شدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اسطنبول أمس، مجدداً على ضرورة تطوير العلاقات التركية الإيرانية من اجل إنشاء شراكة إقليمية تساعد على حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً ان إيرانوتركيا تكملان بعضهما البعض في هذا المجال راجع ص 10. وأعلن نجاد، في مؤتمر صحافي ثانٍ عقده منفرداً، استعداد بلاده للتعاون مع بقية دول المنطقة لملء الفراغ الأمني الذي قد ينتج من انسحاب القوات الأميركية من العراق، مؤكداً بدء نهاية النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وأشار نجاد الى وجود مصالح مشتركة كثيرة بين العراقوتركياوإيران وسورية، وعمل قيادات هذه الدول على إرساء الاستقرار في المنطقة ومعالجة خلافاتها. وكان الرئيس التركي عبدالله غل كرر خلال لقائه نظيره الإيراني نصيحته بضرورة تعامل طهران بجدية مع التهديدات الغربية لها بفرض عقوبات عليها بسبب أزمة ملفها، مطالباً إياها بقبول التفاوض في إطار مقترحات الحوافز الغربية التي قدم إليها. وذكّر غل ضيفه بالمصير الذي واجهه العراق، بعدما رفض رئيسها السابق صدام حسين الاستماع الى نصيحة تركيا في شأن ضرورة اخذ التهديدات الأميركية لبلاده على محمل الجد. لكن الرئيس الإيراني أبلغه حسم طهران موقفها من الملف النووي، واستبعادها حصول مشاكل جديدة فيه لحساب تكريس منطق ضرورة استمرار الحوار الديبلوماسي مع الغرب. وكرر نجاد في المؤتمر الصحافي قوله إن"الدولة الإسرائيلية الى زوال وأن المشروع الصهيوني في المنطقة غريب ودخيل ويجب أن ينتهي". كما شرح نظريته الخاصة بمواجهة العالم ظلم أميركا وتسببها في كل نكباته وحروبه. وفي اختتام زيارته لاسطنبول، التقى نجاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وذلك بعد زيارته لقصر توبكابي التاريخي الذي بناه السلطان العثماني محمد الفاتح، وأدى صلاة الجمعة في مسجد السلطان احمد المعروف ب"المسجد الأزرق"، حيث تجمع بعض الأتراك لتحيته وسط هتافات طالبت بزوال إسرائيل. وحاول الرئيس الإيراني التجول بين المتظاهرين، لكن رجال الأمن التركي منعوه ، كما لم تسمح وزارة الخارجية التركية لوسائل الإعلام من التقاط صور لدى اداء نجاد الصلاة داخل المسجد، على رغم تأكيد نجاد ان صلاته خلف إمام تركي سني في مسجد عثماني سيحمل رسالة سياسية تفيد بأنه يريد أن يكون الى جانب الشعب التركي من دون حدود أو فوارق تفصل بينهم.