في الزمن الغابر كان الانسان يعرف زيت الزيتون فقط، الى أن حلت العصور الوسطى، فبات العالم يسمع بزيوت أخرى مثل زيت الجوز، وزيت البنفسج، وزيت الكولزا، وزيت السلجم الحقلي. وشيئاً فشيئاً جاءت زيوت أخرى لتطغى عليها من بينها زيت الفستق، وزيت دوار الشمس، وزيت فول الصويا، وزيت الذرة، وزيت القطن وغيرها. لم يكن اقبال الناس في البداية على الزيوت النباتية، من أجل دوافع صحية، بل نتيجة عجز الادهان الحيوانية عن تلبية الحاجات الاستهلاكية المتزايدة، مع زيادة اعداد البشر، غير أن الخبرة والتجربة والبحث ساهمت في الكشف عن اضرار الدهون الحيوانية، وفي اظهار مزايا الزيوت النباتية وفوائدها، فكان التوجه نحو استخدام هذه الاخيرة أكثر فأكثر على حساب الدهون الحيوانية. تتمتع الزيوت النباتية بقيمة غذائية ممتازة نظراً الى ما تحتويه من عناصر أساسية مفيدة في تنشيط عصارات الكبد والمرارة: وتنظيف الامعاء ومنع تكدس الشحوم في العروق الدموية، هذا عدا خلوها من مادة الكوليسترول المتهمة بأنها وراء الاصابة بالأمراض القلبية الوعائية. ومن العلامات الفارقة المهمة التي تميز الزيوت النباتية، هو غناها بالأحماض الدهنية وحيدة وعديدة عدم الاشباع التي لها دور لا يستهان به في خفض مستوى الكوليسترول السيئ الضار بالقلب والشرايين، وذلك بعكس الدهون الحيوانية التي تعج بالأحماض الدهنية المشبعة التي تزيد من مستوى الكوليسترول في الدم. أما عن أنواع الزيوت النباتية فهي الآتية: - زيت الزيتون، يتصف هذا الزيت بغناه بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الاشباع 75 في المئة، وهذه النسبة العالية تجعل منه مفيداً للقلب وواقياً من خطر التعرض لنقص التروية القلبي، اضافة الى دوره في معالجة اضطرابات المعدة والوقاية من سرطان القولون، ومكافحة الامساك، عدا عن غنى هذا الزيت بالفيتامين E المضاد للأكسدة. - زيت الكانولا الغني بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع وعديدة عدم الاشباع التي تخفض من مستوى الكوليسترول السيئ، وتحمي من وقوع الجلطات الدموية. - زيت الذرة الذي يحتوي على نسبة أقل من الأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع 24 في المئة مقارنة مع زيت الزيتون 75 في المئة. في المقابل فإن زيت الذرة أغنى بالأحماض الدهنية عديدة عدم الإشباع. - زيت عباد الشمس الذي أصبح الطاغي في الأسواق على حساب زيت الفستق، الذي كان يحتل المرتبة الأولى. وهو زيت غني جداً بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع، كما أنه غني جداً بالفيتامين E. وهو زيت صالح للطبخ. - زيت الكولزا الذي أكدت الأبحاث أهميته في حماية القلب والأوعية الدموية، وهو يعد من أفقر الزيوت بالأحماض الدهنية المشبعة ولا يصلح للطبخ. - زيت بذور العنب، ويتميز بغناه بمركبات البولي فينول المضادة للأكسدة والواقية من خطر التعرض للسرطان. ويملك هذا الزيت قدرة عجيبة في منح البشرة النضارة والشباب. - زيت فول الصويا الغني بالأحماض الدهنية"أوميغا - 3"التي لا يستطيع الجسم صنعها، ولهذه الأحماض دور كبير في الحفاظ على الصحة خصوصاً صحة القلب والدماغ والأوعية الدموية. - زيت الجوز الذي أفادت الأبحاث في السنوات الأخيرة انه مهم في خفض مستوى شحوم الدم، إضافة الى احتوائه على حمض"ايلاجيك"المضاد للأورام وهو غير صالح للقلي ولكنه مناسب للسلطة. - زيت الكتان، وهو من أغنى الزيوت بالأحماض الدهنية"أوميغا - 3"ولا يصلح للطبخ. - زيت السمسم ذو الرائحة القوية، والغني بالفيتامينات وبعض المعادن. - زيت بذور القرع، وهو مصدر جيد لفيتامين A و E، ومعدن الزنك والأحماض الدهنية "أوميغا - 3" و "أوميغا - 6".