تفيد المعلومات المتوافرة ل "الحياة" ان استمرار برنامج "التطبيع" السوري - الفرنسي وبناء الثقة المتبادل بين البلدين، سيؤدي الى قيام الرئيس نيكولا ساركوزي بزيارة لدمشق في آب اغسطس المقبل، ثم قيام وفد اقتصادي سوري كبير بزيارة لباريس في تشرين الاول اكتوبر المقبل. ويتضمن البرنامج قيام وزير الخارجية وليد المعلم بزيارة للعاصمة الفرنسية في 4 تموز يوليو المقبل لترتيب جدول اللقاء الثنائي المقرر بين الرئيس بشار الأسد ونظيره الفرنسي في 12 الشهر المقبل عشية انعقاد قمة"عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط"في اليوم التالي بمشاركة 39 زعيما وممثل دولة اوروبية وعربية تطل على البحر المتوسط. وتأتي زيارة المعلم بعد اجتماع كبار الموظفين في الدول المتوسطية لوضع اللمسات الاخيرة على الاعلان السياسي الخاص ب"الاتحاد المتوسطي"واقرار الأمور الإجرائية وتثبيت النقاط الواردة في مسودة البيان، خصوصا في ما يتعلق بتأكيد مرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ"الارض في مقابل السلام"ومبادرة السلام العربية لحل الصراع العربي -الاسرائيلي. وسعى الجانب الفرنسي الى ترتيب لقاء بين الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على هامش انعقاد القمة المتوسطية، غير ان دمشق رفضت ذلك، اذ قال الرئيس السوري ان لقاء اولمرت"ليس كاحتساء الشاي. اجتماعي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون بلا معنى من دون أن يضع التكنوقراط الأساس"المتعلق بالاتفاق على عناصر اتفاق السلام والانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان. لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية قالت ل"الحياة"ان الاسد سيشارك في اجتماع القمة المتوسطية والغداء الرسمي اللذين سيعقدان في 13 الشهر المقبل، بمشاركة ممثلي الدول المتوسطية ومن بينهم اولمرت، علماً ان مسؤولين سوريين كانوا شاركوا في السنوات الاخيرة في اجتماعات"يورو ميد"بمشاركة نظرائهم الاسرائيليين شرط ان تعقد هذه الاجتماعات في دول اوروبية. وتابعت المصادر ان الجانب الفرنسي أمل من المسؤولين السوريين الاقدام على سلسلة من الامور التي توفر"قاعدة النجاح"لزيارة الاسد لباريس كي"تكون اعلانا رسميا بانتهاء العزلة"، من بين ذلك"تسهيل"تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، واطلاق سجناء سياسيين ل"اسباب انسانية"، والاستمرار في المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل. وعلم ان مسؤولين اوروبيين اتصلوا بنظرائهم الاتراك ل"التحقق من مدى الجدية". ويتضمن برنامج"التطبيع"ايضا قيام نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري بزيارة لباريس نهاية الشهر المقبل، وصولا الى مجيء ساركوزي الى دمشق في آب المقبل، وسط اعتقاد بأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان سيدشن"عملية تطبيع العلاقات السورية - اللبنانية، بما في ذلك اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين". ولوحظ ان بدء"الصفحة الجديدة"في المجال السياسي بين دمشق وباريس بعد سنوات من القطيعة، بدأ يأخذ ابعادا اقتصادية وثقافية، اذ ابدى رئيس شركة"لافارج"الفرنسية برونو لافون استعداد الشركة لإقامة مشاريع كبرى في دمشق بعدما وقعت عقدين للاسمنت بقيمة 1.2 بليون دولار. كما بحث الدردري اول من امس مع الامين العام لمعاهدة ميثاق الطاقة الفرنسي اندريه مونيه في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وافتتح قبل يومين معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان"سورية تعرض نفسها في مونمارت"، وذلك بعد ايام على زيارة وزير الثقافة رياض نعسان أغا لباريس في اول زيارة لوزير سوري منذ اربع سنوات. كما ان القائمين على اذاعة"مونت كارلو"الناطقة باللغة العربية يزورون دمشق حاليا بحثا عن فريق اعلامي جديد وتوقيع اتفاقات تعاون لإعطاء حيز اكبر في مساحات بث الاذاعة.