مثل أمس الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش، الذي تتهمه محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة بارتكاب إبادة، للمرة الأولى منذ سنوات، أمام أحد قضاة المحكمة. ووضع المتهم فجر الأربعاء في مركز الاعتقال التابع لمحكمة الجزاء في حي شفينينغن البحري في لاهاي. وتلا عليه القاضي الهولندي الفونس اوري التهم الإحدى عشرة بارتكاب إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لدوره في حرب البوسنة 1992-1995 التي أسفرت عن مقتل اكثر من 100 ألف شخص وهجرت 2.2 مليون. وسأله هل يعتبر نفسه مذنباً أم لا، لكن كاراجيتش، الذي سبق ان أعلن عزمه الدفاع عن نفسه وحده، فضل استخدام الفترة القانونية المحددة ب 30 يوماً لإعطاء الرد. وعلى غرار متهمين آخرين قبله، قد يستفيد كاراجيتش من هذه المهلة للإدلاء بأولى التصريحات العلنية منذ اكثر من عشر سنوات من المطاردة. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها منذ نشر القضاء الصربي صوره غداة اعتقاله. ويراقب العالم مسلك كاراجيتش في جلسة محاكمته، لمعرفة اذا كان القضاة أمام محاكمة مثيرة، كتلك التي شهدتها محكمة جرائم الحرب حين حاكمت المسؤول الكبير الوحيد الذي مثل أمامها لارتكابه جرائم في حروب البلقان، وهو الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش حليف كاراجيتش السابق. وقضى ميلوسوفيتش آخر خمس سنوات من عمره في مركز الاحتجاز الى أن عثر عليه ميتاً بسبب أزمة قلبية في زنزانته عام 2006 قبل صدور الحكم عليه في محاكمة طويلة استمرت أربعة أعوام. ومثل ميلوسيفيتش، طلب كاراجيتش تولي الدفاع عن نفسه في خطوة قد تطيل أمد الاجراءات والمحاكمة. وكان كاراجيتش 63 سنة يشكل مع القائد العسكري راتكو ملاديتش الذي لا يزال فاراً، الثنائي الهارب الأكثر تعرضاً للملاحقة في أوروبا. وهو يعتبر العقل المخطط"للتطهير العرقي"الذي بدأ بدعم من بلغراد، كما يقول المدعي العام في محكمة الجزاء الدولية، ضد المسلمين والكروات خلال حرب البوسنة. وإضافة الى قتل ثمانية آلاف رجل وطفل مسلم في سريبرينيتشا في 1995، يتهم كاراجيتش بحصار ساراييفو الطويل والدامي واعتقال آلاف المدنيين في معسكرات، وخصوصاً في منطقة برييدور شمال غربي البوسنة.