وصل أولي هاينونين كبير المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة الى إيران أمس، لإجراء جولة ثانية من المحادثات بهدف تحسين التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذكر ديبلوماسيون في فيينا أن هاينونين الذي يتولى منصب نائب مدير الوكالة المسؤول عن عمليات التفتيش، طلب من طهران عندما زارها في وقت سابق من الشهر الجاري، مزيداً من المعلومات بخصوص برامجها الصاروخية المثيرة للجدال. وكانت إيران اعتبرت ان"البحث في مثل هذه المسائل"ليس من صلاحيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن طهران وصفت زيارة هاينونين السابقة ب"البناءة". وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان زيارة هاينونين لطهران تهدف الى"مواصلة المحادثات السابقة عن التعاون بين إيران والوكالة". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير في أيار مايو الماضي، أن الأبحاث الإيرانية المزعومة المتعلقة برؤوس حربية نووية، تثير"قلقاً كبيراً". ومن المقرر أن تصدر الوكالة التقرير المقبل حول إيران في منتصف أيلول سبتمبر المقبل. ويتهم الغرب إيران بمحاولة امتلاك أسلحة نووية تحت غطاء برنامج مدني. وتقول إيران وهي رابع أكبر منتج للنفط في العالم انها في حاجة الى طاقة نووية لتوليد الكهرباء. وتواجه طهران دفعة جديدة من العقوبات تفرضها عليها الأممالمتحدة لعدم الرد بإيجابية على عرض القوى الست الكبرى رزمة حوافز لإيران بهدف إنهاء النزاع النووي معها. وتستبعد إيران حتى الآن تجميد أو تعليق تخصيب اليورانيوم وهو شرط الغرب لبدء مفاوضات رسمية بخصوص الحوافز. وأعلنت طهران الأحد أنها وضعت نموذجاً على شكل قمر اصطناعي في مدار حول الأرض باستخدام صاروخ محلي الصنع للمرة الأولى. والتكنولوجيا المستخدمة لحمل الأقمار الاصطناعية الى الفضاء يمكن أن تستخدم أيضاً في إطلاق أسلحة، لكن إيران تقول ان ليست لديها مخططات لذلك. وأوردت صحيفة"معاريف"الإسرائيلية أمس، أن تقييماً أجراه الجيش الإسرائيلي للوضع الاستراتيجي للعام 2009، ومن المقرر تقديمه إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قريباً، خلص إلى أن إيران تشكل أكبر خطر استراتيجي على الدولة العبرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه برز في هذا التقييم الاستراتيجي الذي سيتم تقديمه لصناع القرار في إسرائيل، أنه تم الفصل بين"الخطر الإيراني"وبقية"الأخطار"التي تهدد إسرائيل. وخلصت المداولات في هذا السياق، والتي جرت في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بموجب تعليمات رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي، إلى أن إيران تشكل الخطر الأكبر على وجود إسرائيل. واعتبرت تقييمات هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن الدمج بين المجهود الذي تبذله إيران في المجال النووي وقدراتها في مجال الصواريخ العابرة للقارات و"انشغالها المكثف في نشر الإرهاب في العالم عموماً وحول إسرائيل خصوصاً"، يمنح طهران"المكانة الأعلى"حالياً في كل ما يتعلق بالمخاطر التي تهدد الدولة العبرية. جاء ذلك في وقت تصاعد القلق في إسرائيل جراء إطلاق إيران قمراً اصطناعياً إلى الفضاء، وأشار خبراء إسرائيليون إلى أن القلق الإسرائيلي والأميركي نابع في الأساس من أن إطلاق القمر الاصطناعي يكشف عن قدرات إيران الصاروخية، وأنه في حال تم تحويل الصاروخ الذي تم بواسطته إطلاق القمر الاصطناعي إلى صاروخ أرض ? أرض عابر للقارات، فإنه سيكون بإمكانه ضرب كل عاصمة في أوروبا. ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن رئيس مركز أبحاث الفضاء الإسرائيلي في معهد فيشر، طال عنبار، قوله إن إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني يشكل"نقطة انعطاف، ولهذا الأمر انعكاسات بعيدة المدى على أمن إسرائيل". وتابع عنبار أن"الجميع يشعرون الآن تماماً مثلما شعر الأميركيون في العام 1957 عندما أطلق السوفيات إلى الفضاء القمر الاصطناعي"سبوتنيك"، وكان الغرب في حال ذهول ليس بسبب القمر الاصطناعي، وإنما بسبب الصاروخ الذي أخذه إلى الفضاء". واعتبر عنبار أن"الإيرانيين يبذلون جهوداً من أجل تطوير قدرات صواريخ الأرض - أرض لديهم، وهم يقومون بذلك بمسارات متعددة، تماماً مثلما يفعلون في برنامجهم النووي".