سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قلق افريقي بعد انسحاب تسفانجيراي من السباق الرئاسي ورايس تشكك بشرعية الانتخابات . نظام موغابي يواصل حملته على المعارضة وزعيمها يلجأ الى السفارة الهولندية في هراري
دعا النظام الحاكم في زيمبابوي بقيادة الرئيس روبرت موغابي زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي الى العودة عن قراره الانسحاب من السباق الرئاسي، فيما أكد المسؤولون في هراري ان الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر يوم الجمعة المقبل، على رغم قرار تسفانجيراي. ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن وزير الخارجية ماكسيم فرهاغن قوله ان زعيم المعارضة في زيمبابوي لجأ الى سفارة هولندا في هراري، فيما دهمت الشرطة مقر حركة التغيير الديموقراطي، حزب المعارضة الرئيسي، بزعامة تسفانجيراي، واعتقل في عملية الدهم 60 من أنصار الحركة. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان إجراء انتخابات إعادة حرة ونزيهة في زيمبابوي سيكون امراً مستحيلاً في ظل هذا الوضع، معتبرة ان النظام الذي سينتج منها لن يكون شرعياً. وكان تسفانجيراي ابدى استعداده للتفاوض مع الحزب الحاكم شرط توقف"العنف السياسي أولاً"، لكنه لم يربط التفاوض بعودته عن قراره الانسحاب من الانتخابات الرئاسية. وفي وقت دانت عواصم إقليمية وعالمية تصرفات نظام موغابي التي أدت الى انسحاب زعيم المعارضة من السباق الرئاسي، قال مساعد وزير الإعلام في زيمبابوي برايت ماتونغا للإذاعة الجنوب أفريقية العامة:"من المؤسف ان يقرر تسفانجيراي الانسحاب من هذه الانتخابات. أدعوه وحزبه الى التفكير مرتين والمشاركة في هذه العملية الديموقراطية". وأوردت صحيفة"ذي هيرالد"الرسمية أمس، ان نظام زيمبابوي دعا أنصاره الى مواصلة حملتهم تمهيداً للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مشككة في انسحاب زعيم المعارضة. ونقلت الصحيفة عن وزير العدل باتريك شيناماسا قوله:"انها المرة الحادية عشرة التي يهدد فيها تسفانجيراي بالانسحاب من الدورة الثانية"للانتخابات. وأضاف شيناماسا الناطق باسم الحزب الحاكم أيضاً، ان الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي - الجبهة الوطنية زانو،"لا يأخذ هذا التهديد على محمل الجد. انه قديم وسنواصل حملتنا من أجل الفوز الجمعة". وتزايد القلق داخل أفريقيا وخارجها في شأن العنف الذي قال تسفانجيراي انه أودى بحياة 90 من مؤيديه. وقال زعيم حركة التغيير الديموقراطي للإذاعة الجنوب أفريقية:"نحن مستعدون للتفاوض مع الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي، لكن من المهم القبول ببعض المبادئ قبل بدء المفاوضات. ومن الشروط المسبقة ضرورة وقف العنف ضد الناس". ورأى تسفانجيراي ان مؤيدي حركته سيخاطرون بحياتهم إذا اقترعوا ضد موغابي الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980 بسبب الهجمات الوحشية التي يشنها أنصار"زانو". وتعهد موغابي 84 سنة بعدم تسليم السلطة الى المعارضة واتهمها بالعمالة للغرب. ونفى مسؤولية أنصاره عن العنف الانتخابي وحمل المعارضة المسؤولية. وناشدت حركة التغيير الديموقراطي المعارضة المجتمع الدولي خصوصاً الاتحاد الأفريقي ومجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية سادك الضغط على موغابي لحسم الأزمة الاقتصادية والسياسية التي دفعت ملايين السكان الى اللجوء الى الدول المجاورة. الاتحاد الأفريقي وجاء رد الفعل سريعاً من جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذي قال امس، ان أعمال العنف التي رافقت الانتخابات في زيمبابوي، مثار قلق بالغ وان الاتحاد بدأ مشاورات في شأن الخطوات التي سيتخذها. وذكر بينغ في بيان انه يتابع عن كثب تطورات الأحداث في زيمبابوي بما في ذلك قرار المعارضة الانسحاب من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية. وتابع البيان ان"هذا التطور وأعمال العنف المتصاعدة قبل الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة، مثار قلق بالغ من جانب مفوضية الاتحاد الأفريقي". وأشار البيان الى ان بينغ بدأ مشاورات مع رئيس الاتحاد الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي ورئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي الذي يرأس مجموعة التنمية الإقليمية، لتحديد الوسيلة المثلى لمساعدة الاتحاد الأفريقي في الأمر. وأورد البيان ان"رئيس المفوضية الأفريقية يؤكد الحاجة الى ممارسة كل الأطراف المعنيين في زيمبابوي ضبط النفس، داعياً الى إنهاء كل أعمال العنف على الفور". وأضاف البيان:"يدعو رئيس المفوضية الأحزاب في زيمبابوي الى العمل معاً للتغلب على التحديات التي تواجه بلادهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها". وأعلنت وزارة الخارجية الانغولية أمس، ان وزراء خارجية دول"سادك"اجتمعوا في لواندا لمناقشة الأزمة في زيمبابوي. وكان رئيس زامبيا ليفي مواناواس طالب مراري بتأجيل الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية"لتفادي كارثة في المنطقة". وقال ان الموقف في زيمبابوي يشكل"حرجاً كبيراً لنا كلنا". بريطانيا مع إجراءات صارمة وحضت بريطانيا المجتمع الدولي أمس، على إقرار إجراءات صارمة ضد حكومة موغابي لإنهاء"المأساة"التي تعيشها زيمبابوي. وقال مارك مالوك براون وزير الدولة البريطاني للشؤون الأفريقية، ان ممارسة الزعماء الأفارقة الضغط على موغابي أمر حيوي، بعدما انسحب المرشح الرئيسي للمعارضة من الانتخابات الرئاسية. وأضاف ل"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي:"ينبغي ان يتخذوا موقفاً حاسماً الآن واعتقد بأن هناك أملاً بأن يفعلوا، في الاتحاد الأفريقي وفي الاتحاد الأوروبي وفي الأممالمتحدة، ينبغي ان يتفق العالم على إجراءات صارمة لإنهاء هذه المأساة في أسرع وقت ممكن". وأشار مالوك براون لتنامي الإدانة من الدول الأفريقية للأزمة السياسية في زيمبابوي والعنف. وقال لتلفزيون"سكاي نيوز":"أعلنت دولة تلو الأخرى ان هذا الوضع يجب ان يتوقف."وأضاف ان هناك الكثير من العقوبات التي يمكن ان يفرضها المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على زيمبابوي. وسئل عما إذا كان رئيس جنوب أفريقيا الذي يرأس جهود التفاوض لحل الأزمة بين موغابي وزعيم المعارضة يبذل جهداً كافياً، فأجاب :"لا اعتقد ان جميع القادة الأفارقة يشاركون الرئيس ثابو مبيكي توجهه في الوقت الحالي". كذلك أعلنت الحكومة الأسترالية انها تتطلع الى رفع مستوى العقوبات ضد زيمبابوي ودعت الدول الأفريقية الى بذل المزيد ضد النظام"الوحشي"لموغابي. وقال وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث انه متعاطف مع تسفانجيراي في شأن قراره الانسحاب بسبب مخاوف العنف والترهيب وتزوير الانتخابات. وقال سميث ان استراليا تدرس الآن إضافة عقوبات على القيود المالية الحالية وحظر التأشيرات الذي فرض على أنصار وأصدقاء نظام موغابي في عام 2006، إضافة الى حظر على بيع أسلحة.