أسفرت القمة الروسية – الأوروبية في ستوكهولم عن تقدم وصفه سياسيون روس بأنه «مهم للغاية» خصوصا أنه جاء على أعتاب «تغييرات كبيرة يشهدها الإتحاد». وحمل اللقاء الأخير الذي ضم قادة روسيا والاتحاد الأوروبي قبل التغيير الذي سيسفر عن إنتخاب رئيس للإتحاد تطورين مهمين بالنسبة الى الجانب الروسي تمثل أحدهما في إعلان السويد إنضمامها إلى مشروع شبكة أنابيب مد الغاز الطبيعي «التيار الشمالي». وهو الخط الذي سيمكّن روسيا من نقل غازها إلى مستهلكيه في وسط وغرب أوروبا بطريقة مباشرة ومن دون عبور الأراضي الأوكرانية. واعتبر خبراء روس أن أوروبا «أعطت عمليا إشارة مهمة إلى تطلق تنفيذ المشروع الذي سيضمن استقلال القارة كمستورد للغاز الطبيعي الروسي وعدم رضوخها للمزاج السياسي من بلدان الترانزيت». وكانت الدنمارك وفنلندا وعدد آخر من البلدان الأوروبية أعلنت دعمها للمشروع واستعدادها للمشاركة فيه. واعتبر إعلان الإتحاد الأوروبي عن تأييده لانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية «في أسرع وقت» تطوراً آخر قابله الروس بالرضا وهو أمر وصفه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأنه «دليل إلى تزايد اهتمام أوروبا بضرورة تحسين العلاقات مع روسيا». ورجح ميدفيديف أن يكون قرار تكوين اتحاد جمركي يجمع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان هو السبب وراء تزايد اهتمام الأوروبيين بهذا الموضوع، متعهداً بأنه سيختار في أقرب وقت أقصر طريق للانضمام إلى المنظمة، واحداً من خياري الانضمام ضمن الاتحاد الجمركي أو بشكل منفرد. ووصف الجانبان القمة بأنها «ناجحة»، على رغم تطرقهما إلى مسائل خلافية على رأسها تداعيات الحرب مع الروسية – الجورجية صيف العام الماضي. كما أعرب الأوروبيون عن «قلق متزايد» إزاء وضع الناشطين في مجال حقوق الإنسان في روسيا بينما لفت الروس أنظار الأوروبيين إلى رفض السويد تسليم «إرهابيين شيشانيين مطلوبين للقضاء الروسي». وأكد ميدفيديف في مؤتمر صحافي عقده في ختام القمة على أمل بلاده في أن ينتهي العمل على اعداد النص للمعاهدة الاساسية بين روسيا والاتحاد الاوروبي في اسرع وقت. وأشار إلى أن المحادثات «تسير بشكل جيد. ويجري الآن تنسيق بشأن أبواب الوثيقة». ولفت ميدفيديف إلى الحاجة «الى حلول وسط في بعض المجالات»، في إشارة مباشرة إلى ملفات خلافية مازالت عالقة. وبخلاف الوضع بالنسبة إلى معاهدة الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين أكد ميدفيديف أن روسيا والاتحاد الاوروبي توصلا الى تفاهم بخصوص التعاون في مجال الطاقة وخصوصاً في مسألة ضمان امن الطاقة في اوروبا. وأوضح «تحدثنا حول تطوير المشاريع الاقتصادية الكبرى وتناولنا مسألة التعاون في مجال الطاقة وتطوير أمن الطاقة وضمان امن الطاقة في اوروبا». وحول القضايا الدولية قال ميدفيديف: «ليست لدينا خلافات مع الاتحاد الاوروبي بشأن القضايا الدولية الرئيسية»، مشيراً إلى أن الجانبين تناولا «البرنامج النووي الايراني والوضع في افغانستان وباكستان، واعتقد ان تعاوننا مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في هذه المسائل بناء جداً. ولا توجد خلافات بيننا». وفي شأن التطورات الجارية في أوروبا قال ميدفيديف ان توقيع معاهدة لشبونة الاوروبية سيساعد في تطوير العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. وزاد أن بلاده تأمل في ان يساعد النظام الجديد لعقد القمم واستقرار مسألة قيادة الاتحاد الاوروبي في تعزيز علاقات الطرفين.