سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يبدأ جولة استكشافية في الخرطوم ويستعد للقاء المتمردين . موسى ينقل إلى البشير "حزمة أفكار واقتراحات": تحقيق العدل والسلام في دارفور في مقابل تجميد اتهامات أوكامبو
طالب المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور جبريل باسول أطراف النزاع في الإقليم بوقف النار فوراً من أجل فتح الباب أمام استئناف عملية السلام المتوقفة منذ ثمانية أشهر، وتعهد ببذل كل ما في وسعه لتعليق اتهام الرئيس عمر البشير من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بارتكاب جرائم حرب وابادة وطلب توقيفه، بهدف اعطاء فرصة لتحقيق السلام في دارفور. وجاء ذلك في وقت طرحت الجامعة العربية على البشير خطة لإقرار العدالة والسلام في دارفور في مقابل تجميد اتهامات أوكامبو. وبدأ وزير الخارجية البوركيني جبريل باسول الذي سيتسلم مهماته في أول آب اغسطس المقبل مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور، زيارة استكشافية إلى الخرطوم، أمس، والتقى الرئيس البشير ومساعده مسؤول ملف دارفور نافع علي نافع ووزير الخارجية بالوكالة علي كرتي. وقال باسول للصحافيين إنه سيزور دارفور لاجراء محادثات مماثلة مع قادة الحركات المسلحة، فور تسلمه مهماته رسمياً بعد تنحيه عن منصب وزير خارجية بلاده في الأسبوع المقبل. ووجه نداء إلى جميع السودانيين للعمل من أجل بناء عملية السلام في دارفور من أجل سودان قوي وموحد، ودعا أطراف النزاع إلى وقف فوري للنار لخلق مناخ للبحث عن حل سياسي شامل. وأقر بأن مهمته ستكون صعبة،"ولكنها ليست مستحيلة"، وانه بمساعدة الأطراف سيحقق المزيد من النجاح. وعبّر عن انطباعات جيدة خلال زيارته الاستكشافية، بسبب تلمسه لإرادة قوية ومبادرات تهدف الى تعزيز الحوار. ولفت إلى أن أهم أولوياته هي"ما يحدده السودانيون". وأضاف:"يبدو لي أن الجميع يمضون لتعزيز التشاور والحوار". واعتبر سكرتير الشؤون الصحافية للرئيس السوداني، محجوب فضل بدري، زيارة باسول جولة تمهيدية للتعرف على وجهة نظر الحكومة قبل التفرغ للوساطة، وأكد أن الوسيط وعد ببذل كل ما في وسعه لتعليق الاتهامات التي وجهها إلى البشير مدعي المحكمة الجنائية الدولية، كاشفاً عن لقاء جمعه مع اوكامبو قبل وصوله إلى السودان. وزاد:"وعدنا بأنه سيراجع اوكامبو في قراراته لإعطاء فرصة للسلام". وأفاد بدري الصحافيين أن البشير قدم طرحاً عاماً للوسيط الجديد حول مبادرة"أهل السودان لحل أزمة دارفور"، وأضاف أن الحكومة ستمنحه المبادرة في بداية وساطته، بعدما أبلغته أن لديها وفداً تفاوضياً يملك كل الصلاحيات اللازمة. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق إن باسول أجرى اتصالات غير رسمية مع قادة الحركات المسلحة في دارفور، سيكملها الشهر المقبل، بجانب اتصالات أخرى مع مسؤوليين في الأممالمتحدة. وأكد أن باسول ابدى استعداده لاستئناف الحوار السياسي بأسرع ما يمكن، قبل أن يسعى الى توحيد حركات التمرد تحت مظلة واحدة، على ذات خطى سلفيه يان ألياسون وسالم أحمد سالم، وذكر باسول، وفق ما قال الصادق،"ان كل من يعزل نفسه عن الحوار السياسي سيتحمل مسؤوليته كاملة أمام المجتمع الدولي". وأكد تمتع باسول بالتفويض الاممي الافريقي الذي كان ممنوحاً إلى الياسون وسالم، بيد أن الوسيطين فضلا التنحي بسبب استهلاك وقت كبير من دون التوصل الى نتائج، مشيراً إلى أن باسول سيعمل على جمع المبادرات السابقة وتسخير التحركات الداخلية والاقليمية والدولية لتسريع تسوية أزمة دارفور. إلى ذلك وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس إلى الخرطوم للقاء الرئيس عمر البشير واطلاعه على الخطة العربية للتعامل مع مذكرة التوقيف التي طلبها اوكامبو في حقه. وقال ديبلوماسي عربي في الخرطوم ل"الحياة"إن الخطة تشمل"حزمة من الأفكار والمقترحات"للتعامل مع القضية، تتصل بجوانب سياسية وأخرى قانونية جرى التوصل اليها بعد مشاورات اجراها موسى مع قانونيين ووزراء عرب. وكشف أن الخطة تدعو الى تكامل مساعي الجامعة العربية مع الاتحاد الافريقي لإقرار تسوية سياسية سريعة لأزمة دارفور بعد الحصول على تعهدات من الخرطوم بتقديم تنازلات في هذا الشأن، وعقد محاكمات سودانية للمتهمين بانتهاكات في دارفور برقابة عربية وافريقية، مع تبني المجموعتين العربية والافريقية مشروعاً في مجلس الأمن بتعليق اتهامات أوكامبو الى البشير واقناع الأعضاء الدائمين في المجلس بذلك. وفي السياق ذاته، استقبل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الذي نقل اليه رسالة من البشير. وقال طه في تصريح إن زيارته الى طرابلس مفيدة وناجحة، موضحاً انه تبادل مع القذافي الرؤى حول التطورات الجارية في السودان، لافتاً إلى أن القذافي طرح افكاراً في شأن التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية واحتواء تداعيات اتهام البشير ومعالجة قضية دارفور. ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن مسؤول الشؤون الافريقية في الخارجية الليبية علي عبدالسلام التريكي وقوف بلاده مع السودان بكل الوسائل لرفض اتهامات اوكامبو واعتبرها"مؤامرة مدبرة"وخطيرة تستهدف السودان وافريقيا والوطن العربي، مشيراً إلى أن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية"غير قانونية وغير اخلاقية". وكان القذافي اطلع خلال اتصال هاتفي تلقاه من البشير ليل السبت على حيثيات اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بحقه، كما طلب البشير من القذافي مواصلة جهوده من أجل تحقيق السلام في دارفور.