سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الحكومة أكد أن إسرائيل سترد على وثيقة "النقاط الست" في الجولة الخامسة ويأمل في مفاوضات مباشرة مع دمشق . اليمين ينتقد تحرك أولمرت لاستئناف التفاوض مع سورية
أكدت أوساط رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل ايهود اولمرت أنه يسعى جديا الى تنسيق موعد جديد مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع سورية، فيما أفادت مصادر صحافية أن اولمرت يتوقع أن تقود الجولة المقبلة من هذه المفاوضات، وهي الخامسة، إلى مفاوضات مباشرة بين تل أبيب ودمشق. وصرح الناطق باسم رئيس الحكومة مارك ريغيف بأن"رئيس الحكومة يرى أهمية مواصلة الحوار والمحادثات على المسار السوري". وأفادت صحيفة"هآرتس"أن وزير الخارجية الدنماركي بيير ستيغ مولر أبلغ أولمرت الأسبوع الجاري أن الرئيس بشار الأسد أعرب خلال لقائه به في دمشق عن رغبته"بل هو جدي للغاية، بمواصلة المفاوضات مع إسرائيل". وأضاف أن الرئيس السوري أعرب أمامه عن استعداده للانتقال إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في حال تلقى أجوبة مرضية على وثيقة"النقاط الست"التي سلمتها دمشق لرئيس الحكومة التركية. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن مضمون الوثيقة معروف لإسرائيل، وهي توضح مطالب سورية في مسألتي رسم الحدود في الجولان والترتيبات الأمنية في إطار اتفاق السلام. وتابعت"هآرتس"أن أولمرت أبلغ الوزير الدنماركي أنه هو أيضاً جدي في نياته تجاه سورية، وأن الطاقم المفاوض سيسلم نظيره السوري، عبر الأتراك، في الاجتماع المقبل رد إسرائيل على نقاط الوثيقة. وكانت المفاوضات غير المباشرة التي جرت في أنقرة بوساطة تركية توقفت مع إعلان اولمرت أواخر تموز يوليو الماضي، نيته الاستقالة في أعقاب شبهات تورطه في فضائح فساد، لكن عدم نجاح زعيمة"كديما"وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في تشكيل حكومة جديدة وذهاب إسرائيل بالتالي إلى انتخابات برلمانية في العاشر من شباط فبراير المقبل، أبقيا اولمرت في منصبه لأربعة أشهر إضافية سيحاول فيها كما يبدو تحقيق شيء على المسارين السوري والفلسطيني. لكن معلقين كباراً شككوا في إمكان أن يتاح لأولمرت إجراء مفاوضات سياسية تتناول حدود الدولة العبرية بصفته رئيس حكومة انتقالية لا يملك تفويضاً رسمياً. وأشار آخرون إلى احتمال أن تتدخل واشنطن وتطلب من اولمرت، الذي يزورها أواخر الشهر الجاري للقاء الرئيس جورج بوش، عدم استئناف المفاوضات مع دمشق في أعقاب توتر العلاقات بين الأخيرة وواشنطن. وكتب كبير المعلقين في"يديعوت أحرونوت"ناحوم برنياع ان سورية تشترط الانتقال الى محادثات مباشرة بتعهد إسرائيلي الانسحاب إلى خطوط عام 1967، فيما إسرائيل تطالب دمشق بالتعهد تغيير نهجها السياسي، أي الابتعاد عن إيران والتوقف عن مساعدة"حزب الله"و"المجموعات الإرهابية"الفلسطينية، و"إغلاق حدودها في وجه إرهابيين يعملون ضد الولاياتالمتحدة في العراق". وتطرق بارنياع إلى ما ينتظر اولمرت في حال استأنف الاتصالات مع سورية وكتب:"عندما تكون الحكومة انتقالية، فإن الوضع يختلف جوهريا، إذ سيرد الإسرائيليون، بضمنهم حتى مؤيدو الانسحاب الكامل من الجولان، بعدم ارتياح، وسيقول الكثيرون لأولمرت أنك لا تملك تفويضاً". واشار بارنياع إلى حقيقة أن المرشحين لتشكيل الحكومة المقبلة، ليفني وزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو، يعارضان، كل لأسبابه، إجراء مفاوضات مع سورية. واضاف أن هذه الحقيقة التي يدركها اولمرت ستدفعه إلى تفادي القيام بعمل"لا رجعة عنه"، أي أنه لن يمنح السوريين أي"وديعة"، أي تعهداً بالانسحاب الكامل من الجولان، خصوصاً إذا لم توافق على ذلك الحكومة أو ليفني تحديداً. ومع نشر الخبر عن احتمال استئناف المفاوضات مع سورية، شن نواب من اليمين هجوماً على اولمرت لمعارضتهم إجراء مثل هذه المفاوضات. واعتبر زعيم"شاس"الدينية الشرقية المتزمتة، نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي أن المحادثات مع سورية"تمنح الشرعية لمحور الشر"، وأن خطوة اولمرت"تضعف موقف إسرائيل السياسي". كما اعتبر النائب اليميني يوفال شطاينتس ليكود تعاطي أولمرت في ملف المفاوضات مع سورية"مساً بأسس الديموقراطية وبمصالح إسرائيل الحيوية"، وطالب ليفني بالخروج عن صمتها"حيال الاستهتار الصارخ بسلطة القانون المتمثل بسلوك رئيس الحكومة".