سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأوساط السياسية والإعلامية اتفقت على أن رئيس الوزراء اتخذ القرار الصائب ونتانياهو يستبعد التحالف مع الزعيم الجديد . اسرائيل تنشغل بسيناريوهات "اليوم التالي" لانتخاب خلف لإولمرت : موفاز أم ليفني ؟... حكومة جديدة أم انتخابات ؟... كديما أم ليكود ؟
اتفقت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل على أمرين رئيسيين، الأول أن رئيس الحكومة ايهود اولمرت اتخذ"القرار الصائب"بإعلانه انصرافه من الحلبة السياسية بعد شهرين أو ثلاثة، والثاني أن مهمة خلفه لتشكيل حكومة جديدة من دون الذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة، ليست سهلة البتة، خصوصاً في حال فازت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بزعامة الحزب. وأدخل إعلان اولمرت المفاجئ في توقيته لا في فحواه، الساحة الحزبية الى أجواء الانتخابات على الرغم من أن الانتخابات ستكون داخلية في حزب"كديما"الحاكم في 17 من الشهر المقبل لانتخاب خلف لاولمرت. واتجهت الأنظار إلى المرشحيْن الأبرز لخلافة اولمرت، ليفني ووزير النقل شاؤول موفاز اللذين تؤكد الاستطلاعات انهما يخوضان منافسة شديدة، فالأولى تتمتع بدعم غالبية أقطاب"كديما"، فيما الثاني يلقى الدعم في أوساط أعضاء الحزب بعد أن نجح في تنسيب الآلاف منهم من لجان العمال في الشركات الخاضعة لوزارة النقل. سيناريوهات"اليوم التالي" وانشغلت الأوساط الحزبية والسياسية في التكهن بسيناريوهات"اليوم التالي"لانتخاب زعيم جديد للحزب وبقدرة كل من ليفني وموفاز على تشكيل حكومة جديدة من دون الذهاب إلى انتخابات عامة أكدت استطلاعات جديدة ان الذي سيفوز بها هو"ليكود"بزعامة بنيامين نتانياهو الذي ترأس الحكومة الإسرائيلية في الأعوام 1999 - 1996. واستبعد نتانياهو أمس أي تحالف مع خلَف اولمرت، وقال للاذاعة العامة إن"مهمة هذه الحكومة انتهت بغض النظر عمن سيكون على رأس كديما". وأضاف:"الجميع مسؤول في هذه الحكومة عن سلسلة إخفاقات. يجب منح الشعب حق القرار من خلال انتخابات جديدة... إنها حكومة أفراد يتشبثون بمقاعدهم". ورأى أن أولمرت قام بالعمل الصائب أمس، لكن بتأخير سنتين،"وقد كان على أولمرت الاستقالة بعد حرب لبنان الثانية". وختم:"في حال انتخابي، سأشكل حكومة وحدة وليس حكومة منبثقة عن صفقات". من جهته، أقر النائب الأول لرئيس الحكومة القطب في"كديما"حاييم رامون لإذاعة الجيش بأن فرص إجراء انتخابات عامة مبكرة"مرتفعة أكثر بكثير"من فرص تشكيل حكومة جديدة يرأسها الزعيم المقبل ل"كديما". وتابع رامون الذي يعتبر خبيراً في قراءة التطورات الحزبية، انه"سيكون من الصعب جدا إقرار الموازنة العامة أواخر العام الحالي في مثل الأجواء الحالية التي تكثر فيها الاقتراحات الشعبوية". واتفق مع رامون الأمين العام لحزب"العمل"ايتان كابل الذي قال إن خلف اولمرت سيواجه صعوبات فعلية في تشكيل حكومة اخرى"، على الرغم من تفضيل"العمل"البقاء في الحكومة على الذهاب إلى انتخابات عامة يخشى الحزب نتائجها لأنها ستأتي باليمين إلى الحزب. ورأت أوساط سياسية أن تعثر ليفني أو موفاز في تشكيل حكومة جديدة، سيبقي أولمرت رئيسا للحكومة حتى الانتخابات العامة المبكرة التي ستجري وفقا للتوقعات في آذار مارس من العام المقبل. لكن موفاز الذي عقب على إعلان اولمرت بالقول إن"رئيس الوزراء اتخذ قرارا شجاعا يصب في مصلحة الدولة"، أعرب في تصريحات إذاعية"عن ثقته بأن الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحكومي الحالي كديما والعمل وشاس والمتقاعدين ستبقى في الحكومة المقبلة أيضاً، وأن أحزاباً أخرى ستنضم الى حكومة الوحدة الوطنية التي أعتزم تشكيلها"، معتبرا أن إجراء انتخابات عامة مبكرة لن يخدم مصالح إسرائيل. ولوّح في هذا السياق بالبرنامج النووي الإيراني. ويبني موفاز حساباته في منافسته ليفني على ماضيه الأمني جنرال متقاعد ووزير دفاع سابق في مقابل"قلة خبرة"وزيرة الخارجية، كما يروّج إلى أن ليفني ستواجه في حال فوزها بزعامة"كديما"صعوبات لتشكيل حكومة حيال موقف حركة"شاس"غير المشجع لها اذ تعتبرها أكثر اعتدالا سياسيا من موفاز الذي مهّد اخيرا لإمكان ضم أحزاب يمينية ومتدينة متطرفة من خلال تصريحات سياسية متشددة من المفاوضات مع الفلسطينيين والتهدئة في قطاع غزة. وبحسب مراقبين أيضاً، فإن احتمال نجاح موفاز في تشكيل حكومة جديدة أقوى من احتمال نجاح ليفني، لكن حكومة موفاز ستكون يمينية متشددة بينما يعزز انتخاب ليفني التوجه إلى انتخابات عامة مبكرة. في هذا الصدد، كتب كبير المعلقين في"يديعوت أحرونوت"ناحوم برنياع أنه"إذا فاز موفاز في الانتخابات داخل كديما، فإنه سيكون مستعدا لدفع كل ثمن من أجل تشكيل حكومة... والخيار المتوقع في هذه الحال هو حكومة يمينية - دينية متشددة حرديم، وخطوة كهذه من شأنها أن تكسر كديما". وأضاف:"أما في حال فازت ليفني، فسترغب في الوصول الى انتخابات عامة ليس من كرسي رئيس الحكومة، إنما من كرسي وزيرة الخارجية، من دون أن تقوم بمساومات مع شاس التي ستطالب بزيادة مخصصات الأولاد في مقابل بقائها ومن دون التلطخ بتنازلات". الأوساط الإعلامية وسقوط أولمرت والتقى المعلقون الأبرز في اعتبار يوم 12 تموز يوليو 2006 حين أعلن اولمرت الحرب على"حزب الله"ولبنان"يوم سقوط اولمرت". وكتبوا ان إعلان اولمرت مساء أول من أمس جاء بتأخير عامين، وانه كان لا بد للضلع الثالث في"مثلث الحرب"أن يلحق بالضلعين الآخرين وزير الدفاع السابق عمير بيرتس وقائد الجيش السابق دان حالوتس. وكتب أحدهم:"اليوم، وبتأخير سنتين، انتهت حرب لبنان الثانية. وبمفهوم معين، هذا الصباح هو صباح ما بعد الحرب". وكتب كبير المعلقين في"يديعوت أحرونوت"ناحوم برنياع:"اولمرت مات في الحرب الثانية على لبنان، وقُبر في التحقيقات". وأضاف أنه"في الحرب فقدَ اولمرت جهاز المناعة الذي يحمي، حتى درجة معينة، كل رئيس حكومة أثناء تأدية مهماته... الرأي العام، الذي منذ البداية لم يستقبل انتخاب اولمرت بحماسة كبيرة، انتظر العقاب سواء من لجنة تحقيق أو من السماء... الناس لم يتظاهروا في الميادين إنما قبالة التلفاز، في أحاديث الصالونات وفي ردودهم على الاستطلاعات. والسياسيون أعجبوا بقدرة أولمرت على البقاء. لكن إعجاب الجمهور كان أقل". وزاد:"على هذه الأرضية نمت غابة من التحقيقات، وفي تاريخ رؤساء الحكومات لم يتم التحقيق مع رئيس حكومة بمثل هذا الكم في آن واحد... ولم يواجه أي منهم حملة شعبية فظة ومناورات كهذه من الشرطة والنيابة كالتي تعرض لها اولمرت". ورأى المعلق العسكري في"هآرتس"عاموس هارئيل أن ما سيذكره الإسرائيليون من ولاية اولمرت هي الحرب في لبنان"والأيام ال34 التي قاد خلالها أولمرت، بشكل بائس، إسرائيل في المعركة... هناك فقدَ شعبيته بشكل نهائي، ولم ينجح بالنهوض منه حتى خطاب الاعتزال أمس الأول... وهكذا كان لبنان الحدث الذي بلور ولاية أولمرت". وسخر المعلقون من"الانجازات"التي عدّدها اولمرت في خطابه، وكتبوا أنه باستثناء قصف ما قالت وسائل إعلام أجنبية إنها منشأة نووية في سورية، فإن ولايته شهدت إخفاقات كثيرة بدأت بخطف الجندي غلعاد شاليت إلى غزة، ثم خطف الجنديين إلداد ريغف وايهود غولدفاسير بأيدي"حزب الله"، فالحرب البائسة بنتائجها على إسرائيل، ثم الفشل في إنجاز شيء في المفاوضات مع الفلسطينيين،"وهكذا أبقى اولمرت لخلفه مهمات عدة: الأولى هي معالجة التهديد النووي الإيراني، وكان أراد بكل تأكيد قصف المنشآت النووية الإيرانية مثلما فعل في سورية والدخول عبر ذلك إلى التاريخ... إلا أن الإدارة الأميركية عارضت الفكرة واختارت إجراء محادثات مع إيران"، على ما كتب المعلق في"هآرتس"الوف بن. واعتبر المعلق السياسي في"يديعوت أحرونوت"شمعون شيفر الحديث عن أن إعلان اولمرت الاستقالة بعد شهرين أو ثلاثة يخوله مواصلة محاولاته للتوصل إلى اتفاق في محادثات السلام مع الرئيس محمود عباس في الفترة المتبقية له، كما قال مسؤول مقرب من اولمرت أمس، ليس سوى ضرب من الكلام"لأنه من هذا الصباح لن يكون اولمرت سوى ضابط مناوب يتخذ القرارات في الأمور الجارية ليس أكثر".