استهل قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى قمتهم ال32 في توياكو شمال اليابان أمس، بمحادثات مع سبع دول افريقية تتمحور حول التنمية في القارة السمراء، حيث يفاقم ارتفاع أسعار النفط والسلع الغذائية معاناة الأكثر فقراً. راجع ص 11 ولمناسبة القمة، نشر 21 ألف شرطي ياباني في هوكايدو و21 ألفاً في طوكيو، وأبعد المتظاهرون المناهضون للعولمة الى مسافة 30 كيلومتراً من مكان الاجتماع. والتقى قادة الدول الثماني ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا مع قادة الدول الأفريقية السبع المدعوة الى القمة جنوب أفريقيا والجزائر وأثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا إضافة الى مفوضية الاتحاد الأفريقي الى مأدبة غداء أمس، تلتها جلسة عمل في فندق فخم منعزل في الجبال، شمال اليابان. وشغلت زيمبابوي حيزاً واسعاً من المحادثات التي دان الرئيس الاميركي جورج بوش خلالها الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، واصفاً إياها بأنها"مزورة". لكن معظم جدول الاعمال خصِص للتنمية. وتأمل الدول الأفريقية بأن تؤكد مجموعة الثماني التعهدات التي قطعتها في قمة غلين ايغلز في اسكتلندا العام 2005، لجهة مضاعفة مساعدتها السنوية للقارة العام 2010 قياساً الى مستواها العام 2004 25 بليون دولار. وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو الموجود في توياكو، انه سيقترح على دول الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق ببليون يورو لدعم القطاع الزراعي في البلدان النامية. وقال ان هذا الصندوق الممول من فوائض موازنات الاتحاد"سيخصص لتدابير لتحسين الإنتاج الزراعي، بما في ذلك الأسمدة والبذور، على الأرجح عبر تسليفات". والتقى فوكودا نظيره البريطاني غوردون براون، قبيل افتتاح القمة، ونقل مسؤول ياباني عن الأخير تشديده على أهمية"توجيه رسالة قوية من اجل تأمين الديموقراطية في زيمبابوي". ورد فوكودا بأنه يشاطر نظيره البريطاني الرأي. وحضت المستشارة الألمانية انغيلا مركل مجموعة الثماني على إشراك الاقتصادات الناشئة الكبيرة، مثل الصين والهند في المناقشات الدائرة حيال ارتفاع أسعار النفط. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني ان قادة المجموعة يخشون مزيداً من الارتفاع في أسعار النفط. وستلي"اليوم الافريقي"في توياكو، محادثات تكرس للمشكلات الاقتصادية والسياسية في العالم. وفي اليوم الثالث، غداً، سيبحث موضوع الاحتباس الحراري مع قادة الدول السبع الأخرى المدعوة، وبينها الصين والهند. لكن المنظمات غير الحكومية عبرت عن خشيتها من ان تصدُر عن قادة مجموعة الثماني"وعود جوفاء"في ملف مواجهة التغير المناخي. في المقابل، شارك مئات الأشخاص الوافدين من أنحاء العالم إلى كاتيبوغو شرق باماكو في افتتاح قمة الفقراء التي ينظمها مناهضون للعولمة بالتوازي مع قمة مجموعة الثماني. وفي خطابها الافتتاحي، دعت منظمة اللقاء باري اميانتا توري الى"العدالة الاجتماعية باعتبارها ممراً إلزامياً لا يمكن التغاضي عنه لتأمين اهتمام دائم ونهائي بإشكالية التنمية في العالم". وأضافت توري التي ترأس"تحالف بدائل الدين والتنمية"، ان"حكومات الدول الصناعية الثماني هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الاحتباس الحراري والأزمة الغذائية العالمية". وخلال هذا الاجتماع الذي ينتهي الأربعاء، سيناقش المجتمعون مسائل التعليم في أفريقيا والتعاون من اجل التنمية ومشكلة الديون.