قدمت روسيا مشروع قرار جديد لمجلس الامن الدولي أمس الاربعاء زعمت انه يعكس الخطة المكونة من ست نقاط التي صاغتها فرنسا لانهاء الصراع في جورجيا. ويهدف مشروع القرار الروسي الى التصدي لمشروع قرار اخر يجري مناقشته بالفعل من قبل مجلس الامن يدعو الى انهاء فوري وبلاشروط للاعمال العدائية في جورجيا ويدعو روسيا الى انهاء احتلالها العسكري . ويساند مشروع القرار الذي يناقشه مجلس الامن سيادة جورجيا ووحدة اراضيها. ومع ذلك ، لم تشر الخطة المكونة من ست نقاط على وجه التحديد الى سيادة جورجيا ووحدة اراضيها وهذا هو السبب وراء دعم موسكو لها. وصرح السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين في مقر الاممالمتحدة في نيويورك ان مشروع القرارالروسي "وثيقة جيدة" تعكس حرفيا المحادثات التي جرت بين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في موسكو في الاسبوع الماضي. وقال تشوركين " هذه وثيقة جيدة بالنسبة لمجلس الامن واننا نتوقع ردا ايجابيا من الاعضاء. هذا و قال الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء ان على روسيا سحب قواتها من جورجيا، وعلى العالم "ان يقف الى جانب الحرية" في الجمهورية السوفياتية السابقة. وصرح بوش امام مجموعة من المحاربين القدامى "الان على العالم ان يقف الى جانب الحرية في جورجيا"، متعهدا بان واشنطن ستدعم "استقلال ووحدة اراضي" هذه الجمهورية. واكد بوش على ان جورجيا ساهمت بجنود في الحروب التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان والعراق "لمساعدة الغير على التمتع بمزايا الحرية". وأعلن متحدث باسم البيت الابيض الاربعاء ان الولاياتالمتحدة رصدت مؤشرات الى انسحاب للقوات الروسية من جورجيا، لكنه دعا موسكو الى تسريع هذه العملية. وقال غوردن جوندرو لصحافيين "بدأنا نرصد مؤشرات اولى الى انسحاب معين. هذا الامر ليس ذا دلالة وينبغي التعجيل فيه". وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان مجموعتين من المدرعات الروسية المنتشرة في جورجيا سلكتا رسميا الاربعاء طريق تسخينفالي في اوسيتيا الجنوبية تمهيدا للانسحاب الى روسيا. وافق برلمان جمهورية ابخازيا الانفصالية في جورجيا الاربعاء على الطلب من روسيا الاعتراف باستقلال هذه المنطقة. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان البرلمان وافق باجماع اعضائه على طلب "الاعتراف باستقلال" ابخازيا و"الحفاظ على الوجود العسكري" الروسي فيها، الذي وجهه الزعيم الابخازي سيرغي باغابش الى موسكو. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" أن هيئة إحصاء إقليم أوسيتيا الجنوبية أعلنت الأربعاء في العاصمة تسخينفالي أن 1492شخصا من العدد السابق ذكره قتلوا أثناء هجوم القوات الجورجية. ويبلغ إجمالي عدد الجورجيين الذين قتلوا أثناء المعارك وفقا لبيانات الحكومة الجورجية 215قتيلا بينهم 146جنديا وشرطيا و 69مدنيا. وأعلن جيوي تارجامدسي رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الجورجي بالعاصمة الجورجية تبليسي أن إجمالي عدد الجورجيين الذين أصيبوا في المعارك بلغ 1469شخصا. وبلغت حصيلة القتلى بين جنود الجيش الروسي الذي دخل الأراضي الجورجية في الثامن من الشهر الجاري لمساندة قوات إقليم أوسيتيا الجنوبية 64قتيلا. وأعلن نائب رئيس الأركان الروسي الجنرال أناتولي نوجوفيتسين في موسكو أن إجمالي عدد الجنود الروسيين الذين أصيبوا أثناء المعارك في منطقة جنوب القوقاز بلغ 323جنديا. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاربعاء ان على روسيا احترام وحدة الاراضي الجورجية، مؤكدا في الوقت نفسه ان الحلف الاطلسي "ليس في مواجهة مع موسكو تشبه ما كان عليه الحال ايام الحرب الباردة". واكد براون كذلك على ان مجموعة الدول الصناعية السبع ستتصرف لوحدها عندما تتعارض مصالحها مع مصالح روسيا التي انضمت الى مجموعة الثماني خلال العقد الماضي. وصرح للصحافيين اثناء توجهه الى الالعاب الاولمبية انه تحدث مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف خلال الايام القليلة الماضية. واضاف "لقد وعدوا بانهم سيسحبوا القوات". وتابع "يجب ان ندفع المحادثات بالسرعة الممكنة لان هذا هو السبيل الوحيد للتعامل مع هذه المسالة بشكل دائم. ولكنني كنت واضحا جدا (..) يجب احترام وحدة الاراضي الجورجية". واضاف براون ان انفتاح الحلف الاطلسي على دول جديدة يعد "تطورا ايجابيا"، مضيفا "اعتقد ان الحلف الاطلسي تغير بطريقة لم يكن الناس يتخيلونها، وهذا تطور ايجابي". وتساءل "ما هو البديل، المواجهة مثل ايام الحرب الباردة؟" هذا واعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان تركيا وافقت على قيام سفينتين حربيتين اميركيتين بعبور البحر الاسود لنقل مساعدات انسانية الى جورجيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية روبرت وود ان "تركيا وافقت على عبور ثلاث سفن في البحر الاسود لنقل مساعدات انسانية الى جورجيا، ويتصل الامر بسفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الاميركية واحدى سفن المراقبة".