سعى قادة الكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة في حمل إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، على النظر في هجوم على إيران بذريعة الملف النووي. وتنقل صحيفة الپ"نيويورك تايمز"الأميركية عن مسؤولين أميركيين ان"عشرات من الطائرات الحربية الإسرائيلية شاركت هذا الشهر في مناورة عسكرية جوية في البحر المتوسط، وتدربت على تنفيذ هجوم جوي على إيران". ويبدو ان إسرائيل توجه رسالة الى أميركا مفادها أن الكيان الصهيوني قادر على مهاجمة طهران من دون مساعدتها. ولكن هل بلغت الأزمة مع إيران، على وقع طرح الغرب المسائل النووية الإيرانية طرحاً صاخباً، مرحلة الحسم العسكري؟ وكررت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إعلانها أنها لن توقف أنشطتها النووية، وأنها تعمل بموجب"معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل"ومقررات"وكالة الطاقة الذرية الدولية". وأعلن مفتشو الوكالة الدولية أن إيران تلتزم الشفافية في نشاطاتها النووية. وعلى رغم تقارير الوكالة الدولية، أثرت مساعي الغرب، خصوصاً أميركا، في مجلس الأمن الدولي الذي فرض عقوبات على إيران. واتفق طرفا الأزمة على التفاوض، والتزام الحل الديبلوماسي. ولا شك في أن زيارة خافيير سولانا، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأخيرة الى طهران، وعرضه حزمة حوافز مجموعة"5+1"على الإيرانيين، يرميان الى إنهاء ما يسمونه"أزمة نووية إيرانية". ولم يكذب الكيان الصهيوني خبر التدريبات العسكرية في البحر المتوسط، في حين أن البيت الأبيض الأميركي أكّد الخبر. وهذه المناورة هي دليل على أن الكيان الصهيوني يحاول إثبات هويته المصطنعة من طريق هذا الاستعراض. وتفترض مهاجمة إسرائيل منشآت نووية إيرانية استخدام أجواء تركيا. إذا رفضت تركيا منح إسرائيل، الإذن باستخدام أجوائها، فعليها عبور الأجواء العراقية التي يسيطر عليها الأميركيون. ويبدو أن أميركا لن تعطي إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران. فبعد إلحاق مقاتلي"حزب الله"شر هزيمة بالجيش الإسرائيلي في حرب ال33 يوماً ضد لبنان، يطعن البنتاغون في القدرات العسكرية الإسرائيلية. ولا ريب في ان أميركا وإسرائيل هما شأن التوأم السيامي، أي ان شعور أحد التوأمين بالخطر، يبعث الشعور نفسه في التوأم الآخر. ويثني أميركا عن تأييد توجيه إسرائيل ضربة عسكرية الى إيران احتمال ارتفاع أسعار النفط الى 200 دولار أو 250 دولاراً. وتسعى الإدارة الأميركية الى ضمان فوز جون ماكين، المرشح الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية. وهي لا ترغب في نشوء أزمة اقتصادية جديدة تسهم في فوز باراك اوباما، المرشح الديموقراطي، على منافسه الجمهوري. وفي 1981 ، دمرت إسرائيل مفاعل تموز العراقي، ودمرت مبنى في سورية زعمت ان دمشق تستخدمه لبناء مفاعل نووي. ولكن حال إيران مختلف عن حال العراق وسورية. فهي تواجه هجوم المعتدين، وتدافع عن أراضيها. والحق أن مهاجمة كيان هُزم على يد"حزب الله"، ولم يتحمل مقاومة أناس عزل في غزة، إيران هو أمر مستحيل، وهو كابوس من يذكي الفتن، أي من يرون ان بقاءهم مرتبط بزوال الآخرين. عن حميد اميدي،"كيهان"الإيرانية، 30/6/2008