سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم المعارضة يتهم الرئيس الجنوب أفريقي بمحاولة انتزاع اعتراف إقليمي بشرعية نظيره الزيمبابوي . موغابي يسارع الى إعلان فوزه بالرئاسة مجدداً والمراقبون الأفارقة يعتبرون الانتخابات غير نزيهة
أعلن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي أمس، فوزه في الانتخابات الرئاسية التي لم ينافسه فيها أحد، فيما تعالت أصوات داعية الاتحاد الأفريقي الى عدم الاعتراف خلال قمته بتنصيب موغابي، أكبر رؤساء أفريقيا سناً. ورفض زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي دعوة وجهها إليه موغابي لحضور مراسم تنصيبه أمس. ودعا زعيم المعارضة القمة الأفريقية الى عدم الاعتراف بالرئيس، متهماً رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي الوسيط الإقليمي في الأزمة، بالضغط على نظرائه الأفارقة لانتزاع اعتراف بشرعية إعادة انتخاب موغابي لولاية رئاسية جديدة. في الوقت ذاته، أكد مراقبو البرلمان الأفريقي ان الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في زيمبابوي"لم تكن حرة ولا نزيهة"، داعين الى تنظيم عملية اقتراع جديدة. وقال رئيس بعثة المراقبين مارويك خومالو في مؤتمر صحافي في هراري أمس، ان"الجو السائد في البلاد لم يسمح بإجراء انتخابات حرة وعادلة وتتمتع بالصدقية". وأضاف خومالو الذي يقود وفداً يضم خمسين مراقباً:"يجب توفير الشروط لإجراء انتخابات حرة وعادلة وتتسم بالصدقية في أسرع وقت ممكن". ولم ينتظر موغابي 84 سنة الذي يمارس السلطة منذ 28 سنة، إعلان النتائج الرسمية للاقتراع من جانب اللجنة الانتخابية التي قالت إنها تنتظر جمع أصوات تسعة آلاف مركز اقتراع. وأعلن الناطق باسم اللجنة اوتويل سيلايغوانا:"ما زلنا نتلقى النتائج من دوائر عدة، ويستحيل القول متى ستعلن النتيجة لأننا ننتظر بعضها من مناطق نائية". لكن موغابي مضى في مراسم تنصيبه كي يتمكن بعد ذلك من التوجه الى قمة الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ مصر. ودعيت وسائل الإعلام المعتمدة في زيمبابوي الى مقر الرئاسة لحضور مراسم التنصيب التي أجريت في حديقة الرئاسة. وخلال تشييع جنازة جدة زوجته في قرية شيكومبا جنوب هراري أول من أمس، خاطب موغابي مواطنيه قائلاً:"أشكركم للطريقة التي صوتم بها، حققنا انتصاراً كاسحاً". في المقابل، رفض زعيم المعارضة دعوة لحضور مراسم التنصيب. ودعا أفريقيا الى عدم الاعتراف بإعادة انتخاب موغابي، لكنه قال انه ملتزم بالتوصل الى تسوية من خلال التفاوض للأزمة السياسية في البلاد. وقال تسفانجيراي ان"التنصيب بكامله لا معنى له في ما يعنيني، ولذلك لا يمكنني ان ادعم مناورة أعارضها بالكامل والعالم بكامله دانها، لن يعطي شعب زيمبابوي لهذه المناورة الشرعية والدعم". وفي ما يتعلق بإجراء محادثات مع النظام، قال تسفانجيراي:"لا توجد محادثات جارية لكن الحركة من اجل التغيير الديموقراطي المعارضة تبقى ملتزمة بتسوية من خلال التفاوض من أجل شعب زيمبابوي. نحن نضع الأمر بين يدي الاتحاد الأفريقي وأتمنى انه من الآن فصاعداً ان يكون ممكناً بدء عملية مقبولة من الطرفين". وفي مقابلة مع صحيفة"ذي صنداي تلغراف"اللندنية، قال تسفانجيراي:"يجب أن نجذب الرجل العجوز موغابي الى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن". وأضاف:"ليس من المستغرب التوصل الى ترتيب ما احتمال أن يبقى موغابي في منصبه مع صلاحيات فخرية"وهذا الأمر يتوقف برأي تسفانجيراي على نتيجة المفاوضات. وأشار تسفانجيراي الى معلومات تلقاها وتفيد ان الرئيس مبيكي يحض الاتحاد الأفريقي على اتخاذ قرار"بالاعتراف بشرعية إعادة انتخاب موغابي. وأضاف ان"الترويج لموغابي في هذه الظروف يتعارض مع رأي الجزء الأكبر من الأسرة الدولية ويتجاهل مشاعر سكان زيمبابوي ويقوض من جديد صدقيته كوسيط"في الأزمة في زيمبابوي. وكان نظام موغابي ارتكب أعمال عنف شديدة ضد أنصار المعارضة أو من يشتبه في انه من مواليها بعد نكسته في الانتخابات العامة في 29 آذار مارس الماضي، عندما فقد الهيمنة على البرلمان. وانسحب زعيم المعارضة من السباق الرئاسي بعدما حل في المقدمة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، وذلك احتجاجاً على"حملة عنف شنيعة". وقال تسفانجيراي انه تم ترحيل 200 ألف شخص وأصيب عشرة آلاف ناشط في حزبه بجروح في حين قتل تسعون منهم منذ 29 آذار. وفي حين دانت البعثة البرلمانية الأفريقية أعمال العنف بين الجولتين، ما زال الاتحاد الأفريقي يتمسك بالحذر في حين يواجه ضغطاً لا سيما اثر دعوة الدول الغربية قمة شرم الشيخ الى إعلان عدم شرعية الحكومة المنبثقة من الاقتراع. وعلى رغم ان الزعماء الغربيين اعتبروا الاقتراع"مهزلة انتخابية"، امتنع مبيكي عن اتخاذ موقف علني وتوجه الى شرم الشيخ.