هددت إيران إسرائيل أمس، محذرة من أن أي هجوم تشنه على مفاعل بوشهر النووي الذي سيُزوّد وقوداً السبت المقبل، تمهيداً لتدشينه في أيلول (سبتمبر)، سيكون «جريمة دولية» وسيُواجَه ب «رد عنيف». كما حذرت طهرانواشنطن من أنها «ستسيطر على مضيق هرمز» و»تدمّر حديقتها الخلفية» إسرائيل، اذا اعتدت عليها. في غضون ذلك، تحطمت مقاتلة إيرانية من طراز «أف-4» أميركية الصنع، على مقربة من مفاعل بوشهر (جنوب). وقال غلام رضا كشتكار وهو مسؤول حكومي محلي، ان المقاتلة تحطمت على بعد نحو 5 كيلومترات شمال بوشهر التي تبعد 1200 كيلومتر جنوب العاصمة، مشيراً الى ان الطيار ومساعده تمكنا من القفز من الطائرة قبل تحطمها، ونقلا الى مستشفى. وعزا محمد حسن شانبدي وهو مسؤول محلي آخر، الحادث الى «عطل فني». الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي تدشين أسلحة ومشاريع عسكرية جديدة الأسبوع المقبل، فيما أكدت دولة الإمارات أنها ستواصل نشاطاتها «المشروعة» مع إيران، ملتزمة في الوقت ذاته تطبيق العقوبات الدولية. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان ضخّ الوقود النووي في «بوشهر» سيبدأ السبت ويستغرق وصوله الى قلب المفاعل 3-4 أسابيع، معتبراً أن «تهديدات الكيان الصهيوني بمهاجمة المفاعل مكررة، لا قيمة لها، وحصول عمل خطر كهذا غير مرجح». وذكّر بأن «القوانين الدولية تحظّر مهاجمة المنشآت التي تحوي وقوداً نووياً، بسبب العواقب الإنسانية»، مؤكداً أن «أي ضربة للمفاعل النووي ستواجَه برد عنيف، وستكون لها تداعيات خطرة على المنطقة بأسرها». وعلّق على تأكيد واشنطن أن تزويد موسكو المفاعل وقوداً، ينفي حاجة طهران لتخصيب اليورانيوم، مذكراً ب «ضرورة وضع خطة بعيدة الأمد لتأمين الوقود لمفاعل بوشهر والمفاعلات الأخرى الإيرانية». وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع «أي شركة تملك الإمكانات اللازمة لبناء مفاعلات نووية، ولو كانت أميركية». أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي فقال ان «هجوماً على مركز نووي سيكون جريمة دولية، لأن نتائجه لن تطاول الدول المستهدفة فقط بل سيكون له بعد عالمي». وزاد: «بوشهر حتى الآن منشأة بسيطة، لكنها ستصبح محطة نووية بعد تزويدها وقوداً، وسندخل في مرحلة جديدة». واعتبر ان «الروس مدينون لإيران بالشكر، اذ ان بناء بوشهر رفع قدراتهم وخبراتهم، وأصبحوا ينافسون الغرب» في هذا المجال. في الوقت ذاته، قال وحيدي: «في حال شن أي هجوم، قد نخسر مفاعلاً نووياً على الأكثر، لكن وجود الكيان الصهيوني سيكون في خطر». وحذر الجنرال علي شادماني رئيس دائرة العمليات في القيادة العامة للجيش الإيرانيالولاياتالمتحدة من عواقب «الاعتداء على إيران». وقال: «لمواجهة العدوان المحتمل، خططنا لثلاثة إجراءات، في مقدمها السيطرة في شكل تام على مضيق هرمز، بحيث لن يُسمح لأحد بالحركة». والخطة الثانية ستؤدي الى «إصابة القوات الموجودة في القواعد الأميركية في أفغانستان والعراق، بالشلل، ولن يُسمح لها بتنفيذ أي عملية». وتعتبر الخطة الثالثة ان «إسرائيل هي الحديقة الخلفية لأميركا، وعلى هذا الأساس سندمر هذه الحديقة، وأميركا وإسرائيل تدركان ذلك جيداً». وجاءت التحذيرات الإيرانية، بعدما اعتبر جون بولتون المندوب الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة، ان أمام إسرائيل «ثمانية أيام» لشن هجوم على مفاعل «بوشهر»، موضحاً انه «عندما يكون اليورانيوم والوقود قريبين جداً من المفاعل، ومن دون شك عندما يكونان في المفاعل، ستتسبّب الغارة في نشر إشعاعات». وقال لقناة «فوكس»: «بالتالي إذا أرادت إسرائيل المبادرة بأي خطوة ضد بوشهر، عليها القيام بها خلال الأيام الثمانية المقبلة». وسئل هل يرجّح شن إسرائيل الهجوم، فأجاب: «لا أظن. اعتقد بأنهم فوتوا الفرصة. إيران ستملك شيئاً لا يملكه أي أعداء آخرين لإسرائيل والولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، أي مفاعلاً نووياً جاهزاً للعمل». وانتقد بولتون دور روسيا في بناء المفاعل، معتبراً ان «موسكو كانت تريد دائماً القدرة على وضع إصبع في عين الولاياتالمتحدة».