سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كوشنير يحمل إلى تبليسي وموسكو خطة لوقف المعارك ... ووزراء الخارجية الأوروبيون يجتمعون الأربعاء لتقويم الوضع . جورجيا تنسحب من أوسيتيا الجنوبية ... وموسكو تحصي ألفي قتيل "معظمهم من الروس"
أعلنت جورجيا سحب قواتها من أوسيتيا الجنوبية كبادرة "حسن نية"، فيما سيطر الجيش الروسي على العاصمة الأوسيتية تسخينفالي. وأشارت الخارجية الروسية إلى مقتل ألفي شخص"غالبيتهم الساحقة من المواطنين الروس"في أوسيتيا الجنوبية، منذ بدء الهجوم الجورجي عليها. وقالت الناطقة باسم حكومة أوسيتيا ايرينا غاغلوييفا إن القوات الجورجية"قصفت تسخينفالي في شكل منهجي طيلة ليل السبت - الأحد"، ما أسفر عن سقوط حوالى عشرين قتيلاً و150 جريحاً. وأصدر الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش مرسوماً قال فيه أن أبخازيا المنطقة الانفصالية الثانية في جورجيا إلى جانب أوسيتيا، في"حال حرب" مع جورجيا. وأعلنت حال الطوارئ في مناطق أبخازيا، إضافة إلى العاصمة سوخومي. وأعلنت أبخازيا استنفاراً جزئياً لجنودها الاحتياطيين وواصلت القصف الجوي والمدفعي لأقسام من ممرات كودوري التي تسيطر عليها جورجيا. كذلك، انتشرت وحدات من الجيش الأبخازي حتى نهر انغوري على الحدود مع جورجيا، في منطقة غالي الأبخازية التي تقطنها غالبية جورجية. وبدأت عمليات إجلاء أجانب من جورجيا، تحسباً لاتساع نطاق الحرب، وأجلت إيطاليا عشرات من رعاياها إلى أرمينيا، فيما طلبت بريطانيا من رعاياها المغادرة فوراً. كذلك أرسلت بولندا طائرة لإجلاء مواطنيها ومعهم تشيخيون وأوروبيون آخرون. تحرك أوروبي ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في بروكسيل الأربعاء لمناقشة الوضع في أوسيتيا الجنوبية. وتوجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد إلى تبيليسي وموسكو في مهمة وساطة برفقة الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الفنلندي الكسندر شتوب. ودعا كوشنير قبل مغادرته باريس إلى"وقف المجزرة"في جورجيا. وقال:"سنسعى إلى وقف هذه المجزرة من خلال اقتراح وقف المعارك وانسحاب القوات من الجانبين إلى الخطوط التي كان أقامها المجتمع الدولي". وأضاف كوشنير"اعتقد أن سيكون لنا وزن"، مضيفاً:"سنحاول وضع كل ثقلنا من اجل إحلال هدنة ووقف المعارك". وسيمضي كوشنير ليل الأحد - الاثنين في تبليسي قبل الانتقال إلى موسكو اليوم. وستعرض فرنسا خطة للخروج من الأزمة من ثلاث نقاط، تنص على احترام وحدة وسلامة أراضي جورجيا ووقف فوري للمعارك وعودة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في الوقت ذاته، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى"وقف فوري للعمليات العسكرية" بين جورجياوروسيا واستئناف المفاوضات. وقال إن"اكثر ما أتمناه هو أن تتوقف العمليات العسكرية وان نمتنع أيضاً باسم التراث المسيحي المشترك عن القيام بعمليات انتقامية قد تتطور إلى نزاع أشد عنفاً". ودعا إلى"العودة إلى طريق التفاوض والحوار"داعياً الأسرة الدولية و"الدول الأكثر نفوذاً"إلى بذل"كل الجهود"من اجل التوصل إلى"حل سلمي ودائم". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف المعارك فوراً بين روسياوجورجيا والى تسوية متفاوض عليها للنزاع. وجاء في بيان نشره مكتبه أن"الأمين العام يعتقد بأنه لكي تكون المفاوضات مثمرة، على كل الفرق المسلحة غير المسموح لها بالوجود في ذلك المكان بموجب الاتفاقات حول أوسيتيا الجنوبية، أن تغادر منطقة النزاع". في تبليسي، قال أمين عام مجلس الأمن الجورجي الكسندر لومايا إن قوات بلاده "انسحبت من كامل أوسيتيا الجنوبية تقريباً، تعبيراً عن إرادتنا الطيبة وعن استعدادنا لوقف المواجهة العسكرية". وبعد ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية تشوتا اوتياشفيلي أن الجيش الروسي سيطر على تسخينفالي، وهو ما أكده المسؤول الكبير في هيئة أركان الجيش الروسي اناتولي نوغوفيتسين، موضحاً أن الجيش الروسي يسيطر على"القسم الأكبر"من عاصمة جمهورية أوسيتيا الجنوبية. وأعلن رئيس البرلمان الجورجي دافيد بكرادزه أن روسيا تستعد لشن هجوم على غرب جورجيا في المنطقة القريبة من جمهورية أبخازيا الانفصالية، فيما أفادت الداخلية الجورجية أن روسيا طلبت من الأممالمتحدة سحب مراقبيها من المنطقة الواقعة بين أبخازيا ومدينة زوغديد. وبعد قليل أعلن وزير الاندماج الجورجي تيمور ياكوباشفيلي ان زوغديد تتعرض لعمليات قصف. وأفادت وكالة انترفاكس الروسية نقلاً عن مصدر في قيادة الأسطول الروسي أن السفن الحربية الروسية تفرض حصاراً بحرياً على جورجيا لمنع وصول أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى إليها. وتدخلت أوكرانيا في النزاع مهددة بمنع سفن أسطول البحر الأسود الروسي المشاركة في النزاع مع جورجيا من العودة إلى مرفأها في سيباستوبول جنوب القرم. وبحسب الحكومة الجورجية، فإن موسكو أرسلت تعزيزات من ستة آلاف جندي إلى أوسيتيا الجنوبية فيما أنزلت سفن حربية أربعة آلاف جندي آخر في منطقة أبخازيا الانفصالية الجورجية. واتهمت جورجياروسيا بتكثيف القصف الجوي على أراضيها، بما في ذلك شن غارة على مطار عسكري قرب تبليسي. وقال لومايا في هذا الشأن:"لم تكن أي طائرة جورجية موجودة في المطار"موضحاً أن"مهمة الطائرات الروسية كانت تدمير المدارج". وواصل الطيران الروسي الأحد قصف منطقة ممرات كودوري الجبلية، المنطقة الوحيدة من أبخازيا التي يسيطر عليها الجورجيون. كما أفاد لومايا أن روسيا استقدمت إلى أوسيتيا الجنوبية خلال الليل"مئة قطعة مدفعية ثقيلة"وحشدت"عدداً كبيراً من المدرعات"قرب الحدود الروسية - الجورجية على مسافة نحو 35 كلم من المنطقة الانفصالية. إصابة ضابط روسي إلى ذلك، أفادت وكالة"ايتار تاس"أن قائد الفرقة الثامنة والخمسين التي تتقدم الهجوم الروسي المضاد في أوسيتيا الجنوبية أصيب بشظية ويخضع للعلاج في المستشفى. وقال الكولونيل جنرال اناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية لوكالة"انترفاكس" إن"الجنرال اناتولي خروليوف كان ضمن قافلة عسكرية عندما تعرضت هذه القافلة للنيران من الجورجيين. ألحقت الشظايا إصابات بالقائد."ونقل عن نوجوفيتسين قوله إن خروليوف نقل إلى مستشفى في أوسيتيا الشمالية الروسية المجاورة. وعلى الصعيد الإنساني، اتفقت روسياوجورجيا على فتح ممرين إنسانيين في أوسيتيا الجنوبية"لإجلاء اللاجئين الجورجيين والأوسيتيين والجرحى والصحافيين الروس من أوسيتيا الجنوبية"، بحسب ما أفاد مصدر في قيادة قوات حفظ السلام الروسية لوكالة أنباء"ريا- نوفوستي". وطالبت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أطراف النزاع في أوسيتيا الجنوبية السماح لوكالات المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين اللاجئين. النفط من جهة أخرى، أكد غريغوي كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي أن السفن الحربية الروسية لا تعتزم منع شحنات نفط من عبور ميناء بوتي في جورجيا المطل على البحر الأسود، لكنها تحتفظ بحقها في تفتيش السفن التي تدخل الميناء وتخرج منه. وقال كاراسين في مؤتمر صحافي رداً على تصريحات أدلى بها مسؤولون جورجيون:"لا أعلم شيئاً عن أي خطة لوقف شحنات. في الحقيقة أن توقيف السفن وتفتيشها لا يعني أن هناك وقفاً". وأضاف:"عندما تكون هناك حرب يجب أن نكون حريصين للغاية حيال الشحنات التي تصل جورجيا وتخرج منها. جورجبا باقية في الأولمبياد" طلب الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي من الرياضيين الجورجيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في بكين البقاء في الدورة من اجل"المصلحة العليا للبلاد"على رغم الهجمات العسكرية الروسية على أراضيها. وقال الناطق جورجي تشانيشفيلي إن السيدة الجورجية الأولى الموجودة في بكين، نقلت رسالة ساكاشفيلي إلى البعثة الجورجية التي تضم 35 رياضياً خلال اجتماع أمس. وأضاف أن"الفريق كله لم ينم تقريباً. كنا مستعدين لمغادرة الألعاب الأولمبية وانتظرنا حتى وقت متأخر جداً هذا القرار. لكن السيدة الأولى ساندرا ألقت كلمة أمام الفريق كله في القرية الأولمبية وأبلغتنا بضرورة البقاء من اجل المصلحة العليا للبلاد". وأبدت اللجنة الأولمبية الجورجية في وقت سابق استعدادها للانسحاب من دورة بكين بسبب أعمال العنف في جورجيا. وحض الفريق الأولمبي الجورجي المجتمع الدولي على المساعدة في وقف أعمال العنف.