رحبت موسكو بقرار الاتحاد الأوروبي القاضي بالموافقة على بدء المفاوضات مع روسيا حول اتفاق الشراكة الإستراتيجية، وعبر المتحدث الرسمي للخارجية الروسية "أندري نيستيرينكو" عن ترحيب موسكو بهذا القرار، مؤكداً على استعداد بلاده لبدء المحادثات في اقرب وقت ، معبرا في الوقت ذاته عن أمل روسيا في أن يتمكن الاتفاق الجديد حول التعاون الإستراتيجي من تقريب الجانبين بشكل حقيقي وعلى أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتطابق المواقف تجاه القضايا الرئيسية للأمن. من جانبه أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي "ميخائيل مارجيلوف" على ثقته من نجاح مفاوضات روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن المفاوضات لن تكون سهلة إلا أنه ستُتكل الجهود المبذولة بتوقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية، منوهاً إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي في بدء المفاوضات مع روسيا دليل على عزم دول الاتحاد للتعاون مع روسيا. وقد وافقت دول الاتحاد الأوروبي على بدء المفاوضات مع روسيا حول اتفاق الشراكة الإستراتيجية وبعد توقف اقترب من الثمانية عشر شهراً بسبب الاعتراض البولندي ومن بعده الاعتراض الليتواني الذي لم يصمد طويلاً أمام الضغوط الأوروبية حتى تخلت عنه ليتوانيا. ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات خلال القمة القادمة بين الجانبين والتي سيشهدها إقليم سيبيريا الروسي خلال الفترة من 26إلى 27من يونيو القادم، والتي يرى فيها المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية "خافيير سولانا" أنها ستكون مفيدة للجانبين، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن يكون للاتحاد الأوروبي علاقات إستراتيجية طويلة الأمد مع دولة كبرى مثل روسيا، خاصة في ظل الارتباط الاقتصادي بين الجانبين لاسيما في قطاع الطاقة، في الوقت الذي اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الاتحاد أنه يجب أن تنطلق المفاوضات مع روسيا على أساس من الصداقة، منوهاً إلى أن روسيا لا تمثل تهديداً لأوروبا. وبالتزامن مع هذه الأجواء التفاؤلية تستضيف العاصمة الألمانية، الشريك التجاري الأكبر لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، المؤتمر السنوي للطاقة الدولية والذي يحمل هذا العام شعار "حوار الطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي - قطاع الغاز"، حيث سيناقش المشاركون مع الوفد الروسي آفاق التعاون بين الجانبين في هذا القطاع ودور روسيا في تأمين الطاقة لأوروبا مع حماية البيئة. وعلى الرغم من أن القرار الأوروبي قد حطم حاجزاً قوياً مع روسيا، إلا أنه لا يخلو من دلالة سياسية قوية خاصة وأن الجانبين على أعتاب قمة يرأس الجانب الروسي فيها ولأول مرة "ديمتري ميديفديف" الذي يعول عليه قادة أوروبا في أن يقود العلاقات الثنائية إلى اتجاه أكثر اتفاقاً، مع تعاظم دور عدد كبير من دول أوروبا الداعية لضرورة تمهيد كافة الظروف المناسبة لميدفيديف بهدف تحسين العلاقات بين الجانبين، بالإضافة إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي إنما هو مجرد تدشين للمفاوضات وصولاً لاتفاق شراكة استراتيجية لم تتحدد معالمه بعد، حيث لا تزال هناك العديد من الملفات الشائكة بينهما والتي تمثل خلافاً حاداً كالطاقة وحقوق الإنسان.