انطلقت أمس بشرم الشيخ في مصر القمة الأفريقية الحادية عشرة في أجواء تهيمن عليها الأزمة السياسية بزيمبابوي. ومن المقرر أن تبحث القمة أيضا قضايا التوتر بين تشاد والسودان، إضافة إلى الاضطرابات على الحدود بين إريتريا وجيبوتي. وتستأثر مشاركة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في القمة بالاهتمام، خصوصا في ظل ردود الفعل الدولية التي خلفتها نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في البلاد وأداء موغابي مراسم تنصيبه لفترة رئاسية سادسة. وكان موضوع زيمبابوي الذي لم يدرج رسميا على جدول الأعمال، قد هيمن على أعمال اجتماعات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي الذي عقد الجمعة. ومن جهته أنهى مجلس السلم والأمن في الاتحاد والمكلف الوقاية من النزاعات في القارة أمس اجتماع قمة من دون أن يصدر عنه أي موقف علني من هذه الأزمة، حيث قرر أعضاؤه رفع الملف إلى القمة. وكانت تقارير صحفية أشارت في وقت سابق إلى أن هناك انقساما في صفوف الدول الأفريقية تجاه التعاطي مع هذه القضية، حيث يرفض الاتحاد الأفريقي إدانة موغابي, فضلا عن دعم الوساطة التي يقوم بها مبيكي المكلف من مجموعة التنمية الاقتصادية لأفريقيا الجنوبية.ومن المقرر أن يبحث المجلس أيضا أزمات أفريقية أخرى مثل الصومال وإقليم دارفور بالسودان والوضع المتوتر على الحدود بين جيبوتي وإريتريا.وذكرت مصادر دبلوماسية أمس أن الاتحاد أدان إريتريا بسبب قيامها بما وصفه عملا عسكريا ضد جيبوتي، وطلب من أسمرا سحب قواتها من على الحدود. واتهمت جيبوتي جارتها إريتريا في وقت سابق من الشهر الجاري بحشد قواتها عبر الحدود، ما أدى إلى اشتباكات خلفت مقتل 12 جنديا.وفي المقابل رفضت إريتريا قبول فريق تحقيق تابع للاتحاد الأفريقي، ونفت الاتهامات الموجهة إليها في وقت دعا فيه مجلس الأمن الدولي إلى إرسال بعثة من الأممالمتحدة لتقصي الحقائق في البلدين. وموازاة مع ذلك وجه القادة الأفارقة في اجتماع القمة ال19 لمبادرة الشراكة من أجل التنمية في أفريقيا (نيباد) بشرم الشيخ، انتقادات شديدة للمؤسسات الدولية والدول الكبرى المتقدمة صناعيا لعدم وفائها بالتزاماتها نحو التنمية في أفريقيا.