انطلقت في اليابان أمس الأحد ولمدة يومين قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي ستتناول جملة من القضايا الدولية الشائكة، وسينضم إليها زعماء سبع دول أفريقية واقتصاديات رئيسية بينها الصين والهند، وتنعقد وسط إجراءات أمنية مشددة. وتشارك بالقمة التي ستلتئم في منتجع فخم بجزيرة هوكايدو شمالي اليابان كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا وكندا والولايات المتحدة. وأشار المسؤول البارز بمجلس الأمن القومي الأميركي دينيس ويلدر إلى أن زعماء المجموعة سينددون بحكومة الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي. وقال ويلدر للصحفيين على متن طائرة الرئاسة التي تقل الرئيس جورج بوش لحضور القمة (أعتقد أن مجموعة الثماني ستدين بقوة ما فعله موغابي.. ستدين بقوة شرعية حكومته وحكمه لزيمبابوي). وفي الموضوع الكوري الشمالي أكد المسؤول الأميركي أن بوش ورئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا سيناقشان الخطوات التالية في المحادثات السداسية بشأن الوضع النووي لبيونغ يانغ. وأعلن بوش خلال الأسبوع الحالي أنه سيحاول تخفيف استياء اليابانيين من السياسة التي ينتهجها إزاء بيونغ يانغ، ولا سيما بعدما سحب البيت الأبيض مؤخرا كوريا الشمالية عن لائحته للدول الراعية للإرهاب بعد أن سلمت قائمة مفصلة بجميع أنشطتها النووية. ولقيت هذه التطورات ردود فعل غاضبة في اليابان، حيث خرجت أصوات تتهم الرئيس الأميركي بتناسي مصير مواطنيهم المخطوفين في كوريا الشمالية. وأعلن البيت الأبيض الأميركي السبت أن واشنطن ستجري مشاورات مع حلفائها خلال القمة حول رد إيران الأخير على جملة الحوافز الغربية التي قدمت لها مقابل وقف برنامجها النووي. وقالت المتحدثة باسمه دانا بيرينو في ندوة صحفية على متن الطائرة الرئاسية (سنجري مشاروات مع حلفائنا حول معنى الرد الإيراني). وأضافت (سنرى كيف ستتصرف البلدان الأخرى قبل أن نعطي ردنا الرسمي). وكان بوش قد شدد خلال الأسبوع الحالي على أنه سيبذل خلال القمة أقصى جهوده لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم بمجال مكافحة الاحتباس الحراري ولتشجيع التبادل الاقتصادي الحر، كما أكد أنه سيحث قادة الدول الصناعية السبع على تقديم المعونة المالية للمساعدة على مكافحة الإيدز بأفريقيا. وسينضم إلى زعماء مجموعة الثماني في اجتماعهم الذي يعقد بفندق فخم بمنتجع توياكو على شاطيء بحيرة، زعماء سبع دول أفريقية واقتصاديات رئيسية بينها الصين والهند. وعلى صعيد ذي صلة، اعتقلت الشرطة أربعة أشخاص على الأقل عندما خرج نحو ألفي شخص بمسيرة عبر شوارع سابورو عاصمة جزيرة هوكايدو للاحتجاج على انعقاد القمة، حيث أصبحت الاحتجاجات سمة دائمة خلال انعقاد هذه القمة. واتخذت اليابان إجراءات أمنية مشددة، ونشرت 21 ألف شرطي بالجزيرة التي تنعقد فيها القمة، وبلغت الميزانية الأمنية حوالي ثلاثين مليار ين (280 مليون دولار) بزيادة مائة مليون دولار عما انفق خلال القمة الماضية في ألمانيا.