قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي إن إيران وتركيا ليستا على استعداد لحماية أمن واستقرار العراق حال خروج القوات الامريكية نافيا أن يكون قد صرح بذلك من قبل. وأضاف نجاد في لقاء مع الصحفيين في اسطنبول أمس "الجمعة" أن الولاياتالمتحدة محتلة للعراق ويجب خروجها من الاراضي العراقية وأن تعطى الحرية للشعب العراقي متسائلا: "كيف يمكن أن نذهب نحن وتركيا لكي نحل محل الولاياتالمتحدة في العراق ؟". وأكد أن وحدة العراق وأمنه سيكونان في صالح الجميع، مشيرا الى أن هذا الامن سيتحقق إذا ما تولت الحكومة الشرعية العراقية إدارة الشؤون الاقتصادية والامنية في البلاد. ولفت نجاد الى أن القوة الامريكية في المنطقة في طريقها الى الزوال، وقريبا ستكون واشنطن مجبرة على مغادرة المنطقة وسيكون هناك فراغ، مطالبا دول المنطقة بضرورة العمل سويا من أجل السيطرة على هذا الفراغ. وحول القوى الموجودة بالعالم وما تقوم به مثل ما يحدث في العراق وجورجيا الان، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إيران ترفض هذا النظام الذي يحكم العالم وهي تسعى الى إصلاح العلاقات التي تتحكم بالعالم و"إن العالم يسوده في الوقت الراهن نظام مختل وظالم وإيران ترفض هذا النظام". وبشأن اتفاقية الطاقة مع تركيا، قال نجاد "إنه توجد اتفاقية جيدة بشأن الطاقة والاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية ونقل الغاز الطبيعي وقعت بين البلدين، مشيرا الى أن الجانبين يسعيان حاليا لكي يتم تنفيذ هذه الاتفاقية في أسرع وقت. وأشار الرئيس الإيراني الى أن الاتفاقيات الكبيرة الخاصة بالغاز والنفط تأخذ وقتا طويلا فهي ليست اتفاقيات تجارية لكي تدفع مبالغ ويتم تنفيذها. وكانت تركيا وإيران اكدتا تطابق وجهات نظرهما بشأن ضرورة العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي لأزمة الملف النووي لإيران. وقال الرئيس التركي عبدالله غول إن هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى حل لهذه الازمة بالطرق الدبلوماسية وضرورة أن يوضع في الاعتبار حق إيران المشروع فيما يتعلق ببرنامجها النووي ومراعاة مصلحتها إلى جانب القلق الدولي الناجم عن تطورات هذه الأزمة. وضاف أن بلاده ستساهم في الحلول الدبلوماسية وتقديم جميع المساعدات لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية، موضحا أن تركيا ستدعم جميع الحلول السلمية الرامية إلى تسوية النزاعات في منطقة الشرق الأوسط. من جانبه، كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقاداته للسياسية الأمريكية تجاه ملف بلاده النووي، قائلا "إن واشنطن تتخذ من البرنامج النووي ذريعة لاستمرار فرض الحصار على الشعب الإيراني منذ 30عاماً. وأضاف نجاد أن هذه الأزمة المفتعلة من جانب الولاياتالمتحدة لا تقوم على أسس فنية وإنما على أسباب وذرائع سياسية لمحاسبة إيران. وقال نجاد إننا قطعنا شوطا إيجابيا على طريق المفاوضات، ونولي أهمية كبيرة للحوار، مؤكدا أن تأمين الإتفاق هو طريق الحل المنطقي القائم على الحوار. كما انتقد الرئيس الإيراني سياسية المعايير المزدوجة بحق الدول التي تملك السلاح النووي، مشيرا إلى أن الطاقة النووية هي احتياج جميع الشعوب، موضحا أن أمريكا تقف في وجه إيران بذريعة تصنيع السلاح النووي من أجل عرقلة تقدمها، وشدد على أنه لا يمكن احتكار الطاقة النووية. من جانبها ذكرت مصادر تركية مطلعة إن الرئيس التركي عبد الله غول أكد للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال مباحثاتهما في اسطنبول أول من أمس ضرورة التزام ايران بمسئولياتها تجاه المجتمع الدولي، من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطفة لأن عدم التزامها بتنفي شروط المجتمع الدولي سينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها. ومن ناحية أخرى أشار الرئيس التركي إلى أن مباحثاته مع نظيره الإيراني أكدت تطابق وجهات نظر البلدين بشأن مستقبل العراق وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيه، قائلا "إننا سنعمل في المستقبل القريب مع إيران بشأن موضوع أفغانستان أيضا". وتعد زيارة نجاد لتركيا وهي الأولى لدولة عضو في حلف الناتو واتاحت له فرصة جديدة لشجب السياسة الأمريكية، لكنه لم يتمكن من التلفظ بكلمات مثل "الامبريالية و"الصهيوينية" لأن ذلك كان يؤثر سلبا على العلاقات بين تركيا وكل من امريكا واسرائيل.