أعلنت جورجيا سحب قواتها من إقليم أوسيتيا الجنوبية وسط اتهامات لروسيا بإرسال المزيد من التعزيزات داخل الأراضي الجورجية، فيما أشارت مصادر في الإقليم إلى أن الهدوء عاد للعاصمة تسخينفالي. فقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا أوتياشفيلي أمس أن بلاده سحبت قواتها من إقليم أوسيتيا الجنوبية بعد معارك عنيفة مع القوات الانفصالية والقوات الروسية للسيطرة على العاصمة تسخينفالي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان محليين مشاهدتهم لقافلة من القوات الجورجية تجر أسلحة بينها عدد من قطع المدفعية الثقيلة. وجاء الإعلان في أعقاب بيان رسمي للحكومة الجورجية التي اتهمت روسيا بإرسال عشرة آلاف من جنودها إلى داخل الأراضي الجورجية خلال الساعات الأخيرة فضلا عن قصفها مطارا قرب العاصمة تبليسي. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من توسع النزاع بين جورجيا وروسيا داعيا الطرفين إلى وقف القتال في أوسيتيا الجنوبية والدخول في تسوية سلمية، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء الروسي بالتحقيق في ما أسماها جرائم الحرب الجورجية في أوسيتيا الجنوبية “تمهيدا لمحاكمة مرتكبيها”. ففي بيان رسمي صدر الأحد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من توسع النزاع العسكري في أوسيتيا الجنوبية داعيا الطرفين الروسي والجورجي إلى وقف القتال فورا والدخول في مفاوضات سلام. وأضاف البيان أن الأمين العام يشعر بقلق من تصاعد العمليات القتالية في أوسيتيا الجنوبية ووقوع الضحايا وانتقال التوتر إلى إقليم أبخازيا داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وضمان سلامة المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة. يشار إلى أن أدموند موليت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أبلغ مجلس الأمن السبت بأن الحكومة الانفصالية في أبخازيا طلبت منه سحب مراقبي الأممالمتحدة الموجودين في وادي كودري الأعلى دون أن تعطي أسبابا محددة لهذا الطلب. وأفاد موليت بأن المراقبين موجودون حاليا في قاعدتهم في سوخومي عاصمة أبخازيا تفاديا لاحتمال تورطهم في أي تبادل لإطلاق النار بين القوات الجورجية والقوات الانفصالية. وفي موسكو، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى التحقيق في ما أسماها “أعمال الإبادة التي ارتكبتها القوات الجورجية في جمهورية أوسيتيا الجنوبية”، وذلك خلال لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. وقال بوتين مخاطبا الرئيس الروسي “أعتقد أنه سيكون من العدل أن تأمر النيابة العسكرية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث لأن غالبية الشعب الأوسيتي من المواطنين الروس”. وانهى مجلس الامن الدولي في نيويورك اجتماعا جديدا غير رسمي بدون التوصل الى اتفاق حول النزاع في اوسيتيا الجنوبية بين جورجيا وروسيا، حسب ما اعلن دبلوماسيون. ومن جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية الجورجية ايكا تكيشيلاشفيلي في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان بلادها تواجه “اجتياحا روسيا”، مؤكدة انها “تحتاج الى مساعدة عاجلة”. وفي بروكسل، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيتوجه “في اقرب وقت الى منطقة” القوقاز لاقتراح “مخرج للازمة” بين روسيا وجورجيا. واورد بيان لقصر الاليزيه ان “رئيس الجمهورية يقترح خطة للخروج من الازمة محورها ثلاث نقاط: وقف فوري للاعمال الحربية والاحترام الكامل لسيادة جورجيا ووحدة اراضيها واعادة الوضع الميداني الى ما كان عليه سابقا”. - في واشنطن، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان روسيا تنوي ارسال سفن من اسطولها في البحر الاسود الى ابخازيا، حيث فتحت جبهة ثانية في المواجهات بين روسيا وجورجيا. كذلك اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طالبا عدم الكشف عن اسمه ان جورجيا تتحمل جزءا من مسؤولية اندلاع النزاع القائم بينها وبين روسيا. وعاد الهدوء صباح أمس الى تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية، المنطقة الانفصالية الجورجية، التي تخوض نزاعا مسلحا مع تبيليسي بعد اطلاق كثيف لنيران المدفعية استمر طوال الليل كما اعلنت الناطقة باسم هذه الجمهورية الانفصالية. وقالت ايرينا غاغلوييفا كما نقلت عنها وكالة الانباء الروسية “فيستي-24” ان القوات الجورجية “اطلقت النيران طوال الليل على تسخينفالي، لكن في الوقت الراهن يسود هدوء نسبي في المدينة”. واضافت ان النيران الجورجية اوقعت حوالى 20 قتيلا و150 جريحا ليل السبت الاحد. من جهة اخرى اعلنت الحكومة الانفصالية على موقعها على الانترنت ان تسخينفالي “مدمرة بالكامل تقريبا. ويقيم السكان في الملاجىء”. واضافت ان “بعض المواد الغذائية الاولية ناقصة، وليس هناك من غاز ولا كهرباء” واصفة الوضع في تسخينفالي بانه يشكل “كارثة انسانية”. ودعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاحد الى التحقيق في اعمال “الابادة” التي ارتكبتها القوات الجورجية في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية حيث اطلقت جورجيا هجوما عسكريا. وقال بوتين خلال لقاء مع الرئيس الروسي ديميتري مدفيدف نقلته محطة فيستي-24 الروسية في بث مباشر ان افادات اللاجئين الاوسيتيين “تتجاوز اطار تفهم اعمال عسكرية”. وقال بوتين للرئيس الروسي “برأيي انها عناصر نوع من ابادة ضد الشعب الاوسيتي. واعتقد انه سيكون من العدل ان تامر النيابة العسكرية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث وخصوصا لان غالبية الشعب الاوسيتيتي هي من المواطنين الروس”. ورد مدفيدف “بالتاكيد، ساصدر مثل هذا الامر” مؤكدا في الوقت نفسه ان المسؤولين عن مثل هذه الاعمال سيحالون الى القضاء. وبوتين الذي عاد الى موسكو ليل السبت الاحد التقى مدفيدف ليطلعه على زيارته الى فلاديكفقاز عاصمة اوسيتيا الشمالية، الاقليم الروسي المجاور لجمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية كما افادت وكالات الانباء الروسية.