردة. وقال ماكين ان مثل هذه الأقوال"تكشف مدى انعدام خبرة اوباما، إنها ثغرات خطرة جداً لرئيس أميركي". ورد اوباما بالقول:"منذ سنوات، قلت بوضوح ان التهديد الذي تمثله إيران خطير لكن علينا ليس فقط التحاور مع أصدقائنا، وإنما يجب أن نكون مستعدين للتقارب أيضاً مع أعدائنا. هذه هي الديبلوماسية". وخلال اجتماع في مجلس بلدية ميامي، لمناسبة يوم استقلال كوبا، اتهم ماكين أوباما بالرغبة في تخفيف الحظر الأميركي المفروض منذ عقود على حكومة كوبا الشيوعية. ويمثل الأميركيون من أصل كوبي كتلة ناخبة مهمة في فلوريدا، التي تعد ساحة معركة في انتخابات الرئاسة الأميركية. وأضاف ماكين في كلمته:"أعتقد أنه يجب أن نمنح الأمل للشعب الكوبي وليس لنظام كاسترو"، متعهداً بأن"تضغط إدارتي على النظام الكوبي للإفراج عن كل السجناء السياسيين من دون شروط مسبقة، ولإضفاء الشرعية على كل الأحزاب السياسية والنقابات العمالية، وتحرير وسائل الإعلام، وتحديد موعد لانتخابات تخضع لمراقبة دولية".