ذكرت صحيفة "معاريف" أمس الاثنين بأن تقييماَ أجراه الجيش الإسرائيلي مؤخرا للوضع الاستراتيجي للعام 2009، من المقرر تقديمه إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قريبا، خلص إلى أن إيران تشكل أكبر خطر استراتيجي على الدولة العبرية. وأشارت الصحيفة إلى أنه برز في هذا التقييم الاستراتيجي، الذي سيتم تقديمه لصناع القرار في إسرائيل، أنه تم الفصل بين "الخطر الإيراني" وبقية "الأخطار" التي تهدد إسرائيل. وخلصت المداولات في هذا السياق، والتي جرت في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بموجب تعليمات رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي، إلى أن إيران تشكل اليوم الخطر الأكبر على وجود إسرائيل. واعتبرت تقييمات هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أن الدمج بين المجهود الذي تبذله إيران في المجال النووي وقدراتها في مجال الصواريخ العابرة للقارات و"انشغالها المكثف في نشر الإرهاب في العالم عموما وحول إسرائيل خصوصا"، يمنح طهران "المكانة الأعلى" حاليا في كل ما يتعلق بالمخاطر التي تهدد الدولة العبرية. وفي هذه الأثناء، تصاعد القلق في إسرائيل جراء إطلاق إيران قمرا اصطناعيا إلى الفضاء وأشار خبراء إسرائيليون إلى أن القلق الإسرائيلي والأمريكي نابع في الأساس من أن إطلاق القمر الاصطناعي يكشف عن قدرات إيران الصاروخية، وأنه في حال تم تحويل الصاروخ الذي تم بواسطته إطلاق القمر الاصطناعي إلى صاروخ أرض - أرض عابر للقارات فإنه سيكون بإمكانه ضرب كل عاصمة في أوروبا. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس مركز أبحاث الفضاء الإسرائيلي في معهد فيشر، طال عنبار، قوله إن إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني يشكل "نقطة انعطاف، ويوجد لهذا الأمر انعكاسات بعيدة المدى على أمن إسرائيل". وأضاف أن "تطوير منصة إطلاق قمر اصطناعي هو غطاء رائع لتطوير قدرات تتعلق بصواريخ أرض - أرض طويلة المدى ومتطورة جدا". كذلك نقلت معاريف عن عنبار قوله إنه "في اللحظة التي تمتلك فيها القدرة على إطلاق صاروخ إلى الفضاء فإنه بإمكانك استخدام هذه القدرة في مجال صواريخ أرض - أرض لآماد بعيدة جدا". وتابع عنبار أن "الجميع يشعرون الآن تماما مثلما شعر الأمريكيون في العام 1957عندما أطلق السوفييت إلى الفضاء (القمر الاصطناعي) سبوتنيك، وكان الغرب في حالة ذهول ليس بسبب القمر الاصطناعي، وإنما بسبب الصاروخ الذي أخذه إلى الفضاء". واعتبر عنبار أن "الإيرانيين يبذلون جهودا من أجل تطوير قدرات صواريخ الأرض - أرض لديهم، وهم يقومون بذلك بمسارات متعددة، تماما مثل ما يفعلون في برنامجهم النووي". من جهة أخرى، أشارت معاريف إلى أن آراء الخبراء والمسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي متباينة حيال أهمية إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني، فمن جهة يرى قسم من الخبراء بإطلاق القمر الاصطناعي انجازا إيرانيا، ومن الجهة الأخرى يحاول خبراء آخرون تقزيم هذا الإنجاز. من جانبه قلل مدير وكالة الفضاء الاسرائيلية اسحق بن اسرائيل الذي يشغل مقعدا في البرلمان عن حزب كاديما الحاكم، الاثنين من الخطر الذي يشكله اطلاق ايران امس لصاروخ صنع محليا وقادر على حمل قمر اصطناعي. وقال اسحق بن اسرائيل ان "ايران امامها طريق طويل في مجال الاقمار الاصطناعية وتبالغ عمدا في الحديث عن نجاحاتها الفضائية والجوية لردع اسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة منشآتها النووية".