سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ميدفيديف يغمز من قناة الأميركيين ... وتطابق في نظرة الجانبين الى الأزمات الدولية . القمة الروسية - الأوروبية : صفحة جديدة تؤسس لشراكة وتفاهم حول أمن القارة
فتحت القمة الروسية - الأوروبية التي اختتمت أعمالها في سيبيريا أمس، صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، وأطلقت الحوار لتجديد اتفاق الشراكة والتعاون وتقريب وجهات النظر حول قضايا الأمن في القارة، فيما غمز الجانب الروسي من قناة الولاياتالمتحدة، إذ اعتبر الرئيس ديمتري ميدفيديف أن روسيا ودول الاتحاد"قاد رة على ضمان الأمن في ما بينهما، في شكل مشترك ومن دون تدخل خارجي". وجاءت نتائج القمة التي اختتمت أعمالها أمس في مدينة خانتي مانسيسك، على هوى موسكو، ووصفها مراقبون في روسيا بأنها"قمة الآمال الكبرى"، إذ أعلن الطرفان خلالها عن إطلاق حوار بهدف وضع اتفاق جديد للشراكة والتعاون ينتظر أن تتبلور صيغته النهائية منتصف العام المقبل. وأكد بيان مشترك صدر عن القمة أن الطرفين"اتفقنا على أن يهدف العمل إلى إبرام اتفاق إستراتيجي يضع أساساً شاملاً للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور، ويساعد في تطوير طاقات التعاون بينهما". وحددت القمة الرابع من تموز يوليو المقبل، موعداً لبدء المحادثات في بروكسيل حول الاتفاق الجديد. وشكلت قضية الأمن في القارة الأوروبية، البند الثاني الأساسي الذي عكس تطابقاً في مواقف الجانبين اللذين أكدا أهمية العمل المشترك من أجل ضمان الأمن الإستراتيجي في أوروبا والعالم. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا:"لا يمكن مواجهة التهديدات التي تواجه الأمن العالمي من دون روسيا والاتحاد الأوروبي". وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك في ختام القمة أن الجانبين ناقشا المسائل المتعلقة بالأمن و"توصلنا الى استنتاج يؤكد استحالة حل الكثير من المشاكل الحالية والمستقبلية من دون إقامة علاقات وثيقة وعميقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي". وأشار سولانا الى أن قضايا الطاقة ومكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل تدخل عميقاً في مصالح الجانبين. في المقابل، شدد الرئيس الروسي على"تطابق المواقف الأساسية"لروسيا والاتحاد الأوروبي تجاه قضايا الأمن في القارة. وجدد موقف بلاده المعارض للخطط الأميركية في أوروبا وخصوصا نشر الدرع الصاروخية التي اعتبر أنها تشكل تهديداً للأمن الأوروبي. وفي محاولة لحشد تأييد أوروبي للموقف الروسي، دعا ميدفيديف القادة الأوروبيين إلى"إجراء مزيد من الدراسة لهذا المشروع"، وقال إن أوروبا"هي بيت مشترك للبلدان الأوروبية التي تعتبر مالكة لهذه القارة، ويتعين عليها أن تدرك واجباتها في الحفاظ على هذا البيت"، محذراً من أن على البلدان الأوروبية"ألا تعتمد في ذلك على الآخرين"، في إشارة مباشرة إلى الأميركيين. وإضافة إلى ملفات العلاقات الثنائية التي كان ينتظر أن تكون الأكثر صعوبة، ظهر تقارب في المواقف بين الجانبين في القضايا الدولية والإقليمية، إذ أكد ميدفيديف في المؤتمر الصحافي أن الجانبين يدعوان الى حل النزاعات من دون اللجوء إلى القوة، في إشارة إلى الملف الإيراني. وقال الرئيس الروسي:"تبادلنا الآراء حول المواضيع الدولية المهمة، بما في ذلك قضايا الأمن الأوروبي، والنزاعات المجمدة، ومواقفنا الأساسية متطابقة، وتستند الى التمسك بالقانون الدولي والوسائل السياسية وغير العسكرية لحل النزاعات، وتعزيز مبادئ العمل الجماعي والمتعدد الأطراف في السياسة العالمية". وأكد أن روسيا والاتحاد الأوروبي يتمتعان بخبرة تعاون كبيرة في السياسة الخارجية، ومستعدان للقيام بخطوات عملية لتوطيد الاستقرار والأمن في أوروبا والعالم. ملف الطاقة وشغل ملف إمدادات الطاقة إلى أوروبا، حيزاً مهماً من النقاش. وعكس المؤتمر الصحافي المشترك تقارباً في وجهات النظر حيال هذا الملف، إذ أكد ميدفيديف أهمية إنجاز كل المشاريع الهادفة لضمان استقرار الإمدادات، مشيرا إلى مشروعي أنابيب الغاز الشمالي والجنوبي اللذين يتضمنان مد خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى شمال أوروبا وجنوبها. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن الاتحاد الأوروبي سيؤيد مشروع خط الغاز الشمالي في حال تم التوصل إلى حل المسائل المتعلقة بالاعتبارات البيئية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يستجيب للاحتياجات الأوروبية، ويشكل جسراً مهماً للطاقة يربط روسيا بالاتحاد الأوروبي.