على رغم التفاؤل الذي يبديه، في العلن على الأقل، رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت لجهة تحسين مكانته في أوساط الرأي العام الإسرائيلي بعد الاستجواب المعاكس الذي سيقوم به محاموه مع رجل الأعمال الأميركي موشيه تالانسكي في 17 الشهر المقبل في شأن إفادة الأخير عن تبرعه بمبالغ مالية كبيرة لاولمرت، وعلى رغم قناعة اولمرت بأن الاستجواب سينسف ادعاءات تالانسكي، يرى معلقون أن موافقة اولمرت بناء لشرط زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك، على تحديد موعد لانتخابات على زعامة حزبه"كديما"قبل 25 ايلول سبتمبر المقبل، تعني عملياً أنه وقّع بنفسه على صك نهاية حياته السياسية، متوقعين أولاً ألا يجرؤ على الترشح لزعامة الحزب، وأن تنجح منافسته الأبرز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في انتزاع الزعامة منه وتشكيل حكومة جديدة برئاستها بمشاركة حزب"العمل"و"المتقاعدون"وحزب آخر ليس أكيداً أن يكون حزب"شاس"الديني المتزمت، لكن ليس مستبعداً أن يكون حزب"ليكود". من جهتها، أفادت"معاريف"أن النائب الأول لرئيس الحكومة المحسوب على أقرب الشخصيات من رئيس الحكومة حاييم رامون انتقل أخيراً إلى معسكر ليفني. ونقل عنه قوله في أحاديث مغلقة أن اولمرت"انتهى سياسيا"وبات يدرك أنه سيتم انتخاب خلف له في أيلول سبتمبر المقبل. وتبدو ليفني واثقة من فرص فوزها بزعامة"كديما"في الانتخابات الداخلية في الحزب، وبرئاسة الحكومة المقبلة. ونقلت الصحف عنها قولها لأوساط قريبة منها إنه"سيكون هناك رئيس حكومة جديد في تشرين الأول اكتوبر المقبل"، وأنها عاقدة العزم على الفوز في الانتخابات التمهيدية. وقدّرت أنه بعد الانتخابات التمهيدية في"كديما"ستبدأ عملية"لا يمكن منعها"لاستبدال أولمرت. وأظهر استطلاع للرأي نشرته"يديعوت أحرونوت"أمس أن ليفني ستفوز برئاسة"كديما"لو جرت الانتخابات التمهيدية الآن وحتى لو شارك فيها أولمرت، إذ حصلت على تأييد 31 في المئة، في مقابل 23 في المئة لوزير النقل شاؤول موفاز، و22 في المئة لاولمرت، و11 في المئة لوزير الأمن الداخلي آفي ديختر، و6 في المئة فقط لوزير الداخلية مئير شيتريت. وسئل المستطلَعون عما إذا كانوا يغيرون رأيهم في حال نجح محامو اولمرت بعد الاستجواب المعاكس مع تالانسكي في إثبات أن الشبهات ضد أولمرت أقل خطورة، أشارت النتائج إلى أن اولمرت سيحصل على المكان الأول 30 في المئة متقدماً على ليفني في المرتبة الثانية 26 في المئة وموفاز 19 في المئة.