اعلن المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما رسميا السبت في سبرينغفيلد (ايلينوي، شمال) انه اختار السناتور جوزف بايدن الخبير في المسائل الدولية لمنصب نائب الرئيس. وقال اوباما امام حشد ضم نحو 35الف شخص رفع لافتات كتب عليها (اوباما بايدن) "طوال عقود، غير (بايدن) واشنطن لكن واشنطن لم تغيره ابدا"، مشيدا ب "مسيرته اللافتة". واضاف اوباما ( 47عاما) امام مبنى تاريخي في سبرينغفيلد كان اعلن فيه في شباط/فبراير 2007ترشحه لخوض السباق الى البيت الابيض "لن يكون فقط نائب رئيس جيدا، سيكون نائب رئيس عظيما". وقال اوباما وهو يستقبل جوزف بايدن ( 65عاما) على المنصة "انه شريك مثالي للعمل على اعادة البلاد الى الطريق السليم". وانضم بايدن سناتور ديلاوير (شرق) الى اوباما وهو يرتدي قميصا ابيض ويضع ربطة عنق زرقاء، وسط هتافات انصار اوباما. وقال بايدن "انا فخور لوقوفي الى جانب الرئيس المقبل للولايات المتحدة". وأضاف "نأتي من اوساط مختلفة ولكننا نشترك في تاريخ واحد، التاريخ الاميركي". وتابع "سيداتي سادتي، هذا تاريخكم. تاريخ اميركا. انه تاريخ ارادة. انها اميركا التي نؤمن بها باراك اوباما وانا. انه الحلم الاميركي". وكان فريق حملة المرشح الديموقراطي اعلن فجر السبت في رسائل عبر الهاتف النقال انه تم اختيار سناتور ديلاوير (شرق) جوزف بايدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس. ويترأس بايدن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، وله تاريخ طويل في الشؤون الدولية. كما انه مطلع على قضايا الدفاع. وكل هذه الميزات يفترض ان تسمح لأوباما الحديث العهد نسبيا على الساحة السياسية الاميركية، بإرساء اسس سلطته وجذب الناخبين الذين ما زالوا مترددين في التصويت لمرشح يفتقد الى الخبرة. وخلال الانتخابات التمهيدية لدى الديموقراطيين واجه اوباما صعوبة في استمالة الناخبين المتقدمين في السن وكذلك الطبقة العاملة البيضاء فيما لا يزال القلق حول عدم خبرته السياسية يظهر في استطلاعات الرأي. وفي ردود الفعل، اعتبر المرشح الجمهوري للبيت الابيض جون ماكين السبت ان منافسه الديموقراطي باراك اوباما "قام بخيار حكيم جدا" عبر اختياره بايدن كمرشح لتولي منصب نائب الرئيس. وقال ماكين في مقابلة مع شبكة "سي بي اس نيوز" من مزرعته في اريزونا (جنوب-غرب) ان "جو (بايدن) وانا اصدقاء منذ عدة سنوات ونعرف بعضنا جيدا. واعتقد بالتالي انه (اوباما) قام بخيار جيد جدا". واضاف "اعلم ان بايدن سيقوم بحملة جيدة". وكان فريق حملة ماكين انتقد السبت اختيار جوزف بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس معتبرا ان ذلك يثبت بأن باراك اوباما ليس جاهزا للرئاسة. من جهة أخرى، استمر وصول المندوبين في الحزب الديموقراطي الاميركي الاحد الى دنفر (كولورادو، غرب) حيث سيفتتح الاثنين المؤتمر العام للحزب الذي سيسمي رسميا باراك اوباما مرشحه الى الرئاسة وجوزف بايدن نائبا للرئيس. ولم تنتظر منظمات عدة بينها منظمة العفو الدولية ومجموعات من اقصى اليسار افتتاح المؤتمر لتبدأ بتنظيم تظاهرات احتجاجا على معتقل غوانتانامو وللمطالبة ب"انهاء النشاطات العسكرية الغربية" في العالم. ونشرت الشرطة عددا كبيرا من العناصر من اجل ضمان الامن، لا سيما في محيط مجمع "بيبسي سنتر" الذي سيستضيف على مدى اربعة ايام اكثر من 4200مندوب في الحزب و 15الف صحافي. وستلقي هيلاري كلينتون كلمة امام المؤتمر مساء الثلاثاء، بينما سيتكلم زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي ادلى في السابق بتصريحات كثيرة انتقد فيها اوباما، مساء الاربعاء. وينتهي المؤتمر الخميس بخطاب لأوباما سيلقيه في ملعب يتسع ل 75الف شخص. واذا كانت المفاجآت مستبعدة في المؤتمر، فإن شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية الاخبارية اشارت على موقعها الالكتروني الى ان المؤتمرات تشكل قبل كل شيء "دعاية مكثفة للحزب ولمرشحه الى الرئاسة".