أنقرة – أ ف ب - عيّن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد العالِم النووي فريدون عباسي دواني الذي نجا من محاولة اغتيال في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مساعداً لرئيس الجمهورية ورئيساً ل «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، خلفاً لعلي أكبر صالحي الذي تولى وزارة الخارجية. وكانت طهران حمّلت الغرب وإسرائيل مسؤولية مقتل العالِم النووي مجيد شهرياري، بقنبلة وُضعت في سيارته في تشرين الثاني، فيما نجا فريدون عباسي دواني من هجوم مشابه في اليوم ذاته، وأُصيب بجروح. ويحمل عباسي دواني شهادة دكتوراه في الفيزياء النووية، وشغل منصب عميد كلية الفيزياء في جامعة الإمام الحسين التابعة ل «الحرس الثوري»، قبل انتخابه في اللجنة المركزية لجمعية النوويين الإيرانيين. وأشار نجاد في مرسوم تعيين عباسي دواني، إلى «التزامه وتديّنه وخبراته العلمية والتنفيذية المفيدة»، معرباً عن تمنياته له ب «التوفيق والاستفادة من العلماء والمتخصصين والكوادر الشابة والمبدعة في تنفيذ المهمات، واستخدام كلّ الإمكانات المفيدة والبناءة للطاقة الذرية في المجالات الصناعية والزراعية والطبية، في هذه المرحلة الجديدة المليئة بالانتصارات والعزة والتألق بالنسبة إلى الشعب الإيراني». أتى ذلك قبل ساعات من وصول الرئيس التركي عبد الله غل إلى طهران، في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام بدعوة من نجاد، وتستهدف تعزيز العلاقات السياسية والتجارية بين الدولتين. وقال غل في المطار قبل مغادرته أنقرة: «سنناقش كلّ المسائل التي تهم بلدينا. نريد بالتأكيد تعميق علاقاتنا التجارية». وأعلنت إيران وتركيا نيتهما زيادة مبادلاتهما التجارية ثلاثة مرات بحلول العام 2015، لتصل إلى 30 بليون دولار. ويرافق غل وزير الخارجية احمد داود أوغلو ووفد كبير من رجال الأعمال. وسيبحث غل في لقاءاته مع المسؤولين في طهران، الملف النووي الإيراني، خصوصاً أن إسطنبول استضافت الشهر الماضي جولة محادثات ثانية بين إيران والدول الست المعنية بهذا الملف. وقال غل لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إن تركيا ستواصل جهودها لتسهيل الحوار بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وغل الذي سيكون أول رئيس دولة تركي يزور إيران رسمياً منذ 9 سنوات، يلتقي اليوم نجاد في طهران، كما يزور تبريز وأصفهان. وقبل وصول غل، اعتبر النائب الإيراني حسين نقوي حسيني أن «الشرق الأوسط الإسلامي الجديد يتشكل بمحورية إيران وتركيا». وقال: «لطهرانوأنقرة مواقف مشتركة، خصوصاً في السياسة الخارجية ومقارعة مطامع الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم». وشدد نقوي حسيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، على أن «الالتحام بين إيران وتركيا أوجد قاعدة لتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين»، مؤكداً أن «وحدة المواقف السياسية بين طهرانوأنقرة تؤثر في المنطقة بكاملها، وستفشل محاولات الغرب لإقامة أنظمة جديدة تسير في فلكه». إلى ذلك، اتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) بإرغام مهربي مخدرات على بيع هذه المواد بأسعار مخفضة في إيران. وقال: «تهريب الهيرويين وحشيشة الكيف في بلدنا مُدرج على جدول أعمال وكالة التجسس في النظام الصهيوني». وأضاف أن معلومات حصلت عليها إيران تشير إلى أن «موساد أمر المهربين ببيع هذه المخدرات بخمس سعرها» في إيران، لافتاً إلى «تهديدات» وُجهت إلى الذين رفضوا ذلك. وتواجه إيران منذ فترة طويلة مشكلة تهريب المخدرات من جارتها الشرقيةأفغانستان التي تشكّل مصدر 90 في المئة من الإنتاج العالمي للأفيون. وتهريب المخدرات جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام في إيران التي نفذت أحكاماً مشابهة في 67 شخصاً هذا العام، 80 في المئة منهم إثر إدانتهم بتهريب مخدرات.