سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذير من "شغب بسبب الجوع".. ومصر تسقط ديونها المستحقة على دول القارة .. ورئيس المفوضية الافريقية يدعو العالم إلى "التعبئة لحل أزمة دارفور" . قمة شرم الشيخ : أفريقيا الأكثر تضرراً من أزمة الغذاء والنزاعات تستعصي على الحل
بدا أمس أن النزاعات الأفريقية ستكون أكبر من أن تحلّها قمة شرم الشيخ التي بدأها زعماء دول القارة السمراء الذين اكتفوا بالتأكيد أن مثل هذه النزاعات داخل الدولة الواحدة أو بين دول القارة من شأنها تعطيل التنمية في أفريقيا. ولم يطرح الزعماء الأفارقة في اليوم الأول من قمّتهم في المنتجع المصري حلولاً للنزاعات في غير بلد أفريقي، وغلبت نبرة تشاؤمية على كلمات بعض الزعماء الأفارقة بخصوص إمكان حلّ الصراعات التي تشهدها القارة، سواء في إقليم دارفور السوداني أو بين السودان وتشاد، وبين اريتريا وجيبوتي، وفي زيمبابوي. لكن الزعماء أكدوا، في المقابل، خطورة هذه المشاكل على قارة هي"الأكثر تضرراً من أزمة الغذاء العالمية". وكانت القمة الحادية عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي افتتحت أمس في شرم الشيخ بمشاركة كبيرة من جانب قادة الدول الأفريقية إضافة إلى ما يزيد على 150 مراقباً يمثلون دولاً ومنظمات وهيئات دولية. وبدأت الجلسة الافتتاحية وفق التقليد المعتاد في القمم الأفريقية بعزف السلام الافريقي، وألقى الرئيس حسني مبارك كلمته أعقبه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جون بينغ ثم توالت كلمات الحضور. وعقب الجلسة العلنية عقدت جلسة مغلقة أولى اعتمد خلالها جدول الأعمال. وقال مبارك في كلمته في افتتاح القمة إن"أفريقيا هي أكثر مناطق العالم تأثراً بالأزمة العالمية الحالية وهي الأكثر تضرراً من الآثار السلبية لتغير المناخ والجفاف وتصحر الأراضي"، داعياً إلى"حوار صريح وبناء حول مشكلة الأمن الغذائي وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية يتناول أبعاد هذه الأزمة في إطار إستراتيجية عالمية شاملة". وطالب القمة ببلورة"موقف أفريقي مشترك قوي وواضح من الأزمة العالمية الراهنة .. يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في احتواء الوضع الراهن المنذر بالخطر". وأعلن أن مصر قررت إسقاط الديون المستحقة لها على عدد من الدول الأفريقية"تخفيفاً لأعبائها وتدعيماً لجهودها من أجل التنمية". وأكد أن"النزاعات والصراعات بالقارة هي التحدي الأكبر الذي يواجهها". وتحدث رئيس جمهورية تنزانيا رئيس الاتحاد الأفريقي جاكايا كيكويتي عن أهمية أن تتواصل الدول الأفريقية لتحقيق التقدم والازدهار لهذه القارة. ودعا دول الاتحاد إلى"إرسال قوات لدعم الاستقرار في الصومال"، وكذلك لحلّ النزاع بين اريتريا وجيبوتي. من جانبه، دعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى التمسك"بالصبر والمثابرة حتى يمكن التوصل إلى تسوية نهائية ودائمة للنزاعات والخلافات التي تشهدها القارة"، مشيراً إلى أن"إعادة الهدوء بين السودان وتشاد وتسوية النزاع الدائر بينهما من شأنه تخفيف حدة التوترات في المنطقة". ورأى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ أن"أفريقيا لن يتسنى لها التصدي لهذه التحديات إلا إذا تحلّت بتضامن، وإصرار أكبر وتكامل اقتصادي أكثر فاعلية"، وقال:"الواقع المستجد أظهر خطورة الأزمة الغذائية التي تجتاح عدداً من دول العالم والأقاليم عبر أنحاء العالم وافريقيا هي الأكثر تأثراً بالأزمة"، محذراً من"خطر أحداث شغب بسبب الجوع ... يجب عدم التهوين من نتائجها أزمة الغذاء المزعزعة للاستقرار". وعن الأوضاع في الصومال، قال بينغ"الوضع الإنساني والأمني لا يزال يبعث على القلق". وعن دارفور، قال بينغ:"نواجه صعوبات جمّة وعلى الرغم من الجهود الدؤوبة التي يبذلها كل من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي، فإن العملية السياسية لا تزال في طريق مسدود". وتحدثت خلال الجلسة الافتتاحية للقمة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أشا روسي ميجيرو، فأكدت أن"أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والبترول خطيرة وتهدد 100 مليون نسمة يغرقون في الفقر ... على كل الأطراف المعنية سواء الدول النامية أو المتطورة أو المنظمات الحكومية وغير الحكومية العمل سوياً لمواجهة هذه الصعوبات". أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فأكد أن"أزمة الغذاء والطاقة والمياه موضوعات على جانب كبير من الأهمية والحيوية خصوصا بالنسبة للدول النامية"، مشددا على ضرورة أن يكون هناك"موقف موحد لمواجهة تلك التحديات". وفي لوساكا رويترز، قال روبيا باندا نائب رئيس زامبيا إن رئيس البلاد ليفي مواناواسا أصيب بجلطة في مصر قبل قمة الاتحاد الأفريقي إلا أن حاله استقرت في المستشفى. وقالت مصادر مصرية ان مواناواسا 59 عاماً يعي ما حوله لكنه غير قادر على الحركة. أبرز نزاعات القارة في ما يأتي لائحة بأبرز النزاعات التي تشهدها القارة الافريقية، بمناسبة قمة الاتحاد الافريقي في شرم الشيخ: زيمبابوي: يشهد البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية تتجلى في تضخم هائل، أعمال عنف سياسية تصاعدت إثر هزيمة السلطة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في 29 آذار مارس. وأعلن زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي تخليه عن المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة وفاز فيها المرشح الوحيد الرئيس روبرت موغابي. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نتيجة الدورة الثانية من الانتخابات غير شرعية. كينيا: مع بداية 2008، واجهت كينيا أزمةنشبت بسبب اعتراض رايلا اودينغا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في كانون الأول ديسمبر وأدت الى اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي. وخلّفت أعمال العنف أكثر من 1500 قتيل و300 الف نازح. ومذاك، شكلت حكومة ائتلافية تولى اودينغا رئاستها. السودان: يشهد اقليم دارفور غرب السودان منذ شباط فبراير 2003 حربا أهلية بين المجموعات المتمردة من جهة والخرطوم والميليشيات العربية الموالية لها من جهة ثانية. وأدى النزاع الى سقوط نحو 300 الف قتيل، بحسب الأممالمتحدة، بينما تقول الخرطوم إن العدد لا يتجاوز تسعة آلاف قتيل. وفي أيار مايو، هاجم متمردون في دارفور مدينة أم درمان القريبة من الخرطوم قبل أن تصدهم القوات النظامية. واتهم السودان تشاد بدعم الهجوم. تشاد وافريقيا الوسطى: في تشاد، هاجم متمردون انطلقوا من حدود السودان في شباط فبراير العاصمة وحاصروا القصر الرئاسي قبل صدهم. وفي 11 حزيران يونيو، نفذوا هجوماً في الشرق واستولوا على مدن عدة من دون ان يبقوا فيها فترة طويلة. ومنذ 2005، يشهد شمال افريقيا الوسطى اضطرابات امنية يقف وراءها لصوص مسلحون ومتمردون وعسكريين يقومون بممارسات شاذة. ووقعت الحكومة وحركتان متمردتان اخيراً اتفاق سلام. وتقوم قوة اوروبية يوفور بالانتشار في تشاد وافريقيا الوسطى لحماية اللاجئين السودانيين من دارفور والنازحين داخل البلدين المذكورين. جمهورية الكونغو الديموقراطية: تندلع بانتظام مواجهات بين مجموعات مسلحة في شمال وجنوب كيفو على رغم ارساء وقف لاطلاق النار في نهاية كانون الثاني يناير. الصومال: تمزق الصومال حرب أهلية منذ 1991 أسفرت عن سقوط اكثر من 300 الف شخص. وتشهد مقديشو معارك منذ هزيمة"المحاكم الإسلامية"في نهاية 2006 ومطلع 2007 نتيجة هجوم للقوات الحكومية المدعومة من الجيش الإثيوبي. اوغندا: أدت الحرب الأهلية المستمرة منذ 1988 الى سقوط عشرات الآلاف من القتلى ونزوح مليوني شخص. وعلّقت المحادثات بين كمبالا ومتمردي"جيش الرب للمقاومة"بعدما أدت الى وقف لاطلاق النار في 2006. بوروندي: تواجه بوروندي صعوبة في الخروج من حرب أهلية مستمرة منذ 1993 اسفرت عن سقوط 300 ألف قتيل. ووقعت الحكومة وآخر حركات التمرد قوات التحرير الوطنية وقفاً لاطلاق النار لكن تطبيقه يتعثر بسبب قضية تقاسم السلطات. الجزائر: تبنّى"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"سلسلة هجمات في الجزائر. نيجيريا: تشهد دلتا النيجر جنوب النفطية هجمات تطال منشآت نفطية وخطف رهائن. جيبوتي واريتريا: تصاعد التوتر في نيسان ابريل بعد توغل قوات اريترية في منطقة رأس الدميرة الحدودية، حيث وقعت مواجهات بين القوات الجيبوتية والاريترية. من جهة اخرى، تشهد العلاقات بين اريتريا واثيوبيا توتراً شديداً بعد حرب حدودية بينهما ما بين 1998 و2000 اسفرت عن مقتل ثمانين الف شخص. ماليوالنيجر: يواجه البلدان حركتي تمرد للطوارق. موغابي"نجم"القمة دعا الاتحاد الأفريقي الأطراف في زيمبابوي إلى الحوار من أجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية، في حين كان الرئيس روبرت موغابي"النجم الإعلامي"لقمة شرم الشيخ بلا منازع. وفيما طالب رئيس تنزانيا رئيس الاتحاد الأفريقي جاكايا كيكويتي العالم بالمساعدة في حل الأزمة عبر العمل مع مجموعة تنمية الجنوب الافريقي"ساداك"، اعتبرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أشا روسي ميجيرو أن نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز موغابي كانت"غير عادلة". وكان المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة اعتمد في اجتماعاته أول من أمس مشروع قرار بخصوص زيمبابوي لرفعه إلى القمة الأفريقية أعرب خلاله عن"بالغ قلقه إزاء الوضع السائد وعواقبه على الاستقرار السياسي فضلاً عن آثاره على المدنيين". واستنكر مشروع القرار"أعمال العنف والخسارة في الأرواح التي وقعت في زيمبابوي قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية"، ورحب بنشر مراقبين من مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي والاتحاد الأفريقي والبرلمان الأفريقي، ودعا الأطراف كافة إلى ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال عنف وإقناع مناصريهم بوضع حد فوري لاستخدام العنف والترهيب. وقال الرئيس التنزاني كيكويتي في كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة شرم الشيخ:"هناك المزيد من التحديات الواجب مواجهتها بعد إعادة الانتخابات"، معرباً عن تضامنه مع الشعب الزيمبابوي في المعاناة التي مرّ بها خلال الفترة الأخيرة. أما رئيس المفوضية الأفريقية جان بينغ فقال:"يتعين التوقف عند هذا الموضوع ويتعين على افريقيا الاضطلاع بمسؤولياتها بالكامل وبذل كل ما في وسعها لمساعدة الأطراف الزيمبابوية على العمل معاً خدمة للمصلحة العليا لبلدها وتمكيناً لها من مواجهة تحديات الساعة". من ناحيتها، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أشا روسي ميجيرو خطورة"الأزمة الحالية في زيمبابوي التي تمثل سابقة سياسية بهذا الاتجاه"، موضحة أن"المناخ الذي جرت فيها إعادة الانتخابات لم يؤد إلى نتائج عادلة بسبب العنف والتخويف". ووضع حضور الرئيس موغابي أمس إلى شرم الشيخ ومشاركته في أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة حداً للتكهنات التي كانت تحيط بإمكان عدم مشاركته في ضوء الظروف السياسية الداخلية المتعلقة بالانتخابات في بلاده، واتجهت أنظار الإعلاميين المشاركين في تغطية فعاليات القمة والذين كانوا يتابعون وقائع الجلسة عبر شاشات خارج قاعة الاجتماع لمقعد زيمبابوي للتأكد من أن موغابي سيشغل بنفسه هذا المقعد. وحرص موغابي - الذي وصل صباح أمس إلى مطار شرم الشيخ - على أن يظل مشاركاً في الجلسة حتى نهايتها.